هل تم استبدال تاريخ عقبة بن عامر الجهني بعقبة بن نافع الفهري وتزوير تاريخ الامازيغ
مقدمة :
التاريخ هو السجل المدون به كل أحوال الأمم بما في ذلك حياتهم ومتغيراتها ومنجزاتهم بكافة صورها، فهو كالمرآة التي تعكس تلك الصورة التي كانوا عليها وتراها من بعدهم أجيالهم المتوالية، وبالرغم من هذه الأهمية التي يحتلها السجل التاريخي للأمم إلا أن التزوير والتضليل قد يتخلله بأيد بشرية، فالعبارة المعروفة تقول: إن التاريخ دوماً يكتبه المنتصرون، وهذه حقيقة لا جدال فيها، وانطلاقاً منها يستوجب إعادة كتابة التاريخ برمته لكل أمة حكمت،من قبل محتلين اجانب لذا يستوجب علينا نحن كأمة امازيغية وكأمة أن نخصص جهات رسمية وعلى درجة عالية من العلم والدراية والثقة كي تتولي قراءة تاريخنا ونبشه علمياً وإعادة تصحيحه، فكما نعلم أن التاريخ الإمازيغي قد حكمته دول اجنبية ذات صفة وراثية قومية كانت على النحو التالي: الدولة الأموية، الدولة العباسية
فجميع الدول السابقة كان حكمها ذا صفة وراثية، وهذا يؤكد لنا أن كتابة تاريخ كل دولة منها قد دون تحت ظل وتعليمات قياداتها مما سيترتب عليه الكثير من المغالطات والمبالغات والمكذوبات خاصة ما يتعلق بكتابة تاريخ الامة الامازيغية وفي مقابل التشويه المتعمد لتاريخ الدول المنافسة أو المعادية لها في هذا الاطار ستكتشفون معنا كيف كان مؤرخي بني امية يكتبون عن تاريخ الغزواة الاعربية لبلاد الامازيغ مخالف تماما لما كتبه مؤرخي دولة العباسيين و كلاهما كان يزور التاريخ ويعضم من طائفته
ويتجلى هذا التوزير خاصة في ما يعرف كتب المغازي التي تحكي لنا قصص الغزوات العربية للبلاد الغير العربية خلال القرن السابع و الثامن ميلادي وهي تلك الفترة الظلامية التي لم تصلنا عنها الا القليل من الكتب او النسخ الاصلية وعليه فاغلب ما نجده الان هو منسوخات الكتب الاصلية التي نسخت لاحقا بعد قرون وعليه فمن الاكيد ان تلك المراجع الاصلية الغير موجودة الان لا يمكن الثقة في مضمونها وهذا ينطبق
على جميع تلك المصادر العربية سواع المتعلقة بالتاريخ او حتى بكتب الفقه والحديث وربما سيتعجب القارىء لو قلنا له ان حتى كتاب صحيح البخاري ليس له اصل بل لدينا 14 نسخة في الوقت الحاضر فيها اختلافات لانها كتبت حوالي 150 سنة بعد وفاة البخاري رحمه الله
إنّ مثل هذا الاختراق الذي نجده في كتب الفقه و الحديث و في كتب التاريخ و خاصة المغازي التي تتعلق بتاريخ الغزوات العربية الاموية لبلاد الامازيغ – هو ما يجب علينا كباحثين الحذر وعدم التسليم بصحة تلك السرجيات العجائبية العربية التي هي اقرب الى اللاواقع مع حضورذلك الجانب العجائبي بقوة في هذا النص العربي الذي ، له علاقة كبيرة بالمتلقي '' مستمعا / قارئا '' في السابق او الوقت الحالي، الذي يمكن أن يتلذذ بمثل هذه الحكايات لهذا يمكن القول ان كل تلط المراجع التاريخية العربية التي تكلمت عن الغوة الاموي لبلاد الامازيغ هي من صنف ، الأساطير و الملاحم و الحكايات الشعبية وقصص الرحالة المليئة بالخرافات و الاختراعات...
للتذكير اول حملة لغزو بلاد افريقيا تونس كانت سنة 646 م زمن عثمان بن عفان وفي بحثنا هذا الذي هو عبارة عن مقارنة بين السردية العربية لاتباع بني امية و السردية العربية لاتباع العلويين و العباسيين
ولدينا المؤرخ الواقدي الذي له ميولات علوية هاشمية والذي سنعتمد على كتابه لمعرفة وقائع غزو العرب لبلاد الامازيغ و كان مولود سنة 747 م يعني كان قريب جدا من حيث الزمان لتلك الوقائع التارخية تفصله عنها حوالي 100 سنة فقط وهي فترة ليست بعيدة وتفاصيل الوقائع التاريخية لغزو بلاد الامازيغ لا تزال متداولة في تلك الفترة و معروفة في عقول وذاكرة الناس مثل كتاب الواقدي فتوح افريقيا رغم ان كثير من العلماء يضعفونه في علم الحديث واخرون يشككون في صحة كتب الواقدي التي وصلت الينا اليوم وهذا الامر سنرد عليه لاحقا في الموضوع
هذا المؤرخ يعتبراول مؤرخي تاريخ الغزو العربي لبلاد الامازيغ و اقدم المؤرخين العرب الذي كان في الفترة بين 747 - 823م الذي يروي لنا وقائع مختلفة تماما عن تلك الروايات التي اصدرها المؤرخين بعده في القرن 9م و العاشر وبما ان تاريخ الغزوات العربية لبلاد شمال تهمنا كامازيغ فقد حان الوقت لتصحيح تاريخنا و قذف الباطل بالحق لتنوير العقول أستمعوا جيدا لهذه الحقيقة المخفية منذ قرون التي تنفي اي مشاركة لعقبة بن نافع الفهري الاموي في غزوات بلاد الامازيغ زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه
المؤرخ الواقدي في بداية القرن الثامن الميلادي واقربهم للحدث التاريخي و لواقعة غزو العرب لبلاد الامازيغ لا يذكر زمن تولي عثمان بن عفان الخلافة اي مساهمة لعقبة بن نافع الفهري او عبد الله بن سراح اخ عثمان بن عفان في تلك الغزوات كما تم اختراعها فيما بعد من قبل مؤرخي العرب الامويين بل يذكر ان هناك شخصية اخرى اسمها عقبة بن عامر الجهني وهو صحابي و شخصية معروفة في المراجع العربية كما سنبينه لكم لاحقا خلال هذا البحث
وقد ذكره المؤرخ ابن تغري بردي ٨٧٤هـ في القرن 14 م على انعقبة بن عامر هو من تولى مصر انظر كتاب
كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة
[ذكر ولاية عقبة بن عامر على مصر]
هو عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن رفاعة بن مودوعة بن عدي ابن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني، أبو حماد الصحابىّ،شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص ثم وليها من قبل معاوية بن أبي سفيان بعد موت أخيه عتبة بن أبي سفيان في سنة أربع وأربعين، وكان يخضب بالسواد.
قال صاحب البغية: ودام بمصر إلى أن قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق، فولاه مصر وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر، ثم سيره إلى مصر وأمر معاوية عقبة بغزو رودس ومعه مسلمة بن مخلد المذكور، وخرجا إلى الإسكندرية ثم توجها في البحر، فلما سار عقبة استولى مسلمة على سرير إمرته، فبلغ ذلك عقبة ابن عامر، وكان ذلك لعشرٍ بقين من ربيع الأول سنة سبع وأربعين، وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر، وتولى مسلمة. وآخر من روى عن عقبة بمصر أبو قبيل. انتهى.
https://ia803402.us.archive.org/2/items/Nojoom_Zahera/001.pdf
وياكد لنا الامام و الفقيه الحاكم النبيابوري وهو مولود حوالي 933 ميلادي ان عقبة بن عامر الجهني هو من كان زاليا وحاكما في نصر زمن عثمان بن عفان
انظر كتاب المستدرك على الصحيحين للنيسابوري الجزء السابع الصفحة 29 على الرابط التالي
https://archive.org/details/mustdrkas/msts7/page/n27/mode/2up
اذا لماذا اذا لا نجد في كتب مؤرخي الدولة الاموية واتباعها اي ذكر لمساهمة عقبة لن عامر الجهني زمن عثمان بن عفان الى غاية زمن معاوية بن سفيان
وبتضح ان عقبة بن عامر الجهني هو اول من غزى قارة افريقية ابتداءا من مصر الى البلاد الامازيغية زمن حكم عثمان بن عفان الى غاية حكم معاوية بن سفيان وليس عقبة بن نافع الفهري الذي يبدوا انه لم يدخل الى قارة افريقيا الا زمن يزيد بن معاوية والجيش الذي غزى بلاد افريقية الامازيغية زمن عثمان بن عفان كان اكثر من 60 الف مقاتل انضاف اليهم 40 الف مقاتل من بلاد الامازيغ وليس قوامه 10 الاف مقاتل كما كذب علينا في رواية عقبة بن نافع فيا ترى من نصدق الاقدم زمانيا للوقائع التاريخية ام المتاخرين ؟من نصدق مؤرخي بني امية ام مؤرخي بني هاشم ولماذا تم تزوير التاريخ و نسب الوقائع التاريخية التي قام بها عقبة بن عامر الجهني الى عقبة بن نافع الفهري و الامويين وهم شخصيتين مختلفتين ؟
والجواب على ذلك واضح حيث ان اغلب ابطال قصة غزو بلاد الامازيغ زمن عثمان بن عفان هم من اعداء الدولة الاموية مثل العباس بن الفضل وابنائه و عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وعبدالله بن الزبير بن العوام و كثير من بني هاشم قوم الرسول محمد عليه الصلاة و السلام اما بني امية فكان لهم دور ثانوي حسب الواقدي
انظر كتاب المؤرخ الواقدي فتوح افريقية وهو من بداية القرن الثامن الميلادي يعني حوالي 740 ميلادي
الأغبياء الكذابيين الحالمين العاشقيين للعنتريات البدوية و أصحاب النظرية التهريجية المضحكة للتفوق العربي على باقي الشعوب قيل لنا ان العرب استطاعوا فتح بلاد الامازيغ باعداد قليلة رجل عربي يقابل 1000 امازيغي و قيل لنا ان جيش عقبة بن نافع لم يتعدى 10 الاف مقاتل هي عقلية النفخ و التفخيم و التضخيم التي تميز الكتاب العرب قديما و التحقير و التصغير في تاريخ و شخصيات الشعوب الاخر فقط وصفوا الملك الامازيغي اكسل الذي اسلم بكسيلة تصغيرا و تحقيرا له
المهم الواقدي اقدم من ارخ لغزوات العرب لبلاد الامازيغ قال ان جيشهم كان 60 الف مقاتل ثم انضم اليه 30 الف من جنود افريقيا تونس حيث اصبح مكون على الاقل من مئة الف جندي من قبائل حجازية و يمنية و شاميين و معهم 30 الف اخرى من اتباع ابن ملك بيزنطا الذي كان في مدينة المهدية و اسلم ومن معه
في غزوة مدينة المهدية ذكر لنا الواقدي ان جيش العرب كان معه ايضا جيش ابن ملك المهدية قوامه 30 الف
فارس من اتباع الملك الرومي الاصل
حيث من المبادىء الاساسية في البحوث التاريخية اننا نبحث دائما على المراجع والمصادر التاريخية الاقدم زمنيا و الاقرب مكانيا من الواقعة التاريخية و دراسة الضروف السياسية التي كتبت فيها تلك المراجع وفيما يخص قصة غزو العرب لبلاد الامازيغ فاقدم المراجع تنفي ان يكون عقبة بن نافع الفهري اول من فتح بلاد الامازيغ و تبين ان اغلب الوقائع التي ربطها المؤرخين بعقبة بن نافع هي في الحقيقة وقائع تخص شخصية عربية اخرى اسمها عقبة بن عامر الجهني وقد تم سرقة تاريخه عمدا لصالح عقبة بن نافع الاموي لهذا نجد في تلك المراجع الكاذبة ان عقبة بن نافع الفهري استطاع غزو بلاد الامازيغ من النيل الى المحيط الاطلسي في ضرف عام واحد بجيش قوامه 10 الاف مقاتل وهذه من المستحيلات
المؤرخ الواقدي الذي توفي سنة 823م جاء بعده مؤرخين نشروا تاريخ مخالف لما كتبه مثل المؤرخ ابن عبد الحكم المتوفي سنة 871 م و الامام ابن جرير الطبري المتوفي سنة 923 م و ابن قدامة صاحب كتاب الخراج المتوفي سنة 948 م الرقيق القيرواني ( المتوفي سنة 420 هجرية) الذي كان وراء القصة الخرافية الكاملة للمدعو عقبة ابن نافع و التي تبناها أغلب المؤرخين الذين جاؤوا من بعده وكتبوا لنا تاريخ مختلف عن ذلك الذي رواه الواقدي الذي سبقهم قيل لنا ان عثمان بن عفان ارسل عقبة بن نافع و عبد الله بن سرح اول مرة لغزو بلاد تونس سنة 27 هحري
هذه الرواية التي ذكرها ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى ثم نقلها عنه المتاخرين مثل الرقيق القيرواني و ابن الاثير وغيرهم من المؤرخين المتاخرين لا اساس لها من الصحة استنادا الى ما ذكره الواقدي الذي سبقهم
لسوء حظ المؤرخين صناع التاريخ الوهمي لعقبة
بن نافع و الغزاة الامويين ان هناك مراجع اقدم منهم جميعا وهي المراجع الاولية قدمت
لنا رواية تاريخية وتفاصيل تخالف تماما تلك الاساطير التي رويت عن حقيقة الغزو
الاموي و عقبة بن نافع كما رواها مؤرخي عرب زمن بني امية ابتداءا من
القرن التاسع الميلادي وقاموا بتزييف الوقائع التاريخية وطمس حقائق اخرى و حشو
كتبهم بالرويات الخرافية
لهذا نجد قصة غزو العرب لبلاد الامازيغ فيها روايتن مختلفتين تماما واحد كتبها الواقدي وهو من اتباع العباسيين و الثانية كتبها اتباع بني امية و مايلاحظ على الروايتين ان كلتاهما مليىء بالخرافات و النفخ في الشخصيات العربية مما يجعلنا نشك في كل ما كتبه العرب قديما حول دخول بلاد الامازيغ في الاسلام
فاستنادا الى اقدم مرجع كتاب الواقدي يتبين ان عقبة بن نافع الفهري ليس هو من غزى بلاد الامازيغ كما كذب علينا بل هناك شخصية اخرى اسمها عقبة بن عامر الجهني حيث الواقدي نسب اغلب غزوات واسلام مدن الامازيغ الى شخصيات من بني هاشم بالمقابل تعمد المؤرخين العرب التبع لبني امية الخلط بين الشخصيتين و نسب احداث تلك الغزوات كلها الى عقبة بن نافع الفهري الاموي في ضرف عام واحد لتمجيد انجازات الدولة الاموية زمن معاوية ويزيد ابنه
ملاحظة مهمة
هناك من يشكك في صحت كتاب فتوح افريقية للواقدي ، وربما اختلطت عليه بين تشكيك بعض الباحثين في صحة كتاب فتوح الشام للواقدي وبين كتاب فتوح افريقية للواقدي والذي له اربعة نسخ لا يوجد بينها اختلاف كبير جمعا الباحث عبد الرحمان الصادني و يبدو ان هؤلاء المشككين في كتاب فتوح افريقية اشترطوا وجود نسخة كتبها الواقدي بيده ، وإلا فلن يؤمنوا بفتوح افريقية ...!وأنا أرد على هذا وأقول:
لو سرنا بنفس منطقكم المشكك في كتاب فتوح افريقية ،والدعوة الى هدره كليا فإنكم ستفتحون للناس منطق انكار اي كتاب ليس له النسخة الاصلية مثل القرآن الكريم أيضاً، وستحجج بأنك ليس لديك نسخة من القرآن كتبها النبي عليه الصلاة و السلام بيده!!!
قبل ان نقدم لكم الادلة التاريخية الموثقة عن حقيقة استبدال شخصية عقبة بن عامر الجهمي بـ: شخصية عقبة بن نافع الفهري وتزوير تاريخ الامازيغ
نذكر الاخوة القراء ان
أكبر الخرافات التي شوهت و لوثت تاريخنا هي خرافة تاريخ عقبة ابن نافع الفهري الأموي
الذي أصبح بقوة الكذب المتواتر جيل بعد جيل عبارة على البطل الذي أنقذنا و حررنا من
الروم !! هو المهندس البارع الذي أسس مدينة القيروان!! هو المجاهد الذي أعطاه الله
معجزة تفجير عيون الماء و طرد الحيونات المفترسة بعد ان كلمهم!! هو المقاتل الذي لا
يهزم بل لا يجرح و لا حتى يخدش في المعارك !!
نعم اخي القارىء كذبوا علينا وقالوا لنا ان عقبة بن نافع الفهري القرشي هو من بنى مدينة القيروان وعند ما شرع في بنائها وقف امام تلك الارض المليئة بالاحراش و الاشجار و الحيوانات و الحياة فنادى عليهم و خطب فيهم على ان يخرجوا من تلك الارض فاستجابوا له وهي في الحقيقة قصة ذكرها الواقدي ونسبها الى عقبة بن عمر الجهني ونسبها المزورون لاحقا الى عقبة بن نافع الفهري
ومعنى كلمة " قيروان"
يؤول للأمازيغية الصرفة معناها " مجمع " أو " تجمع كل مفترق" فكلمة
قيروان ما هي إلا تعريب لكلمة " أكيروان" أي جمع لكلمة " أكيراو"
التي تعني في الامازيغية " التجمع" و القيروان ما هي إلا مدينة " تجمعت" فيها
عساكر المسلمين من عرب و أمازيغ و أقباط و غيرهم.لهذا سماها الامازيغ ذلك الزمان
ثم كيف للدولة الأسلامية
أن تتخذ من تجمع الخيم " الفسطاط" مركز القيادة المركزية بمصر و تبني مدينة القيروان علما ان القيروان
ولاية تابعة للفسطاط بمصر
ما الاسم القديم الذي كان تسمى به المنطقة في تونس التي حل فيها جيش العرب زمن عثمان بن عفان واصبحت تعرف بالقيروان اسمها الاصلي هو اقيوان وهذا الاسم ذكره تلميذ المؤرخ الواقدي وهو ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى
و السؤال المطروح من هو اول مؤرخ بدل الوقائع التاريخية التي تخص غزو بلاد الامازيغ زمن عثمان بن عفان و صنع خرافات عقبة بن نافع
لعلمكم ان اول من بدا في
تزييف تاريخ الواقدي هو احد تلاميذه المدعوا محمد بن سعد بن مَنِيع البغدادي صاحب كتاب الطبقات الكبرى ويُعرف ابن سـعد بكاتب
الواقـدي، لانه كان احد تلاميذ الواقدي نفسه في بغداد
انظر : (أنساب الأشراف
8/246، الفهرست لابن النديم ص145، وتاريخ بغداد 5/321، المنتظم لابن الجوزي 11/161،
تاريخ دمشق 53/62، تهذيب الكمال 25/256، التقريب ص480) .
ويوصف ايضا بصاحب الواقدي
انظر:( الجرح والتعديل 7/262، التدوين في أخبار قزوين3/152عن تلميذه ابن أبي الدنيا).
ولد محمد بن سعد بالبصرة قال ذلك الامام المؤرخ الذهبي فقال:«وُلد بعد الستين ومائة، فقيل مولده سنة ثمان وستّين»
انظر : ( وفيات الأعيان 4/352، طبقات علماء الحديث 2/73 ) .
رابط كتاب الفهرست لابن نديم انظر الصفحة 145
https://ia903107.us.archive.org/27/items/alfihrist-alma3rifa/alfihrist-alma3rifa.pdf
في كتاب الطبقات لابن
سعد البغدادي تلميذ الواقدي يغير الوقائع التاريخية التي ذكرها معلمه الواقدي فيذكر لنا ان
عقبة بن نافع الفهري هو الذي كلم الوحوش وامرها ان تخرج من تلك الارض لبناء مدينة
القيروان وهذا خلافا لما ذكره استاذه في
علم التاريخ الواقدي
قال ابن سعد في كتابه "الجزء المتمم للطبقات / الطبقة الرابعة من الصحابة" تحقيق الدكتور عبد العزيز السلومي (ص 466-469)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: " لَمَّا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِصْرَ، بَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْقُرَى حَوْلَهَا الْخَيْلَ تَطَأُهُمْ، فَبَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ...
الواقدي في كتابه فتوح افريقيا يقول ان عثمان بن عفان بعث عقبة بن عامر الجهني لغزو افريقيا و تلميذه ابن سعد يقول العكس عثمان بعث عقبة بن نافع الفهري
الواقدي في كتابه فتوح افريقيا يقول ان عقبة بن عامر الجهني هو الذي كلم الوحوش لتغادر ارض القيروان وانه هو الذي بناها و تلميذه ابن سعد يقول العكس والكارثة ان ابن سعد ينسب كلامه الى معلمه الواقدي
رابط الكتاب الطبقات الكبري لابن سعد البغدادي
فيما يخص خرافة تكليم عقبة بن نافع للوحوش و الحيونات واستجابتهم له فواضح انها من اكاذيب المؤرخين العرب الذين ينفخون كل ما له علاقة بتاريخ العرب حتى وصلوا الى درجة اختراع المعجزات والصاقها بشخصياتهم العربية
حتى ان اقدم مؤرخي العرب وهو ابن المنبه ذكر انه نفى ان يكون عقبة بن نافع هو الذي كلم الوحوش في القيروان واستجابت له وقال ان عقبة بن عامر الجهمي هو من فعل ذلك
نجد هذا الكلام عند صاحب كتاب طبقات علماء إفريقية لابي العرب بن تميم وهو من مواليد 865 ميلادي في قوله: فقال ابن وهب في حديثه هذا: إن عقبة بن عامر هو الذي فعل هذا، وغير ابن وهب يقول: لا بل عقبة بن نافع هو الذي فعل. وعقبة بن عامر صاحب، وعقبة بن نافع لا صحبة له .
--------
انظر كتاب طبقات علماء افريقية للمؤرخ ابو العرب بن تميم
رابط تحميل الكتاب
يتبين جليا من خلال كتاب طبقات علماء افريقا وهو من القرن التاسع ميلادي نقلا عن ابن المنبه وهو من القرن الثامن الميلادي ان خرافات عقبة بن نافع مثل كلامه مع الوحوش كانت محل شك من قبل المؤرخين قديما وانها حكايات خرافية مسروقة تخص شخصية عقبة بن عامر الجهني ولا علاقة لها بعقبة بن نافع الفهري الاموي الذي كان بعض مزوري التاريخ يريد النفخ في تاريخه واعطائه قدسية لا اساس لها من الحقيقة التاريخية
حيث أن الملائكة الذين حاربوا
مع عقبة بن نافع بالنسبة لهؤلاء الحكواتيين أقوى من الملائكة الذي لم يستطيعوا حماية رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي
كاد أن يقتل في غزوة أحد !!، عقبة له معجزات لم تكن حتى لرسول الله صلى الله عليه و
سلم كتفجير ينابيع الماء وغزى بلاد الامازيغ من النيل الى المحيط في بضعة اشهر فقط
!!!.... ضم مساحة تناهز أكثر من 5ملايين كيلومتر مربع في أقل من سنة!
بينما المؤرخ الواقدي يقول ان اغلب مدن افريقيا فتحها عقبة بن عامر الجهني وهي تونس الان مثل مدينة المعلقة وهي سبيطلة التي كان يحكمها الامير الروماني و مدينة المهدية و سوسة وسبيبة و الاربص وحيدرة وقسطل ومدينة العقبة وهي ترشيش و ايضا بعض مدن الشرق الجزائري مثل تبسة وخنشلة و قسنطينة وسطيف و تلمسان و مدينة لجدار ناحية تيارت و مدن من المغرب الاقصى مثل وجدة وطنجة و مراكش والمهم ان اغلب تلك المدن اعتنق اهلها طواعية بالاسلام لانهم اصلا كانوا على دين النصرانية و الاكيد ان اغلبهم كانوا نصارى موحدين اريسيين وهذا موضوع اخر لكن يجدر الاشارة ان اغلب هؤلاء العرب الذين غزوا بلاد الامازيغ زمن عثمان بن عفان لم يستوطنوا فيها بل عادوا بعد سنوات الى بلاد العرب الحجاز وهذا ردا على من يدعي ان هناك استيطان عربي في القرن السادس الميلادي
انظر كتاب الواقدي
اذا بلدان افريقيا فتحها عقبة بن عامر الجهني واغلبها باتفاق مع حكامها وساكنتها الامازيغ والذين تقبلوا الدعوة الى الاسلام ولا علاقة لعقبة بن نافع بفتحها بل ظهر عقبة بن نافع فقط زمن حكم معاوية بن ابي سفيان الاموي وابنه يزيد الذي امر عقبة بغزو جديد لبلاد الامازيغ حتى الذين سبقوا واسلموا وهذه قصة اخرى في زمن لاحق بعد زمن عقبة بن عامر الجهني
خريطة تلك المدن في افريقيا تونس التي ذكرت في كتاب الواقدي
نعم خرافات عقبة بن نافع التي صنعها مؤرخي بني امية و الذي سيطر على كامل شمال افريقيا الامازيغية اكاذيب حيث كل هذا وقع بين سنة 62 هجرية و صيف سنة 63 هجرية أي بعض الأشهر فقط !! هذا ما لم ينتبه له الكثير و ما كان مخفي من طرف بعض المزوريين، و قصر هذه المدة هو أكثر شيء يفضخ التاريخ الخرافي لعقبة ابن نافع وهي فترة زمنية لا يمكن ان يتحقق فيها كل ذلك حتى في وقتنا الحالي زمن الطائرات و الصواريخ و الاقمار الصناعية
و كل تلك الوقائع
يزعمون انها جرت في أقل من سنة بين نهاية سنة
62 هجرية و صيف سنة 63 هجرية أي بضعة أشهر فقط !! ,أقرؤا و والله ستندهشون :
1) معركة باغاية ( شمال مدينة خنشلة ) أين فر الروم من أمام عقبة الذي
دخل باغاية و قتل جميع الأمازيغ و خرج منها غانما سالما !!
2) معركة في منطقة المسيلة التابعة لأقليم الزاب عاصمتها مدينة أوربة
و من حولها 360 قرية !!! ، كالعادة ضد عشرات
الآلاف من الأمازيغ و حلفائهم الروم الذين أنهزموا و فروا للجبال !!
3) معركة مملكة تيهرت كالعادة تغلب عقبة على عشرات الآلاف من الأمازيغ
و حلفائهم الروم !!
4) معركة في منطقة تلمسان ،كالعادة نفس القصة عقبة أنتصر على عشرات
الآلاف من الأمازيغ و حلفائهم الروم .
5) أخذ ملك يليان الغوماري ( قبيلة غمارة) و عاصمته طنجة بالمغرب الأقصى
بكل سهولة و دون عناء !!
6) غزو مدينة وليلي العظيمة ( 42 هكتار أي أكبر من تيمقاد بكثير) كالعادة
نفس القصة عقبة أنتصر على عشرات الآلاف من الأمازيغ و حلفائهم الروم .
7) غزو السوس الأدنى جنوب طنجة
كالعادة نفس القصة عقبة أنتصر على عشرات الآلاف من الأمازيغ و حلفائهم الروم
..
😎
غزو السوس الأقصى بلاد الشلوح أي كامل جنوب مملكة المغرب و عاصمتهم
أكادير،كالعادة نفس القصة عقبة أنتصر على عشرات الآلاف من الأمازيغ و حلفائهم الروم
.
9) ثم رجع عقبة ابن نافع مباشرتا و بسرعة الى طبنة (بريكة مدينة
غرب باتنة) أين أمر جيشه بالعودة للقيروان أما هو اتجه مع 300 مقاتل فقط لجنوب الأوراس
ليقتل على يد البطل أكسل بمعركة تهودة ( قرب
بسكرة) .!!!...
و تلك الروايات لا يقبلها منطق وعقل هي التي ادت بكثير من الباحثين
الى الاعتقاد و الجزم ان تاريخ الغزوات العربية الاموية التي كتبها المؤرخين العرب
قديما اغلبها افتراءات واختراعات لا اساس لها من الصحة
مثال بسيط سيستوعبه حتى
الأطفال الصغار : فرنسا احتلت الجزائر العاصمة بجيش عرمرم ( 37 ألف مقاتل) سنة
1830 و لم تتمكن من الوصول لقسنطينة لاحتلالها إلا سنة 1836 أي 06 سنوات من الزحف و المعارك للوصول
لقسنطينة فقط ( 400 كلم عن العاصمة) .
ولهذا نتساءل أي نوع من المخدرات كان يستهلكها الذين أرخوا لعقبة ابن نافع !!!!!!!!!!!!!!!! و أي درجة من الغباء وصل اليها الذين صدقوا تلك الخرافات !!!! ويبدوا ان التاثير المذهبي و الاديلوجي و العنصرية القبيلية الاموية العربية قد لعب لعبته باقلام هؤلاء المؤرخين خاصة ابتداءا من القرن 9ميلادي التبع لملوك الامويين و العباسيين فراحوا ينسجون تاريخ خرافي ممزوج بالاساطير و التقليل من قيمة الاعداء و اظهار بطولات خرافية وهمية لقادة جيوش بني امية وبالتالي نحن امام اساطير مؤرخين يجب الحذر منها والتحقق من صحتها خاصة انها تتعلق بتاريخ بلاد الامازيغ
لان تاريخ عقبة بن نافع و الغزو الاموي عبارة عن رويات حبكت تلك الاساطير لتنتج لنا قصص منسوجة على مقاس اسيادهم الامويين العرب فجعلوا من تاريخ عقبة بن عامر الجهني تاريخا لعقبة بن نافع الفهري الاموي وهم شخصيتين مختلفتين
في كتاب الواقدي وهو اقدم مرجع يذكر لنا كيف دخل الاسلام الى بلاد الامازيغ نجد انه يتكلم عن وقائع زمن
الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي فترة عاش فيها عقبة بن نافع الى جانب عقبة
بن عامر الجهني هذا الاخير ارسل لغزو بلاد مصر و بلاد الامازيغ واسمه بالكامل عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو
بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن عثم ابن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة أبو عبس ويقال
أبو حماد الجهني
عقبة بن عامر الجهني شخصية تاريخية حقيقية لاعلاقة لها بشخصية عقبة بن نافع الفهري لان الجهني كان عايش الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صحابي مولود سنة 608 ميلادي
انظر كتاب ابن عساكر . تاريخ دمشق. دار الفكر. ج.
40. ص. 486.
رابط تحميل الكتاب
https://dn790005.ca.archive.org/0/items/alhelawy08/40.pdf
وقد سجّلت كتب الأحاديث
النبوية وتراجم الصحابة نبأ صحابة عقبة بن
عامر الجهني لرسول الله تعالى ، قال ابن حجر:
«وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة
بن عامر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها
ثم ذهبت إليه فقلت بايعني فبايعني على الهجرة».
انظر كتاب الإصابة - ابن
حجر - ج 4 - الصفحة 429
رابط الكتاب
وجاء في ترجمته في كتاب الامام الذهبي سير أعلام النبلاء:
«عقبة بن عامر الجهني:
الإمام، المقرئ، صاحب النبي. وَكَانَ عَالِمًا مُقْرِئًا فَصِيحًا فَقِيهًا فَرَضِيًا
شَاعِرًا كَبِيرَ الشَّأْنِ
سير أعلام النبلاء - الذهبي
- ج 4 - الصفحة 90
بينما عقبة بن نافع
الفهري الاموي المولود سنة 630 م كان
رضيعا عند وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فهو ليس صحابي
لأنه لم ير النبي ولم يسمع
منه، بل يعد من التابعين
انظر كتاب الذهبي، شمس
الدين (2001). "سير أعلام النبلاء، وممن أدرك زمان النبوة، عقبة بن نافع القرشي،
الجزء رقم3
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=435&bk_no=60&flag=1
بينماتذكر المراجع أن عقبة بن نافع الفهري بن عبد القيس الفهري الأموي ، من قبيلة عنزة من بني ربيعة بن عدنان ، ولد قبل الهجرة ،وله قرابة مع عمرو بن العاص من جهة الأم ( ابن خالته ) ، وقد عرف في التاريخ الإسلامي بفاتح إفريقية ، وتولى أمر غزوها مرتين ، مرة أولى في عهد الخليفة معاوية بن سفيان بين 50و55 للهجرة ، وثانية في عهد يزيد بن معاوية بين سنتي 62 و 64 للهجرة
نجد هذه المعلومات عن نسب عقبة بن نافع في أول كتاب ترجم حياة كل الصحابة رضوان الله عليهم و عنوانه الأستيعاب في معرفة الأصحاب الصفحة 1075 لصاحبه ابن عبد البر (368 هـ ء 463 هـ) إمام وفقيه مالكي ومحدث ومؤرخ أندلسي
https://ia801308.us.archive.org/7/items/FP5294/5294.pdf