الامازيغ عرفوا الاسلام قبل العرب
عزيزي المدافع و المناضل من اجل الهوية الامازيغية بالتاكيد كثير منكم صادف خلال مناقشته مع القومجيين المستعربين البعثيين تطاولهم على الامة الامازيغية و القول ان العرب هم من علموا الاسلام الى اجدادنا و بعضهم يقول لقد شرفناكم بان ادخلناكم الاسلام دين الحق
طبعا القومجي العروبي لا يملك أي قاعدة معرفية للرد و الدفاع عن فكره التعريبي الهش الذي تهاوى و انفضح و انبعثت رائحته النتنة في كل مكان و في كل قطر و لهذا تجده يمارس عقلية المن عند فشله في الحوار التاريخي و العلمي حول اصول المغرب الامازيغي الكبير فتجده يثير المغالطات مثل القل ان العرب لهم الفضل على الامازيغ ان ادخلوهم الى الاسلام و هذه عقلية المن بالاسلام هي من أنواع العلاقات التي تفسد ذات البين, بين مختلف الاعراق المسلمة و الغرض منها استحقار غير العرب و هي عقلية التي ينبغي أن نفضح زيفها و بطلانها يقول عليه الصلاة والسلام, فيما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل
من هو القومجي العروبي المنان؟ هو الذي يمن بعطائه, لماذا يمن بعطائه؟ لأنه لا يبتغي وجه الله بهذا العطاء, لو أنه ابتغى وجه الله, لما من على أحد لكنه يمن على الامازيغ بخرافة العرب ادخلوهم الى الاسلام
﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾
[سورة الحجرات الآية:17
و لان الحقيقة التاريخية و القرءانية تفيد ان الامازيغ مثلا كانوا يعرفون الاسلام قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة و السلام و قبل غزوات بني امية
للتبيه الاسلام هو دين الله و ليس دين العرب و الاسلام هو دين ادم و كل الانبياء من بعده و لا يجوز حتى القول ان الاسلام هو دين محمد عليه الصلاة و السلام الحقائق القرآنية الواضحة تؤكد أن الإسلام (الشرعة التي انزلت على محمد الامين )دين مكمِّلٌ لما سبقه من الأديان ، وأن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما بعث به الأنبياء السابقون يخرج من مشكاة واحدة ، مشكاة الوحي الإلهي الذي أفاض على البشرية أنوار الهداية والسعادة و عندما نقول كلمة اسلام يجب ان نربطها مباشرة في عقولنا بادم من حيث الزمان و لا يجوز ان نرمي صفة الكفر بالعموم على اولائك الناس الذين كانوا على ديانات اهل الكتاب قبل ان يبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا من الخطا الجسيم .
قال تعلى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
اما الرسالة التي جاء بها الله على نبينا محمد للبشر كافة فهي الشريعة المحمدية التي هي شريعة من شرائع الاسلام
والاسلام الذي من به الله تعالى على العرب والفرس والامازيغ قبل ان يمن به على العرب في القرن السادس ميلادي لانهم الامازيغ كانوا يعتنقون ديانات سماوية موحدة كما سنبينه لكم لاحقا في هذا الموضوع و لهذا نقول ان الفضل كله لله وحده ولا فضل لغيره وفي هذا السياق رأيت أن أقوم بجمع طائفة مباركة من آيات الله البينات الغير متشابهات من كتاب الله العزيز ــ بقدر الجهد والمستطاع ــ الدالة دلالة شرعية قطعية ودلالة لفظية لا تقبل إلا وجها واحدا في الحكم من أن دين جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هو الإسلام من لدن سيدنا آدم إلى خاتمهم سيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين وهي:ــ
يقول الحق جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/25.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ) رواه البخاري في " صحيحه " (رقم/3443) ومسلم (2365)
هتف به كل الأنبياء ، فنوح يقول لقومه : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) يونس/72، والإسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيم ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) البقرة/ 131، ويوصي كل من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلاً : ( فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) البقرة/132، وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : ( نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/133، وموسى يقول لقومه : ( يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ) يونس/84، والحواريون يقولون لعيسى : ( آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/52، وحين سمع فريق من أهل الكتاب القرآن ( قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) القصص/53.
وقال تعالى: وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ آل عمران:20
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ {يونس:84}، وأخبر أن سليمان عليه السلام قال في رسالته لسبأ: إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {النمل:30-31}، ووصف سبحانه وتعالى بيت لوط بالإسلام، فقال فيهم: فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ {الذاريات:36}، وأخبر
وأخبر تعالى أن إبراهيم وإسماعيل كانا يقولان في دعائهما: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وقد وصف إبراهيم بالإسلام ونفى عنه اليهودية والنصرانية، فقال: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {آل عمران:67}، وأخبر أن سحرة فرعون بعد إسلامهم دعوا الله تعالى فقالوا: رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ {الأعراف:126}، وأخبر أن نوحا عليه السلام قال في خطابه لقومه: فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {يونس:72
ان الامازيغ اعتنقوا قبل غزوات بني امية في القرن السابع الميلادي الديانة اليهودية وبعد ذلك النصرانية وكانوا في اغلبهم على عقيدة التوحيد قبل دخول الاسلام
اعتنق الامازيغ في اغلبهم قبل دخول الاسلام العقيدة المسيحية الاريوسية (نسبة الى القس الامازيغي اريوس) وتسمى ايضا في الجزائر العقيدة الدوناتية (نسبة الى القس دوناتيوس من اتباع اريوس)
هذه العقيدة الاريوسية التي تقول ان لا اله الا الله وان عيسى نبي الله
هذه العقيدة الاريوسية التي كان عليها الامازيغ والاقباط والوندال هي عقيدة الاسلام والتوحيد التي نزلت على كل الانبياء من ادم الى محمد صلى الله عليه وسلم
هذه العقيدة الاريوسية التي حارب من اجلها اريوس واتباعه والوندال عقيدة روما الكاثوليكية (مبدا التثليث وتاليه عيسى عليه السلام)
نعم كان اغلب الاقباط والامازيغ والوندال على عقيدة التوحيد التي لا تامن بان عيسى اله ولا ابن الله و قبل بعث الرسول محمد عليه الصلاة و السلام بكثيرحوالي القرن الخامس الميلادي في ذلك الزمن لم يكن للعرب أي معرفة او ايمان بالتوحيد كان العرب يعبدون الأصنام ، ويتقربون لها ، ويذبحون عندها ، ويعظمونها التعظيم كله ، وهي من صنع أناسٍ مثلهم من البشر ، وأحياناً تكون من صنع أيديهم ، من التمر ، أو الطين ، أو غيرها ، وكان عدد الأصنام التي حول الكعبة المشرفة حوالي 360 صنماً .
قال تعالى واصفاً أولئك الجاهليين : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) يونس/ 18 .
وكان احدهم يصنع الاهه من عجين التمر وعندما يجوع ياكله وسقول اغفري يا الله (سبحان الله عجبا لذلك العقل لذلك حاربتهم روما وبيزنطا بالتعاون مع مدرسة الكنيسة الكاثوليكية التي اجرمت في حق هؤلاء الموحدين وقتلت منهم الكثير.
هكذا كان الوضع في مكة المكرمة،وفي جزيرة العرب لم يكن هناك أحد على الدين الصحيح ولا على خلق قويم و لا يعرفون التوحيد (الاسلام) إلا أقل القليل، مثل زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد، وكان حنيفيًّا على ملة إبراهيم عليه السلام، وكذلك ورقة بن نوفل، وكان قد تَنَصّر، كما كان هناك قس بن ساعدة، وكان يبشر بمجيء نبيٍّ، وقد أدرك النبيّ فعلا، ولكنه لم يدرك البعثة.
عزيزي القارئ ترون حال الأرض على اتساعها قبل زمان البعثة، التوحيد و الاسلام موجود في بلاد الامازيغ و الاقباط و حتى عند القبائل الجرمانية الوندالية مقابل انعدامه في بلاد جزيرة العرب ولهذه الاسباب مقتهم الله تعالى قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام و القاعدة الربانية تفيد ان الانبياء و الرسل تنزل على شرار الناس و افسدهم خلقا و ليس كما يعتقد البعض ان الرسل تنزل على افضل الناس
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِى خُطْبَتِهِ: « أَلاَ إِنَّ رَبِّى أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا ، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ.
وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا.
وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَقَالَ:
إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ.
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا ، فَقُلْتُ: رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ، قَالَ:
اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ.
نعم غضب الله تعالى و مقت العرب و العجم جميعا قبل بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام و استثنى طائفة فقط وهي من اهل الكتاب و هي طائفة الموحدين (المسلمين) و هم معروفن تاريخية بالاريوسيين
قصة الاريوسين الموحدين ومنهم الامازيغ الدوناتيين نسبة الى القس دوناتوس الامازيغي الاوراسي و هي من اعضم قصص الصراع بين التوحيد والكفر الاسلام دين كل زمان ومكان لهذا نقول الاسلام عرفه الامازيغ قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم و هؤلاء المسلمين قبل محمد الامين لا يجوز القول عنهم انهم كفار قال تعلى:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فالمؤمنون من أتباع الأنبياء السابقين كلهم كانوا مسلمين بالمعنى العام ، يدخلون الجنة بإسلامهم ، ان احسنوا ويدخلون النار ان اساؤا حالهم كحال المسلمين اليوم
ان الكثير لا يعلم لماذا انتشر الاسلام في اقباط مصر وفي الامازيغ بسرعة وتقبل الناس الشريعة المحمدية بسلاسة
والجواب واضح هو ان الاقباط والامازيغ كانوا في الاغلب على عقيدة التوحيد لذلك فهموا رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودخلوا فيها لانهم كانوا على الاغلب في عقيدة الاسلام التي معناها التوحيد الخالص للعبودية والربوبية والذات والصفات .
واولائك الامازيغ الذين عاشوا على دين اليهودية والنصرانية قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز ان نحكم عليهم بالكفر لانهم كانوا مسلمين والاسلام لم يبدا في البشر مع نبينا محمد عله الصلاة والسلام انه دين البشر من ادم الى يومنا هذا و لا تقولوا فضل العرب ولا فضل الامازيغ وقولوا كما قال تعالى:
قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم
قال عز وجل: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ