متى كيف ولماذا تاسست فرقة الزواوة و كيف تحولت الى فرقة الزواف
يروج اكذب خلق
الله (القومجيين المستعربين) في بلادنا الجزائر وهم اعداء الهوية الامازيغية
اكاذيب تخون منطقة امازيغ القبايل المجاهدة ووصفها انهم زواف و ساندوا الجيش
الفرنسي في بداية احتلاله للجزائر و كثير او اغلب من يروج لهذه الاكاذيب يدعون ان
فرنسا هي من خلقت فرقة الزواف و حاربت بهم المقاومات الشعبية و الثورة التحريرية و
هذه كلها اكاذيب باطلة كما سنبينه في هذا الموضوع و الذي ستعرف من خلاله متى كيف ولماذا تاسست فرقة الزواوة هل في العهد العثماني ام العهد الفرنسي و هل حاربت
الجزائريين في الفترتين المذكورتين
للجواب على هذه
الاسئلة استوجب منا الرجوع الى مراجع ووثائق عايشت فترة انشاء فرقة الزواوة ايام
الحكم العثماني و خاصة شهادة نقيب الاشراف احمد الشريف الزهار الذي ولد بالجزائر
سنة 1781ميلادي ايام الداي محمد عثمان باشا توفي في سن التسعين سنة 1872م
حسب المرجع
التاريخي وهو شاهد عيان اول نواة لفرقة الزواوة كان في شهر
اوت من سنة 1817 ميلادي و هذا بعد ان تم تعيين الباشا علي خوجة خليفة للياشا عمر الذي انفلب عليه الجنود
الاتراك و قتلوه خنقا و كانوا اتباع علي باشا الذي تولى منصب الباشا بعده
في هذه الفترة كان
الجيش الانكشاري او ما يسمى العسكر الاتراك هم من ينصبون البشاوات و هم من يسقطوهم
كلما اختلفوا معهم عينوا خليفة اخر و قتلوا الاول
اصبح العسكر
التركي في ايالة الجزائر يشكل تهديد دائم للباشوات و مصدر خطر و لهذا قام الباشا
علي مباشرة بعد توليه الحكم بمغادرة مقر الباشا السابق و تحصن في قلعة القصبة و
قام بجلب مئات الجنود حوله من اولاد عرب و العبيد (الزنوج) ومن اولاد قبيلة
الزواوة وهذا ليقابل بهم اي تهديد من عسكر الاتراك وتحسبا لاي انقلاب كما جرت عليه
العادة
في هذا المرجع
يوضح لنا جليا نقيب الاشراف الحاج احمد الشريف الزهار وهو شاهد عيان و مستشار
للدايات ان الفرقة الاولى كانت مشكلة من اهل البلد يعني سكان العاصمة بمختلف
اصولهم ومعهم اولاد العرب وايضا العبيد وهم من الزنوج ومعهم ايضا اولاد من قبايل
الزواوة وكانوا مجندين في القصبة و لم يكن مركزهم منطقة القبايل وهذه الشهادة من نقيب الاشراف احمد الزهار هي خير رد على من ينسب فرقة الزواوة في العهد العثماني الى مكون واحد اي من منطقة امازيغ القبايل او كما يسميهم البعض الزواوة و يكشف لكم ان من ينسب فرقة الزواوة فقط الى القبايل الزواوة هو انسان خبيث مغرض هذفه تخوينهم
هذا الكلام اكده ايضا المراجع الفرنسية التي عاصرت بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر
ياكد هذا المؤرّخ Henri Aucapitaine في كتابه
" les kabyles et la colonisatoin de l'algérie" صدر سنة 1864 حيث قال في صفحة 126 :
" بعض المؤرخين أخطأوا لما قالوا أن الأتراك كان لهم فيلق مساعد من القبايل يحمل إسم الزواوة ، الحقيقىة انه كان لهم قوات من المشات تحمل هذا الإسم لكنها متكونة فقط من العرب . زواوة كانت مجرد قوات غير دائمة توفرها قبائل تقع حول مدينة الجزائر " ويقول في صفحة 127
( هذه القوات كانت تقاد من طرف آغ تركي وكان عدد العنصر القبائلي فيها قليل جدا)
الخوف من انقلاب
العسكر الاتراك او الانكشاريين هو سبب اتخاذ
علي باشا اهل الجزائر الاصليين عونا له ضد الجنود الاتراك الذين كان بعضهم يدبر
انقلاب عليه وبعد فشل الانقلاب صرح علي باشا انه لم يعد بحاجة الى العسكر الاتراك
و اعتبرهم من الاعداء لهذا فدور الفرقة لم
يكن من اجل جمع الاموال و الضرائب بل كان من اجل خلق توازن عسكري داخل الجيش
العثماني بين المكون التركي و المكون من الجزائريين الاصليين وخاصة من منطقة زواوة
القريبة من العاصمة الجزائر وذات القوة الكبيرة
فرقة الزواوة في خلافة اخر الدايات (حسين باشا)
توفي علي باشا بمرض
الطاعون و تولى مكانه حسين باشا الخلافة في فيفري 1818ميلادي وهو اخر الدايات في الجزائر
قبل دخول فرنسا
شهور فقط بعد
تولية الداي حسين باشا الخلافة ظهر لكثير من العسكر الاتراك القيام بخلعه وتولية
غيره فوقع ما وقع بينه وبينهم فقتل منهم خلق كثير وهزمهم وبعد هذه الحادثة امر
حسين باشا باعادة كتابة عسكر النضام وتنحية العناصر المشكوك في ولائها واستعان
ايضا بابناء منطقة الزواوة و ادخلهم في الجيش النضامي لتصبح قوة الانكشارية ضعيفة
و لا تستطيع الانقلاب عليه تحت حماية عسكر الزواوة و من معهم من الاهالي
الجزائريين و هكذا اصبحت فرقة الزواوة تشكيل عسكري رسمي ونضامي في الجيش العثماني في ايالة الجزائر وهذا الامر كان يثير غضب و غيرة القادة الاتراك لان قوة الزواوة ومن معهم من الاهالي الجزائريين لن تسمح لهم بممارسة الانقلابات التي اعتادوا القيام بها سابقا وبقية فرقة الزواوة هذه في عهد حسين داي الى غاية دخول الفرنسيين
فرقة الزواوة العسكرية المختلطة الاعراق في زمن الداي حسين هي من وقفت في منطقة سطاوالي شرق العاصمة لمحاربة الاجتياح الفرنسي في جوان 1936م
يذكر لنا المؤرخ الجزائري بوليفة
Boulifa, Ammar ou Saïd (1865-1931)
في كتابه Le Djurdjura à travers l'histoire : depuis l'Antiquité jusqu'à 1830 : organisation et indépendance des Zouaoua (grande Kabylie)
ان فرقة الزواوة التابعة للداي حسين هي من حاربت الفرنسيين في 19 جوان 1830 م سطاوالي
مقتبس من النص
"En 1830. le corps d'infanterie réellement régulier qui avait participé à la bataille de Staouéli était celui des " Zouaoua ". L'origine de notre corps de " Zouaves ", remonte donc à cette époque. Au point de vue linguistique, le terme Zouave n'est d'ailleurs qu'une altération du mot Zouaoua dont les modifications vocaliques et orthographiques effectuées tant par les Arabes que par les Français se présentent de la façon suivante : Zouav = Zouaou = Zouaoua, pluriel de Zouaoui = Gaouaoui = Agaoua, nom ethnique spécial qui désigne l'habitant du Djurdjura
كيف تحولت فرقة الزواوة العثمانية الى فرقة الزواف الفرنسية ؟
تاكد المراجع الاكاديمية ان فرقة الزواف في بداية الاحتلال اعيد هيكلتها وتشكيلها من قبل الفرنسيين من قلة من افراد من منطقة قبايل من بقايا الفرقة الزواوة العثمانية وا ضيف لهم ا غلبية جنود من العرب والكراغلة والموريين و معهم الفرنسيين وهذا ثابت في الارشيف الفرنسي الذي كشف حقيقة من مكون فرقة الزواف سنة 1830م
واهم هذه الشهادات عن حقيقة من هم الزواف هو ما جاء في كتاب
( LE SOLDAT FRACAIS EN ALGERIE PENDANT LA CONQUETE )
الجندي الفرنسي في الجزائر خلال الاحتلال (الجزء الثاني)
مقتبس من الكتاب:
فرقة الزواف التي انشاها الفرنسيون سنة 1830 من خليط بقايا فرقة الزواف العثمانية المكون من قبايل العاصمة ومن عرب وكراغلة و زنوج ومعهم فرنسيين هذه الفرقة مع مرور الوقت وهروب القبايل منها كما سنبينه لا حقا اصبحت فرقة مكونة من العرب والفرنسين وفقط
نستخلص من ما سبق
ذكره ان فرقة الزواوة كانت مكونة من عدة عناصر مختلفة عرب و اولاد زواوة و الزنوج
ومن اهالي العاصمة و ان مركزها كان في القصبة و العاصمة وليس في بلاد القبايل وان دورها في العهد العثماني هو صد انقلابات الجيش الانكشاري على
دايات الجزائر و هذه الشهادة من نقيب اشراف الجزائر و الشاهد العيان على تلك
الفترة تنسف كل كلام اعداء امازيغ القبايل من القومجيين المستعربين واتباعهم الذين
يروجون الى ان فرقة الزواوة فرقة من صنع
فرنسا بعد الاحتلال سنة 1830 م فرقة الزواوة و التي اصبحت تسمى في بداية عصر
الاحتلال الفرنسي فرقة الزواف وهذا بعد
اعادة تشكيلها من قبل الفرنسيينلكن
المكون او العناصر من ابناء منطقة القبايل و باقي الجزائريين اصبح قليل جدا شهور بعد الاحتلال الفرنسي هرب
منها اغلب الجزائريين واصبحت فرقة فرنسية خالصة ابتداءا من سنة 1841م وهذا ما اكدته المراجع
الفرنسية و التي عاصرت تلك الاحداث
قرار سنة 1841م من الحكومة الفرنسية العسكرية بعدم ادماج الجزائريين في فرقة الزواف
جاء هذا القرار بعد حل كتائب الزواف السابقة وانشاء كتيبة جديدة خالية من الجزائريين مكونها هو الفرنسيين وفقط
وهذا مرجع اخر من الارشيف الفرنسي من اصدار الحكومة الفرنسية سنة 1950 كاتب المقال هو الكولونيل ( جيزال GEZEL) المتقاعد سنة 1950م وهو عضو في فرقة الزواف حيث يبين لنا ان فرقة الزواف وبقرار من القيادة العسكرية الفرنسية وابتداءا من سنة 1841م منع تماما ادماج الاهالي الجزائريين واصبح كل الفرقة من
الفرنسيين انظر لشهادة الكلونيل في فرقة الزواف ( جيزال GEZEL)
قال الله عز و جل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ..... ( سورة الحجرات)
باختصار هي قصة
التقاء الجهل و الامية بالسلطة و السياسة بالمختصر المفيد ما نسميهم ازلام النضام الجزائري الفاشل
نشر السيناتور القومجي المستعرب بن زعيم على موقع فايسبوكه اكاذيب عنصرية من النوع الرفيع تدل على الجهل العميق
لتاريخ الجزائر وربما تعمد ذلك خبثا منه حيث صرح ان فرقة الزواف اسستها فرنسا بعد احتلال الجزائر وانها مكونة من ابناء منطقة واحدة ويقصد من ذلك
منطقة امازيغ القبايل
هذا الكذبة او التصريح العنصري البغيض ضد منطقة القبايل المجاهدة انما يدل على الجهل العميق لتاريخ الجزائر من امثال هؤلاء السياسيين الجزائريين او على اقل تقدير هو كذب و افتراء مغرض لنشر الفتنة بين الجزائريين من اجل بقاء النضام الحالي و بقاء مصالحهم الخاصة ولهذا استوجب فضحه بالدليل الموثق من المراجع وشهود العيان
صورة من تصريح بن زعيم على الفايسبوك
فيما يخص الكذبة الاولى ( فرنسا اسست فرقة الزواف)
الصاق الخيانة بمنطقة القبايل اصبح موضة
سياسية في الجزائر حيث كل من يريد البحث عن الشهرة السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات يقوم بسب منطقة القبايل
او تشويه صورتها وتاريخها البطولي وخاصة من خلال اختلاق كذبة الزواف وربطها بمنطقة
القبايل المجاهدة وهي من ميزات كل المنحدرين من عائلات الخونة اعداء الثورة و احفاد القومية و الحركى و القياد الذين ساهموا في 132 سنة من الاحتلال الفرنسي للجزائر
حيث قال بن زعيم ان فرقة الزواف فرقة اسستها فرنسا بعد احتلال
الجزائر سنة 1830م وهذه هي الكذبة التي سنبينها لكم بالمراجع التاريخية التي سبقت الاحتلال الفرنسي
بن زعيم لم و لن يقول لكم ان من عائلته من كان قياد و جنود فرنسا زمن الاحتلال كان الاولى له ان يتكلم ويوضح لنا سبب تواجد افراد من عائلته قياد او الاصح قواد عند امهم فرنسا وهذا قبل ان يتكلم عن اسياده منطقة القبايل المجاهدة مثلا القايد بن زعيم علي بن الحاج خادم فرنسا
المرجع من الارشيف الفرنسي الرسمي على الرابط التالي
و لماذا لا يقول لنا بن زعيم ان هناك افراد من منطقة الاوراس و ناحية قسنطينة وهي تلك الجهة التي تنتمي لها عائلة بن زعيم و التي خرج منها الكثير من الخونة حاملين السلاح في وجه المجاهدبين و ثورة التحرير و ايضا خرج منها الابطال و المجاهدين على غرار منطقة القبايل و كل مناطق الوطن الجزائري لماذا يكذب السيناتور ويقول دون دليل موثق ان القبايل حاربوا المجاهدين ؟؟
HARKI Arabes CONSTANTINE PRENNENT LES ARMES CONTRE LES INDEPENDANTISTES
هل يعلم اكذب خلق
الله ازلام النضام الفاشل و العروبيست اعداء منطقة القبايل المجاهدة ان فرقة الزواف لم تصنعها فرنسا كما يكذبون بل
كانت موجودة في جيش العثماني في الجزائر العاصمة و الدليل على ذلك هو اول ذكر لكلمة زواف في
المراجع الفرنسية وكان هذا قبل احتلال فرنسا للجزائر و يتضح ذلك من خلال مرجع فرنسي مطبوع قبل احتلال الجزائر باشهر حيث سنة 1830 صدر
من الإدارة الإستعمارية أول ذكر ل الزواف في وثيقة بعنوان
Description historique et
geographique de la ville d'alger et de ses environs à Paris, chez gauthier,
éditeur, rue mazarine, N° 49 Yésard, libraire, passage choiseul, N° 46
و هذه الوثيقة كانت
في المكتبة الملكية الفرنسية تحت رقم 8 Lk 27 Bو هذا
هو النص المتعلق بالزواف و الذي كتبه المحتل لأول مرة
الوثيقة التي سنبين منها مقطعا مع ترجمته من الفرنسية إلى العربية، هي وثيقة رسمية كانت قد حظرتها الاستخبارات الفرنسية تحسبا لالإستيلاء على الجزائر، فوثقوا فيها كل
ما يتعلق بالقوات العسكرية للداي حسين، مكونهم و تشكيلاتهم حتى ماذا كانوا يأكلون، و كيف يتقاظون مراتبهم
الخ
النص الفرنسي
"La milice algérienne, qui a une si grande influence sur les destinées de
l'état, est divisée en régiments, ou pour mieux dire en bandes nommées oldacks
et ortes, dans lesquelles il n'y a que des turcs qui y soient admis. La force
armée maure est appelée zovac ou zouavi; elle est commandée par des officiers
turcs, et son organisation ressemble beaucoup à celle des cypaies du bengale."
إليكم الترجمة الحرفية الى العربية
حسب ما جاء في النص الفرنسي
الميليشيا الجزائرية، التي لها نفوذ واسع على مصير الدولة، منقسمة إلى كتائب
(أو أفواج)، أو بالتحديد إلى فرق يسمونها أولداكس و أورتاس، والتي لا يقبل الإنضمام
فيها إلا الأتراك. القوة المسلحة المور تسمى زوفاك أو زوافي؛ يأمرها ضباط أتراك، و
تشكيلها يشبه كثيرا تشكيل سيباي البنغال ...........
إذا كما رأينا في الترجمة
ينكشف لكم كذب بن زعيم ومن يقول أن كتائب الزواف
من صنع فرنسا إذا كل ما في الأمر هو أن الزواف كانت قوة مسلحة من العهد العثماني و من سكان الجزائر العاصمة
واصلهم من المور وهي التسمية التي تطلق على الوافدين قديما من الاندلس ولتحق
بهم تدريجيا عناصر من كل مناطق الجزائر كراغلة و زنوج و بساكرة و بعض افراد من
منطقة القبايلولم يكن مركز الفرقة في منطقة
القبايل بل كانت موجودة في عهد حسين داي مقرها دالي ابراهيم بالعاصمة الجزائر وهذا من
اجل خلق توازن عسكري مع جيش الانكشاري التركي الذي كان كثيرا ما ينقلب على الدايات
عندما سلم حسين داي مفتاح الجزائر و خواتم الدولة لفرنسا، سلم عساكره أيضا، تحت المسؤولية الفرنسية من اجل حفظ الامن في العاصمة و ذالك مقابل تركه حيا و نفيانه إلى إيطاليا
الفرقة الأولى للزواف في العهد التركي لم تكن كلها من افراد من منطقة القبايل
ياكد هذا المؤرّخ Henri Aucapitaine في كتابه
" les kabyles et la colonisatoin de l'algérie" صدر سنة 1864 حيث قال في صفحة 126 :
" بعض المؤرخين أخطأوا لما قالوا أن الأتراك كان لهم فيلق مساعد من القبايل يحمل إسم الزواوة ، الحقيقىة انه كان لهم قوات من المشات تحمل هذا الإسم لكنها متكونة فقط من العرب . زواوة كانت مجرد قوات غير دائمة توفرها قبائل تقع حول مدينة الجزائر " ويقول في صفحة 127
( هذه القوات كانت تقاد من طرف آغ تركي وكان عدد العنصر القبائلي فيها قليل جدا)
فيما يخص الكذبة الثانية قال بن زعيم ان فرقة الزواف مكونة من منطقة واحدة
السيناتور الكذاب صرح ان فرقة الزواف مكونة فقط من منطقة القبايل وحدها وهذا التصريح الخبيث الهدف منه تخوين المنطقة كلها وليس افراد فقط و استند في تصريحه على الكتاب فرنسي عنوانه زوافنا
المؤرخ laurencin paul في كتابه nos zouaves
السيناتور الكذاب لم ولن يقول لكم ان كل المراجع الفرنسية تاكد ان فرقة الزواف الفرنسية كانت مشكلة من كل العرقيات وليس من قبايل زواوة المراجع التي كتبت عن الموضوع خاصة من عاشوا الاحداث سنة 1830م وضحت بأن النواة الأولى لجيش الزواف متكونة من قيادة فرنسية وجنود من الأهالي الجزائريين من مختلف مكونات المجتمع الجزائري في الجزائر العاصمة أنذاك
وهي الفرقة التي تشكلت في عهد الاستعمار الفرنسي في أوت 1830، فكانت مشكلة من عناصر جزائرية مختلفة كما تؤكده المصادر ومن بينها كتاب :
(L'Algérie de 1830 à 1840 : les commencements d'une conquête )
للمؤرّخ (Camille Rousset) الذي يقول في الصفحة 08 : " بمجرد أن قدم آغا الجزائر (يلقب بشيخ العرب ) نداءا للجزائريين لمن يريد العمل في الجيش الفرنسي حتى أتى بعض الجزائرين من كل حدب و صوب في نهاية الشهر (يقصد شهر أوت من سنة 1830) كراغلة , زنوج ,عرب , قبايل, بل وصلوا حتى من بسكرة" .
نعم عزيزي القارئ لا يكذب عليكم احد من اعداء الامازيغ و اعداء منطقة القبايل المجاهدة مكون فرقة الزواف من كل عناصر الجزائر هذا ما تؤكده جل المراجع التي كتبت عن الموضوع وبشهادة شهود العيان واهمهم قاسطون جانجلوف المؤرخ والضابط في جيش الزواف الفرنسي
قانجلوف قاسطون - Gaston GANGLOFF
ويعتبر اهم كاتب ومؤرخ زوافي فصل في تاريخ فرقة الزواف لانه شاهد عيان على تكوينها و اعمالها ونشر كتابه الزواف سنة 1893م
Les zouaves - Gaston GANGLOFF
le corps des zouaves. Le regiment des zouaves 1830 -1852 - 1893 page 13
السيناتور الجزائري الكذاب الحاقد على امازيغ القبايل من خلال تصريحه كان يقصد ان فرقة الزواف مكونة فقط من منطقة القبايل وهي كذبة غبية فمن حماقته استدل بكتاب فرنسي عنوانه (زوافنا) للمؤرخ بول لورنسان وربما السيناتور الكذاب لم يتعب نفسه في قراءة الكتاب كليا حتى يكتشف ان نفس المرجع يفند كلامه العنصري ونحن نعلم ان القومجي المستعرب عادة ما تكون عنده حساسية قراءة المراجع الطويلة و الكتب خاصة باللغات الاجنبية
السيناتور الكذاب لم ولن يقول لكم ان المراجع الفرنسية التي استند اليها نفسها تاكد ان فرقة الزواف تدريجيا اصبحت مشكلة من عناصر فرنسية (كتاب زوافنا)
المؤرخ laurencin paul في كتابه nos zouaves
نعم اخي القارئ المرجع نفسه ياكد ان فرقة الزواف التي اعادت فرنسا تشكيلها في بداية الاحتلال هرب منها الجنود الجزائريين و اصبحت فرقة فرنسية خالصة
حسب المرجع الذي استند اليه السيناتور الجزائري الكذاب و المدلس على التاريخ تاسست في شهر ديسمبر سنة 1830م كتيبتين من فرقة الزواف الاولى كلها من الفرنسيين والثانية كلها من الاهالي الجزائريين من مختلف المناطق و الاجناس كما بيناه سابقا أسندت قيادة الكتيبة الأولى للقبطان (مومي MAUMET ) ، والكتيبة الثانية لقبطان الهندسة العسكرية (دوفيفيي DUVIVIER ) لهذا ننبه القارئ ان ليس كل فرقة اسمها الزواف في بداية الاحتلال الفرنسي تعني بالضرورة ان مكونها جزائريين او قبايل كما يدلس عليكم الجهال والكذابين وهذا ما بينه المؤرخ (بول لوغانسان) في كتابه زوافنا (NOS ZOUAVES)
حيث أفرغ نظام الزواف نهائيا من الجزائريين بعد توجيهم نحو تنظيمات عسكرية أخرى من جيش إفريقيا خاصة فرق القناصة الجزائريين المعروفة اختصارا ب turcos وفرق الهندسة العسكرية ، وهو ما أشار إليه المؤرخ laurencin paul في كتابه nos zouaves :
السيناتور الكذاب الذي قال في تصريحه ان الزواف ويقصد بذلك امازيغ القبايل حاربوا المقاومات الشعبية و حاربوا المجاهدين
المدلس العنصري لا يقول لكم ان نفس المرحع الذي استدل به كتاب (زوافنا) يقول ان منظمة الزواف الجزائرية لم تعد تتكون من جزائريين بعد سنة 1840 , بل على جنود فرنسيين أوروبيين جندوا في الجيش الفرنسي ولم يعد في فرقة الزواف اي خليط او عنصر جزائري
السناتور الكذاب لن يكلمكم ان المرجع الذي يستند عليه (كتاب زوافنا) يقول :
انتهاء وجود الجزائريين في فرقة الزواف سنة 1841م التحاقهم بجيش الامير عبد القادر
هذا هو كلام المؤرخ (بول لوغانسان) الذي يستشهد به المدلس ويرمي منطقة القبايل بالخيانة عمدا وجهلا بالتاريخ
السيناتور الكذاب لا يقول لكم ان نفس المصدر الذي يستند اليه (كتاب زوافنا) يقول ان الافراد الجزائريين في الجيش الفرنسي كلهم هربوا من فرقة الزواف والتحقوا بجيش الامير عبد القادر و ثورته و اصبحوا قادة كتائبه وجيشه وقد استفاد الأمير عبد القادر من خبرتهم العسكرية وعينهم كمدربين وكون بهم جيش عصري منظم على الطريقة الأوروبية لمقاومة الفرنسيين وقد كان يطلق عليهم اسم المنتظمون وهذا لشدة تنظيمهم و الحُمْرْ بسبب لون برنوسهم الاحمر
ياكد هذا الكاتب العسكري الفرنسي (لورنس بول)
( nos zouaves) المؤلف سنة 1888م تلك الصفحة 26
ما لا يقوله لكم السيناتور الكذاب ان في تقرير من اللمجلة العسكرية الفرنسية نشر سنة 1950م يوضح انه بعد شهرين فقط من احتلال فرنسا للجزائر كانت الفرقة الاولى من الزواف تعاني من هروب الجزائريين وظهور حالات تذمر وعصيان وهو ما ادى بحكومة الاحتلال في الشهر الاول من 1931 الى تعويضهم بالفرنسيين قادمين من باريس وبذلك اصبح جيش الزواف من اغلبية فرنسيين و ليسوا من الجزائريين و لا من منطقة القبايل
وهذه شهادة المؤرخ الجزائري ابوا القاسم سعد الله في كتابه تاريخ الجزائر ياكد لكم ان فرقة الزواف هرب منها اغلب عناصرها الجزائريين عرب وقبايل و لم يبقى فيها الى غاية 1833م سوى قلة قليلة وهذه المعلومات منقولة من تقرير لجنة التحقيق التي ارسلتها الحكومة الفرنسية في باريس لتفقد اوضاع الاحتلال في الجزائر والتي تراسها (ديكازيس) حيث قال ان منظمة الزواف تكونت من 1144 جندي ولم يبقة منهم سنة 1833م سوى 323 جندي فقط كما قلنا كلهم فرنسيين فمن اين لاكذب خلق الله العروبيست ازلام النضام القول ان القبايل حاربوا الثورات الشعبية و المجاهدين
وهذه ايضا شهادة احد الضباط في كتيبة الزواف الثانية التي تاسست في وهران حيث يقول ان فرقة الزواف تقريبا سنة 1841م لم يعد فيها جزائريين واختفوا تماما من صفوف الزواف انظر الصفحة 3 من كتاب
وهذه ايضا شهادة لاحد ضباط الصف (BOUDEAN LOUIS) من الكتبية الاولى للزواف المنخرط فيها سنة 1913م يقول ان الجزائريين في هذه الفرقة لم يعد لهم وجود ابتداءا من سنة 1941م
قرار من الحكومة الفرنسية العسكرية سنة 1841م بعدم ادماج الجزائريين في فرقة الزواف
جاء هذا القرار بعد حل كتائب الزواف السابقة وانشاء كتيبة جديدة خالية من الجزائريين مكونها هو الفرنسيين وفقط
وهذا مرجع اخر من الارشيف الفرنسي من اصدار الحكومة الفرنسية سنة 1950 كاتب المقال هو الكولونيل ( جيزال GEZEL) المتقاعد سنة 1950م وهو عضو في فرقة الزواف حيث يبين لنا ان فرقة الزواف وبقرار من القيادة العسكرية الفرنسية وابتداءا من سنة 1841م منع تماما ادماج الاهالي الجزائريين واصبح كل الفرقة من الفرنسيين انظر لشهادة الكلونيل في فرقة الزواف ( جيزال GEZEL)
السيناتور الكذاب لا يقول لكم ان:
فرقة الزواف الفرنسية هي التي حاربت الجزائريين و حاربت القبايل ايضا وحاربوها
فرق الزواف الفرنسيين ابتداءا من سنة 1841م هي التي حاربت ضد الجزائريين ولم يكن فيها لا افراد من القبايل ولا من الجزائريين عامة لهذا نقول انه من الخطا الجسيم ان يقال ان القبايل تحت اسم الزواوة او اسم الزواف حاربوا في شرق او غرب او وسط الجزائر خاصة من سنة 1841م فمن ذلك التاريخ فرقة الزواف اصبحت فرنسية بشكل كامل
وهذه اهم المناطق التي حاربت فيها فرقة الزواف الفرنسية من خلال الارشيف الفرنسي وممنها هجوم فرقة الزواف الفرنسية على منطقة القبايل وهذا ينسف اي كلام عن علاقة القبايل بفرقة الزواف الفرنسية
الى السيناتور الكذاب والى كل اعداء منطقة القبايل الامازيغية المجاهدة نقول لكم حبل الكذب قصير يا اكذب خلق الله التاريخ سجل أن منطقة القبايل وحدها أرسلت 25 ألف مقاتل لمحاربة فرنسا صائفة 1830 وهذا يعني ان منطقة القبايل هي المنطقة التي قدمت أكبر عدد من المقاتلين في الجزائر لمقارعة الانزال الفرنسي في سيدي فرج مقارنة بي باقي المناطق في الجزائر هذا ما اكده القائد والكولونيل الفرنسي (جوزيف نيل روبان Joseph Nil Robin) ( 1837_ 1918 ) الذي شارك في الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر
صورة من الكتاب الاصلي
الكولونيل الفرنسي (جوزيف نيل روبان Joseph Nil Robin) ( 1837_ 1918 ) الذي شارك في الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر ذكر لنا اغلب الاعراش و القبايل و القرى من بلاد القبايل التي هبت الى نجدت الجزائر عند بداية النزول الفرنسي على شواطئها
السيناتور الكذاب لا يقول لكم ان :
امازيغ (القبايل ) اول مقاومة واول هزيمة للاحتلال الفرنسي جويلية 1830م
تجدر الاشارة الى أن أول هزيمة للجيش الفرنسي خارج العاصمة التي احتلها كانت في البليدة وكان زعيم المقاومة هناك هو الحاج محمد او زعموم أو محمد ابن زعموم وهو من قبيلة فليسة (Iflissen) من منطقة القبايل فلم ينتظر سكان منطقة القبايل وصول الجيش الفرنسي الي ديارهم فشكلوا قوات انتقلت الى متيجة لردع جيوش الاحتلال .
ازمة العروبيست (جمعية العلماء الجزائريين )عشية 1
نوفمبر 1954م
اعداء الهوية
الامازيغية يتكلمون عن خرافة ازمة بربرية في سنة 1949 في صفوف حزب الشعب الجزائري
بين المصاليين العروبيين و المناضلين الامازيغ من منطقة القبايل
لكن القومجي المستعرب
لا يكلمكم ابدا عن ازمة الهروبيست عشية ثورة نوفمبر 1954م او ما يسمى التاريخ
المسكوت عنه
التلون السياسي و
الفكري و تناقض الافكارو المواقف هي ميزة
وعلامة مسجلة باسم جمعية العلماء الجزائريين و
اتباعها و هذا منذ نشاتها الى اليوم
حسب شهادة المؤرخ ابو القاسم سعد الله و احمد التوفيق المدني ومن خلال الرسائل التي بعث بها هذا الاخير الى البشير الابراهيمي زعيم جمعية العلماء سنة 1954م كشفت عن ازمة زعامة كبيرة في جمعية العلماء الجزائريين عشية ثورة اول نوفمبر
نشر المؤرخ ابو القاسم سعد الله في كتابه ايحاث و اراء حول تاريخ الجزائر الجزء الثاني صفحة 62
قبل شهر واحد من
اندلاع ثورة التحرير 1954م عصفت رياح الاختلافات و المشاكل الداخلية بين اعضاء
واتباع جمعية العلماء وكادت هذه الازمة تعصف بوجود هذه الجمعية خاصة بعد رحيل او
هجرة رئيسها البشير الابراهيمي الى المشرق رفقت نائبة الورتلاني و استقرارهما في
القاهرة نهائيا وفتح مكتب لجمعية العلماء في القاهرة و الذي كان ينشط تحت مظلة مكتب جامعة الدول العربية و اصبح توجهه مشرقي كليا لا يهتم بالجزائر
وصل ببعض اتباع جمعية العلماء الى انتقاد شديد في شخص الابراهيمي ووصفه انه بعد هجرته الى المشرق (عاد الى اصله) و استاثر الحياة الشرقية وجعل مكتب الجمعية في القاهرة ملتقى زعماء الجمعيات و الحراكات السياسية و الدينية و الادبية في المشرق العربي ومن ذلك اصبح بعيد عن الواقع الجزائري مثل ابتعاد مصالي الحاج و هجرته الى فرنسا مع اصرار كليهما على زعامة وقيادة حركتيهما من المهجر او الخارج و هو الامر الذي ادى الى نائب جمعية العلماء العربي التبسي الى انتقاد هذه المواقف من البشير الابراهيمي
الابراهيمي وزميله الورثلاني هاجرا الجزائر سنة 1952م الى تونس ومنها سافروا ايام الى فرنسا و منها
الى مصر مدعين لاتباعهم انها زيارات
ثقافية سياسية و لكن هذه السفرية تبين انها هجرة بلا رجعة للوطن الجزائري وهذا ما اثار
حملة استنكار من اتباع جمعية العلماء في
الجزائر وخاصة الجيل الشبابي الجديد المشبع بافكار ومستوى علمي سمح لكثير منهم
برفض فكر التقديس الاعمى لزعماء الجمعية الاوائل مثل الابراهيمي و الورتلاني و
العربي التبسي وغيرهم وانتقادهم
ثار ابناء الجمعية
ضد الابراهيمي و الورتلاني بعد ان تبين لهم انه لم يعد يرغب في العيش في الجزائر
وممارسة نشاطه الدعوي و العلمي داخل الوطن
و انه اصبح انسان مشرقي الهوى و الهوية
في سبتمبر 1954/ و
ايام فقط قبل اندلاع الثورة اصبحت جمعية العلماء في الجزائر بلا رئيس و لا نائب
رئيس بل هاجر كل زعمائها الى المشرق فبعد الابراهيمي و الورتلاني لحق ايضا العربي التبسي و احمد بو الشمال للتجول في المشرق وهكذا عشية ثورة نوفمبر اصبحت الجمعية في الجزائر دون اغلب قادتها الاساسيين و
و هكذا خلى الجو للنائب الثاني في جمعية العلماء المدعو محمد خير الدين للدعوة الى انعقاد مجلس اداري و اعادة تنضيم و هيكلة جمعية العلماء دون الرجوع الى راي زعمائها مثل الابراهيمي و العربي التبسي و الورتلاني الغائبين و المتواجدين بالمشرق العربي قام محمد خير الدين في سبتمبر 1954م بما اسماه البعض انقلاب داخل جمعية العلماء
اصبحت الجمعية في فوضى عارمة و خلافات داخلية كبيرة بين اعضائها مما دفع باعضاء مجلسها الاداري يجتمعون في الجزائر في سبتمبر 1954م و يدرسون مشاكل الجمعية و يستنكرون هروب رئيس الجمعية ونائبه (الابراهيمي و الورتلاني) الى مصر و الاستقرار فيها نهائيا دون الاهتماء بالوضع الداخلي الجزائري مما جعل الشباب الجديد في الجمعية يستنكر تصرفات الابراهيمي ونائبة وتحولهم للنشاط في المشرق في وقت الشباب الجزائري في حاجة للفقهاء و العلماء لتوعيته و تعليمه
لقد اصاب جمعية العلماء في هذه الفترة ما اصاب حزب الشعب الجزائري من خصومة على الزعامة و مزاحمة الجيل الجديد للجيل القديم حيث عشية ثورة التحرير 1954م اجتمع المجلس الاداري الجديد بقيادة محمد خير الدين و قدم انتقادات شديدة لشيوخ الجمعية الابراهيمي و الورتلاني و العربي التبسي و الذين لم تعد لهم قيمة معنوية لدى اتباعهم
و يتبين ذلك من خلال عدم قبول و الطعن في تقارير التي كان يرسلها الابراهيمي و التي اعتبرتها الادراة الجديدة مغالطات و افتراءات بل وصل الخلاف داخل الجمعية الى حد مطالبة الابراهيمي بالرجوع الاجباري الى الجزائر وتقديم التوضيحات و تقرر ايضا تسليط عقوبات على كثير من اعضائها خاصة المتعاطفين مع الابراهيمي مثل الجيلالي الفارسي
كما بيناه في موضوع اخر في هذه المدونة جمعية العلماء كتنظيم لم تساند الثورة ولم تنضم اليها رسميا في ايامها الاولى و لم تفعل الا في نهاية سنة 1955م بعد ان هددتهم الثورة او الجبهة بالتصفية
وربما يقول او يعدد اتباع جمعية العلماء في وقتنا الحالي بعض الاسماء من المجاهدين الذين كانوا في مدارس العلماء ومن ثم القول ان الجمعية ساهمت في الثورة و الحقيقة هذه مغالطة كبيرة
بعد مؤتمر الصومام سنة 1956، حققت جبهة التحرير الوطني انتصارات عديدة وفرضت وجودها على الساحة، لذلك، سمحت للجزائريين بالانضمام لصفوفها كأفراد، وليس كتنظيمات، وهو ما سمح لبعض طلبة الجمعية من الانضمام للثورة، مثل العقيد شعباني قائد الناحية الثالثة" و هذا لا يعني مساهمة رسمية لجمعية العلماء في الثورة كما لاننسى ان كثير من القادة و الثوار تعلموا في المدارس الفرنسية ووصلوا الى المستوى الثانوي و اغلبهم تعلم في مدارس ابتدائية فرنسية فهل يعني ان فرنسا ساهمت في الثورة طبعا هذا منطق معوج
يبدو أن السيد محمد حربي صاحب كتاب جبهة التحرير الوطني (سراب و حقيقة) أفضل من تناول ثورة التحرير 1954 - 1962 بإعتباره، كان مستشارا بدوان السيد كريم بالقاسم عضو الحكومة المؤقة إلي جانب أنه عايش عن قرب كثيرا من الأحداث و الوقائع.
حيث قدم لنا شاهدته الموثقة ان جمعية العلماء و زعيمها الابراهيمي كانوا يرفضون تماما دعوة الشباب الانخراط في العمل المسلح جاء هذا في كتابه
Mohammed Harbi, Le F.L.N. Mirage et réalité. Des origines à la prise du pouvoir (1945-1962), Paris, Éd. Jeune Afrique, 1980
يقول المجاهد محمد حربي ان من بين كل اتجاهات الراي القومي و الجمعوي الجزائري فيما يخص مساندة ثورة اول نوفمبر 1954م كان موقف جمعية العلماء الاكثر بطؤا في الظهور و يقول لنا في كتابه انه عندما التمس المجاهد بن بلا من الشيخ الابراهيمي رئيس جمعية العلماء ان يطالب الشباب الانخراط في العمل المسلح رفض هذا الاخير رفضا تاما
كان الشيخ محمد خير الدين الممثل لجمعية العلماء في الجزائر بعد هجرة الابراهيمي و كبار شيوخها ينادي في اول ايام اندلاع الثورة بالعمل على تهدئة الامور و المطالبة بالرجوع الى الانتخابات و الطرق السلمية وقام بالاتصال بالسلطات الفرنسية ولكن دون جدوى ويقول المجاهد محمد حربي ان جمعية العلماء كانت تقدر ان الاستقلال متعذر التحقيق عن طريق الحرب ولم يتبدل موقفهم الرسمي الا نهاية 1955 م(انظر الوثيقة السابقة)
في جانفي 1956م بعد ان يئس زعماء جمعية العلماء من حل سلمي مع فرنسا التي لم تعرهم اي اهتمام و بعد تاكدهم من انغراس فكرة الثورة و الجهاد في الاوساط الشعبية حتى تلك التي تربت في مدارس جمعية العلماء مما شكل ضغطا على زعمائها ومنهم الشيخ العربي التبسي و الذي قام في هذا السنة 1956م بالاتصال بجبهة التحرير و الاعتراف بها و هو ما كلفه متابعة المصالح الامنية الفرنسية و التي قامت باعتقاله و حرقه في الزيت المغلي
ايضا عمل الشيخ محمد خير الدين، بعد فشل مساعيه لحل مشكلة الاحتلال الفرنسي بطرق سلمية على قيادة تيار مساندة الثورة التحريرية، خلافا لموقف الزعماء المهاجرين من امثال الابراهيمي و الورتيلاني او ما يسمى الصف الاول ذلك الموقف الباهت و المتخاذل و المتخلف عن مساندة جبهة التحرير و جيشها في الايام الاولى من اندلاعها ، وسعى محمد خير الدين إلى قيادة تيار الإصلاح الداخلي في الجمعية، خاصة أثناء الثورة التحريرية، معتبرا أن خروج قيادات الصف الأول من الجمعية إلى الخارج، وترك الميدان هو فرصة ضرورية لفتح المجال أمام الصف الثاني من الشباب، الذي يملك شرعية قيادة الجمعية، وفق المعطيات الجديدة والمستجدات الطارئة، وهو الاتجاه الذي جلب على الشيخ محمد خير الدين، الكثير من اللوم والامتعاظ، وعدم ارتياح قيادات الصف الأول.
إن الانتقال من مرحلة الإصلاح، إلى مستوى التفاعل مع الثورة، والمرحلة التي بلغها الشعب الجزائري، كان موقف الشيخ محمد خير الدين، و العربي التبسي رحمه الله
محمد خير الدين و الذي اعتبر أن مرحلة الاصلاح الأولى قد انتهت في منتصف الأربعينات من القرن العشرين و لهذا استطاع الشهيد البطل عبان رمضان الاتفاق معه على ادخال الجمعية تحت جبهة التحرير و جيشها وتم فرض تاييد الثورة على الجميع