بعد ان عاد جيش عبد الله بن سراح الى المشرق بسبب اختلافه مع كبار الصحابة في الجيش الذي امر عليه وبسبب بداية قبام الفتنة التي ادت الى مقتل عثمان بن عفان حيث رضي الله عنه
حيث لما ابرام معاهدة سلام بين الامازيغ و جيش العرب واتفقوا على ان لا يعتدي بعضهم على بعض الا ان سقوط دولة عثمان بن عفان و سقوط دولة علي بن ابي طالب رضي الله عنهم و قيام دولة بني امية اعاد الانظار والاطماع في بلاد المغرب الكبير فعاد بني امية لغزو افريقيا ضاربين عرض الحائط معاهدة السلام التي وقعت
بين جيش عثمان بن عفان بقيادة عبد الله بن سرح وامراء افريقيا الامازيغ
الأوضاع قبيل وصول الغزو العربي الاموي إلى بلاد الامازيغ
فيديو توثيقي للباحث ساسي عابدي
في ما يلي سنتكلم عن الفتح الاسلامي للجزائر بين سنة 674م الى 682م
بعد حملة ابن أبي سرح قائد جيش العبادلة المتحالف مع المسلميين الغير عرب من الأقباط و الأمازيغ سنة 646م بأمر من عثمان ابن عفان رضي الله عنه و أنتصارهم على الحاكم جرجير الروماني في معركة سبيطلة بجنوب تونس ، عاد المسلمون محمليين بالغنائم للفسطاط بمصر مركز عسكري و قيادة الوالي ابن أبي سرح الذي خلف عمرو ابن العاص المتوفي ، هذه الهزيمة النكراء للروم بسبيطلة آثارت سخط هرقل كبير الروم الذي بعث البطريق تقفور على رأس جيش عظيم لأسترجاع ملك أفريقية ( تونس) و معاقبة بقايا البيزنطيين بتونس المنشقين عليه قبل غزوة ابي سرح و معاقبة ايضا الزعيم الجديد للروم في تونس حباحبة ( أو جناديوس الثاني في مصادر أخرى) خليفة جرجير المقتول بدفع نفس المبلغ من الذهب و الغنائم التي ضفرها جيش المسلميين مما أشعل فتيل حرب جديدة بين بقايا البيزنطيين بتونس و الجيش المبعوث من طرف هرقل للإنتقام منهم حيث عم الخراب و القتال مدة 20 سنة، تغيرت الحسابات فهرول خليفة جرجير للإستنجاد بالخليفة الأموي معاوية الذي خلف سيدنا علي رضي الله عنه للإنتقام من دولته التي ظلمته الشيء الذي شجع معاوية على إعادة الكرة و بعث حملة ثانية لأفريقية سنة 666م بقيادة معاوية بن حديج السكوني الذي خلف عبد الله ابن ابي سرح ( قائد حملة سبيطلة 646م) و أنتصر على الروم لكنه عاد للفسطاط بمصر لأسباب مجهولة أين عزل من طرف الخليفة معاوية الأموي الذي عين عقبة ابن نافع الأموي و الأرجح أن سبب عزل معاوية بن حديج السكوني هو العصبية القبلية لبنو أمية
و من هذا نستنتج أن ما يسمى الفتوحات الإسلامية لشمال أفريقية قبل عهد المهاجر ابن دينار كانت تتميز بالكر و الفر دون تثبيت قدم الأسلام فيها ثم هي لم تمتد حتى إلى قرطاجة أهم مدينة في أفريقيا ( تونس) و لا أرض الجزائر و المغرب و موريطانيا (اليوم) أي هي غزواة فقط و ليست فتح بمعناه الحقيقي أقتصرت فقط على ليبيا و جنوب تونس
أما عقبة ابن نافع و بعد التخلص من الخطر البيزنطي في تونس بدأ سياسة أضطهاد الأمازيغ كبداية لخيانة العرب الامويين للأمازيغ تماما مثل ما فعله معهم الرومان ثم الوندال ثم البيزنطيين أي ببساطة التاريخ يعيد نفسه ، فأقام مدينة قرب جبل القرن بتونس و التي حولها كذبا المؤرخيين من القوميين العرب لمدينة القيروان التي أسسها ابو المهاجر دينار ، و لم تطأ قدما عقبة أرض الجزائر بعد لأنه عزل من منصبه بأمر من الخليفة معاوية ابن ابي سفيان نفسه تحت ضغط مسلمة بن مخلد الأنصاري المقرب من الخليفة المغتال عثمان ابن عفان رضي الله عنه
بعد طرد عقبة ابن نافع من منصبه ، عين الصحابي مسلمة بن مخلد الأنصاري مكانه من طرف الخليفة معاوية ابن ابي سفيان سنة 50ه (أو سنة 47 ه حسب الإمام الفقيه الليث بن سعد بن عبد الرحمن و هو أوثق و أصح) حيث أصبح مسلمة والي على مصر و أفريقية (تونس) و سلم إمارة أفريقية لأبو المهاجر دينار الذي كان له الفضل في تأسيس مدينة القيروان بين سنة 47 ه أو 50ه و 55ه و فتح أرض الجزائر من خلال نشره للدعاة والائمة و تجنبه لاي عملية نهب او سلب او احتقار للشعب الامازيغي بل تمكن من جلب حب وود كبير زعماء الامازيغ والمقصود هنا الملك اكسل والذي اصبح قائدا معه لجيش المسلمين
المصدر : كتاب مقدمة في تاريخ الاباضية ببلاد المغرب للدكتور التونسي محمد سعد الشيباني
تاريخ الجزائر العام ج01 لعبد الرحمن بن محمد الجيلالي
فتح أبو المهاجر دينار وسط تونس و أرض الجزائر داعيا الأمازيغ للأسلام من بسكرة الى الأوراس وهذا بمساعدة الامازيغ المسلمين و واصل نشر الأسلام لغاية الونشريس أرض قبيلة المطماطة ثم غزى منطقة تلمسان أين أنسحب و رابط فيها أكسل ( كسيلة عند الامويين والقوميين العرب الحاقديين عليه) و قبيلته أوربة التي كانت ببسكرة و في أرض تلمسان تغلب ابو المهاجر و جيشه من الأمازيغ المسلميين على أكسل المسيحي الدوناتي لكن ابو المهاجر دينار تعامل مع أكسل بحكمة و دعاه بالموعظة الحسنة للإسلام ( كما أمرنا الله عز و جل و رسوله الكريم عكس ما فعله عرب بنو أمية المجرميين)
فأسلم أكسل و حسن إسلامه بل و دفع بقبيلته أوربة لأعتناق الأسلام و منه لأغلب قبائل البرانيس لأن الرآسة كانت لأوربة البرنسية
إن ابو المهاجر دينار هو أول من ثبت قدم الأسلام في شمال أفريقية و هو الوحيد الذي لم ينسحب للفسطاط بمصر محملا بالغنائم للعرب و الوحيد الذي أحسن للأمازيغ و هو أكثر من طمس تاريخه و دفن من طرف المؤرخيين العرب و ستعرفون سبب ذلك عن قريب إن شاء الله
يذكر أبو بكر بن عبد الله بن محمد المالكي، في كتابه "رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية"، أن فتوحات المغرب مرّت بتغيّر مهم، بعدما قام والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري بعزل عقبة وتولية أبي المهاجر دينار مكانه، ذلك أن القائد الجديد للفيلق المغربي انتهج سياسة تعتمد على التسامح مع الأمازيغ، واستطاع أن يقنع كسيلة بن لمزم، زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية، بالإسلام، بعد أن هزمه في بعض المعارك، وكانت نتيجة ذلك تحوّل الآلاف من أفراد القبيلة إلى الدين الجديد.صورة من الكتاب
هذا ما ذكره ايضا المؤرخ قدامة من القرن التاسع الميلادي في كتابه الخراج
تم تشكيل جيش إسلامي جديد قوي من قبيلة أوربة و أتباع ابو المهاجر حيث قام هذا الجيش الاسلامي الجديد بقيادة ابو المهاجر دينار و أكسل بفتح مدينة قرطاجة آخر معقل للمسيحيين و جزيرة شريك التونسية و فتح مدينة ميلة العريقة معقل قبيلة زواغة و التي أصبحة العاصمة الثانية للمسلميين بشمال أفريقية خلفا للقيروان .
المصادر :
تاريخ الجزائر العام ج01 لعبد الرحمن بن محمد الجيلاليالجزائر في التاريخ لعثمان سعدي
اضافة الى ماسبق ذكره من موضوع كيف دخل الامازيغ في الاسلام
نقل لنا التاريخ كذلك تحالف جذم لواتة مع المسلميين الأوائل حيث رحبت لواتة بعمرو ابن العاص و قبلت الجزية لأنها لم تدخل في الأسلام مباشرتا لكن كان دخولها تدريجيا علما أن لواتة كانوا أهم حليف للمسلميين الأوائل من عرب و قبط لأن لواتة كانت لها تجربة واسعة في حرب البيزنطيين ( الروم) أكبر و أقوى عدو لدولة الإسلام الناشئة ، شاركوا في معركة سبيطلة ( فتح أفريقية) ثم أسلم أغلبهم و لولاهم لما وصل جيش المسلميين لسبيطلة بجنوب تونس .
في الجزائر تنتشر قبائل جذم لواتة في قلب الأوراس مثل بني ملول و سدراته، منطقة غرب الزيبان مثل الزعاطتشة و شرق الزيبان مثل أولاد بوحديجة، غرب التيتري مثل سكان دراك و بوغار ، أرض السرسو مثل الزناخرة و بعض المناطق في غرب الجزائر مثل بنوعامر بين جنوب وهران وشمال بلعباس وشرق تموشنت حسب أبي الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي في كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ص 103 ، هؤلاء يصنفهم ابن خلدون في مجموعة البرانيس و البعض الآخر يصنفهم في مجموعة البتر
أسلم البطل أكسل على يد الأمازيغي ابو المهاجر دينار ثم أسس الرجلان جيش من قبيلة أوربة العريقة لغزو قرطاجة ،دخل الكثير من الامازيغ الاسلام في عهد ابي مهاجر دينار واكسل حبا فيه وطواعية بسبب المعاملة الحسنة واللينة لابي مهاجر
البطل اكسل فاتح قرطاجة:
هذا الجيش الإسلامي الأمازيغي بقيادة البطلان أكسل و ابو المهاجر دينار قام بأول غزوة إسلامية ضد مدينة قرطاج المسيحية المستعمرة من طرف بيزنطة لفتحها و تحريرها و التي تعتبر أهم مدينة في شمال أفريقية و كان ذلك سنة 59 هجرية أي قبل مجيئ عقبة ابن نافع ( العهدة الثانية) الذي أعلن الحرب ضد البطل والمدافع عن الشرف و الوطن أكسل عليه رحمة الله.
لكن و لسوء الحظ بعث الخليفة السكير يزيد ابن معاوية قاتل خيرة الصحابة المبشرين بالجنة وقاتل الحسين حفيد الرسول عليه الصلاة و السلام بجنراله الاموي عقبة ابن نافع لأفريقية (تونس) سنة 62 هجرية وعزل ابي مهاجر وواضح ان الهدف من ذلك هو لتعطيل دخول الأمازيغ في الأسلام لان دخولهم في الاسلام يعني سقوط الجزية عنهم والاكثر من ذلك اصبح لهم الحق في اقتسام الغنائم مثل العرب المشارقة
لهذا فاسلام الامازيغ كان يضر بمداخيل العرب الامويين لهذا عمل بني امية على اثارة القلاقل مع الامازيغ لتعطيل دخولهم في الاسلام و ذلك بهدف الحصول على المزيد من الموارد المالية المتمثلة في الجزية و السبايا التي تباع كعبيد في سوق النخاسة لأن اقتصاد دولة العرب كان قائما أساسا على هذه الموارد التي تنهب بالقوة من طرف جيوشهم المتعددة الأعراق ، فالعرب معروفون انهم لا يخدمون الأرض و ليسوا أصحاب حرف و صنائع و لهذا أسس بنو أمية دولة ترتكز أساسا على العصبية العنصرية العربية و اقتصاد النهب و الأختطاف عكس ما جاء به الأسلام ....
وهذا الحب للزعامة و الملك هو احد صفات عقبة بن نافع وامراء يني امية الذين غزو بلاد الامازيغ وفي هذا الخصوص يذكر لنا المؤرخ ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق وايضل في كتاب فتوح صر والمغرب لابن الحكم من القرن 8 هجري
وقيل : إن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لعقبة لما دخل عليه : ما أقدمك يا عقبة ؟ فإني أعلمك تحب الإمارة فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية عقد لي على جيش إلى إفريقية . فقال له عبد الله : إياك أن تكون لعبة لأرامل أهل مصر فإني لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك فيه
قال : فقدم إفريقية فتتبع آثار أبي المهاجر وضيق عليه وحدده . وأخذه في وثاق شديد وأساء عزله . ثم خرج إلى قتال البربر وهم خمسة آلاف رجل من أهل مصر . وأخرج بأبي المهاجر معه في الحديد فقتل وقتل أصحابه وقتل أبو المهاجر وكان قدوم عقبة واليا على أبي المهاجر سنة ثنتين وستين
قبل ان يصطدم عقبة بن نافع مع البطل الامازيغي اكسل تذكر كتب التاريخ جرائم سرايا عقبة بن نافع الفهر التي فاضت بها كتب العرب السنة نفسهم وكتب غير العرب
كتب التراث العروبي تذكرُ عقبة مادحة ، وتصفه برجل افريقية ، وناشر الإسلام في ربوعها ، ومؤسس القيروان باذرٌ للعروبة والإسلام فيها، ولا تذكرُ تلك الكتب هذا القائد( الجنرال) الأموي إلا مشفوعا بالكبرياء والتعالي والتسييد ، ومقرونا بآيات القتل والتر ويع ضد الأهالي الآمنين ، مثل ....وقتلهم تقتيلا ..... وبدد شملهم ، وكسر شوكتهم ، وغمس أنوفهم في التراب .... واسترق نساءهم وبناتهم ، وعاد من غزوه بغنائم بلا عد ولا حصر من الأموال والأنعام والسبي ...إرضاء لطموحات خليفته يزيد .
وفي الحقيقة ان هؤلاء المؤرخين الاعراب كانوا يريدون مدح والافتخار بافعال جنرالات بني امية ومنهم عقبة لان بنظورهم الاعمى الذي لا يرتكز الى شريعة الاسلام هذه الافعال المنكرة التي قام بها عقبة هي بطولات وامجاد لكن الحقيقة ان هؤلاء (مؤرخي السلطان الاعرابي) كانوا يسجلون جرائم عقبة وعصابة بني امية من حيث لا يدرون
عاد عقبة بن نافع للانتقام من ابا مهاجر دينار الذي عزله في السابق (الغزوة الخامسة 62 للهجرة)
وعاد ايضا للبطش بالامازيغ
الغزوة الخامسة هي ردة فعل أموية عنيفة ضد الامازيغ إذ ( ولي يزيد بن معاوية على بلاد الامازيغ كله ، عقبة بن نافع الفهري ، وهي ولا يته الثانية) وحاول عقبة الانتقام اولا ومن اليوم الاول لتوليته من خصمه أبا المهاجر دينار ،ثم من اعوانه الامازيغ وإن كانت فترة حكمه قصيرة في مدتها(64/62) هجرية ، إلا أنها مليئة بالأحداث الدموية الجسام ، وأبانت عن خطأ استراتيجي واضح المعالم ، فما أن حط عقبة رحاله بالقيروان حتى عمد إلى تكبيل أبا المهاجر بالحديد واهانته، وصادر ما معه من أموال ، وحتى صديقه وقائد جيوش الامازيغ المسلمين آكسل الأمازيغي المسلم لم يشفع له إسلامه ، وهو الأجدر بالمعاملة الأحسن ، لأنه من المؤلفة قلوبهم ،وملكٌ لقومه وكبل هو كذلك واهين من قبل عقبة.
خرب عقبة بن نافع بعد ان أعيد إلى حكم بلاد الامازيغ تيكيروان ، وأعاد لقيروانه الساكنة والحياة ، ومن هنا يتضح أن عقبة بن نافع كان شاكيا وحريصا على رغبة الرجوع لقيادة الغزو في شمال إفريقيا ، وقدم وهو يحمل في ذهنه دهماء الانتقام ، والتعويض عما فأته من التوسع حتى يكون صاحب شارة الامتياز أكثر من خصمه المهاجر دينار
اتضح أن عقبة أحس بنقيصة ارتكبها في غزوته الأولى ، وهي ركونُه لبناء القيروان ، دون توسع يذكر ،مما جلب له العزل والهوان لدى معاوية بن سفيان وتعويضا عن ذلك جاء هذه المرة مشحونا برغبة جامحة لغزو كامل بلاد المغرب ومسحه ، لعل ذلك سيشفع له لدى الخليفة الأموي الدموي يزيد بن معاموية ، لهذا انطلق في غزوه من القيروان ومعه جيش كبير ، شارك فيه الأمازيغ من أوربة البرانس ، وسار باتجاه (باغايا) بعد أن ترك حامية من المسلمين تعدادها ستة آلاف مقاتل ، بقيادة زهير بن قيس البلوي بالقيروان ، مرورا ( بمسيلة)وصولا إلى تيهرت التي خاض بها معركة قوية ضد الأمازيغ ومن ناصرهم من البيزنطيين
وفي مدينة(بغايا) أساء عقبة لآكسل وأهانه بأن أمره بسلخ الغنم ، فقال له آكسل ، ( أصلح الله الأمير ، هؤلاء فتياني وغلماني يكفونني )، فنهره عقبة قائلا : قم ؟؟ ، فقام كسيلة مغضبا .وذبح الخرفان واخذ من دمها ووضع على لحيته.كاشارة غضب وتوعد بالانتقام ..)
قام كسيلة مغضبا،فكان كلما مس دم الخرفان،مسح بلحيته،فجعل العرب الامويين يمرون به فيقولون: يابربري ما تصنع؟ فيقول: هذا جيد للشعر،حتى مر به شيخ من العرب فقال لهم: كلا إن البربري. يتوعدكم.
قال انذاك أبو المهاجر لعقبة ( أصلح الله ألأمير ، ما هذا الذي صنعت ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب ،كالأقرع بن حابس التميمي ،وعيينة بن حصن ، وأنت تجيء إلى رجل هو خيار قومه في دار عزه ، قريب عهد بالكفر ،فتفسد قلبه )
ويبدو أن آكسل أدرك نوايا عقبة ولاحظ الفرق بين معاملة المهاجر ومعاملة عقبة للأمازيغ ، فأدرك أن الحل هو الإفلات من القيد ، ففر من المعسكر واعتصم بجبال أوراس ، وبدأ في تكوين نواة مقاومة ضد خصمه عقبة .
استمر عقبة زاحفا غربا ، غازيا للقرى والمدن ، يقتل بلا رحمة ،ولم تسلم من سيفه حتى القبائل التي سبق وأن أشهرت إسلامها ، مثل قبائل أوربة التي ينتمي اليها اكسل، فعند بلوغه طنجة ، نصحه ابو المهاجر دينار بعدم التعرض لقبائل أوربة البرنسية المسلمة ،لأنها أسلمت بإسلام اكسل ، وليس هناك ما يدعوا إلى غزوها ، (فأبى عقبة أن ينتصح) ، وكان هذا سببا كافيا لاكسل للخروج عليه وترصده في الطريق، للانتقام من تعديه على قبيلة اكسل المسلمة و التي عقدت السلم مع المسلمين
أوغل عقبة بن نافع في الغرب يقتل ويأسر قبيلة بعد قبيلة ، وطائفة بعد طائفة،ودلهُ يوليان وهو احد امراء الروم الذين كانوا يحكمون طنجة و استسلموا لجيس عقبة على ان يناصرهم (يوليان) ضد الروم في منطقة اسبانيا دله على مواطن الأمازيغ فيما وراء جبال الأطلس ناحية المغرب الاقصى، فطاردهم حتى درعة ،فقاتلهم قتالا عنيفا ونهبهم وسبى منهم كان اسلوبه الكر والفر ولم يكن هناك مجال للعمل الدعوي ولم يشهد الأمازيغ مثل عنفه وشدته قط.
وخير دليل على ذلك كون كل هذه الاحداث وقعت خلال اقل من عامين مما يدل على انه لم يكن هناك اي مجال للدعوة ونشر الاسلام فلم تكن سوى غزوات للسلب والنهب والسبي
بل المراجع التاريخية القديمة تاكد ان عودة عقبة بن نافع كانت للانتقام من ابي مهاجر دينار الذي اخذ مكانه في السابق كما ذكر ذلك المؤرخ ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر و المغرب و الذي اشار الى ان عقبة بمجرد وصوله الى تونس القيروان كبل بالحديد ابي مهاجر دينار و اخذه اسيرا في تنقلاته من تونس الى المغرب الاقصى و بقي مكبل حتى عند رجوع جيش عقبة الى الشرق تونس و بقي ابي المهاجر دينار مكبلا بالحديد حتى خلال المعركة التي انتهت بمقتل جيش عقبة
أثناء رجوع (عقبة) عن طريق الصحراء ترصد له آكسل في تهودة، نواحي بسكرة واقتتلا مبارزة بين بعضهما، وفيها قتل عقبة ومن معه ، وبعث بجيشه إلى القيروان . ( فانقلبت إفريقية (تونس) نارا على الاعراب، وعظم البلاء على الأمويين واميرهم زهير البلوي
وبمقتل عقبة في تهودة أنقلبت انتصارات الأمويين إلى هزيمة نكراء، وأصبح القيروان مهددا ، ويذكر المؤرخون أن زهير بن قيس البلوي خليفة عقبة على القيروان أصابه هلع وخوف ، وطلب أحدهم الانسحاب إلى مصر قائلا ( يا معشر المسلمين ، من أراد منكم القفول إلى مشرقه فليتبعني ، ) فاتبعه الناس العرب الا القليل ، فنزلوا ببرقة ليبيا مرابطون في انتظار ما ستسفر عنه مشاورات الخليفة عبد الملك بن مروان
تقدم آكسل بجيشه نحو القيروان فسأله أهلهُا من بقايا العرب المسلمين الآمان ، فأجابهم إلى ذلك ، (ودخل القيروان في 64 للهجرة ، وجلس في قصر الإمارة أميرا على المسلمين الأمازيغ ، ومن بقي في القيروان من العرب)ومارس الناس في عهده الاسلام بكل حرية وبقيت المساجد مفتوحة والصلاة الخمسة قائمة
الاكاديمي دائما ينتهي بالخضوع للأسلوب العلمي بعيد عن ميولا ته الأيديولوجية، ها هو الأستاذ الدكتور موسى لقبال يكمل كشف حقيقة البطل أكسل و تبرأته من كل الأكاذيب التي أحيكت ضده ، تمعن جيدا ايها الجزائري في ما كان مخفي عليك من طرف أعداء الوطن وهوات تقزيم وتزييف تاريخ الجزائر العريق
وبذلك خرجت إفريقية من يد العرب الأمويين بعد جهد غزو دام أربعين عاما،وعكس ما يدعي الأعراب الامويين فان الإسلام باق في صفوف الأمازيغ ومنهم آكسل ، فحروبه ضد عقبة هي معارك قومية أكثر منها معارك دينية.
هكذا إذن كانت ثورة اكسل ثورة كل المغاربة،ردا على أخطاء وتجاوزات قادة الغزو الاعرابي الاموي ثورة جاءت مباشرة بعد وقوف الامازيغ على التناقض الصارخ بين نبالة النص الإسلامي ودناءة ممارسة الفاتحين من خلال تعاملهم مع سياسة نبيلة دشنها أبو مهاجر دينار وأخرى دنيئة وقع فيها القادة الآخرين وشهدت أوجها وتوهجها أثناء ولاية عقبة،فنهض المغاربة للثورة،وعبروا عن سخطهم بوجه حضاري مستمد من أخلاق وقيم الإسلام
وتجلى في ذلك في تعاملهم مع العرب بعد دخولهم القيروان ،وهذا يدل على أن الثورة لم تكن ثورة ضد الإسلام وإنما كانت ثورة على تجاوزات تصرفات بعيدة كل البعد عن الإسلام
موت عقبة في تهودة ،وتراجع العرب الامويين نحو الشرق(برقة ) خوفا من تنامي خطر الأمازيغ بقيادة آكسل ، لا يعني انهيار الإسلام في تمازغا، قدر ما يعني انهيار جبروت عروبي باسم الإسلام ،فالإسلام بقي محصنا في قبائل بترية من نفوسة ومصمودة وزناتة ، وقد سبق ( لصولات بن وزمار) المغراوي الأمازيغي منذ عهد الخليفة عثمان أن بحث عن الإسلام في منبعه ، ونشره في الامازيغ وهي رسالة مفادها أننا في حاجة إلى الإسلام الحقيقي ، ولسنا بحاجة إلى العروبة وجاهليتها و عشاق النهب و السبي و الزنى تحت اسم ماملكت ايمانهم .
الشهيد المسلم اكسل الامازيغي
التاريخ يشهد على أن البطل أكسل عليه رحمة الله لم يمسس قط المقدسات الأسلامية بسوء كتحطيم المساجد، و لم يصدر منه أي قذف أو منع لأي شعيرة من شعائر الاسلام عكس المرتدين العرب مثل سجاح بنت الحارث أو مسيلمة الكذاب و غيرهم من المرتدين و الأنبياء الكذابين و هذا ما يؤكد على صحة إسلامه و عدم خروجه منه.
البطل أكسل عليه رحمة الله كان مخلصا للإسلام بشهادة الأستاذ الدكتور موسى لقبال الذي قضى سنوات في البحث و تقصي حقيقة هذا البطل الأمازيغي حتى أدرك عمق المؤامرة التي تعرض لها أكسل و الحمد الله لقد قام بفضح كل الأكاذيب التي حيكت ضد هذا البطل الذي أعلن إسلامه مع أبي مهاجر دينار وعاش إلى جنبه سنوات يقيم الصلات ويقاتل البيزنطيين.
من الدلائل القاطعة عن حسن إسلام و روعة أخلاق البطل أكسل عليه رحمة الله هو خروجه و ابتعاده من القيروان حين أرسلت له الدولة الأموية جيشا عرمرم للانتقام منه، فهو كان يدرك أن العرب المقيمين بالقيروان سيناصرون بنو جلدتهم مما يضطره لقتلهم جميعا ، لكن الرجل عاهدهم قبل ذلك آلا يمسسهم بسوء فبقى على عهده حتى استشهاده اللهم ارحمه واكتبه عندك شهيد الاسلام والشرف و العهد الخلوق الوفي لدينه و وطنه و عرضه
سجلوا هذه المقارنة البسيطة بين البطل أكسل و عقبة بن نافع في موضوع كيف دخل الامازيغ في الاسلام ، و سؤالي لرجال الدين و المؤرخين الآكاديميين ، من هو أحق بالتبجيل و الإحترام و التقدير ؟؟ الحقيقة أمامكم يا سادة يا محترمين.
وانتم يا من تروجون الى كذبة وفرية ارتداد اكسل الامازيغي عن الاسلام بسبب محاربته عقبة الذي ظلمه واهانه وهو مسلم
هل كل مسلم يقاتل مسلم نكفره ونحكم عليه بالتار فما قولكم في قتال الصحابة رضي الله عنهم بعضهم بعض في ايام فتنة عثمان لن عفان و فتنة علي بن ابي طالب مع معاوية بن سفيان عجبا للقوميين الاعراب يقولون ان عقبة ارتد لانه حارب عقبة بن نافع:
وقف العرب السعوديين في الحجاز إلى جانب الانجليز المجرمين الكفرة الصليبيين ضد دولة الخلافة الإسلامية العثمانية وذلك تحت قيادة الشريف حسين.
حسين بن علي الهاشمي مؤسس المملكة الحجازية الهاشمية وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية.
وسبب الفكر العروبي هذا أسقطت الخلافة الاسلامية العثمانية وبسب هذا خدع العرب وقسمت اوطانهم الى دويلات حتى لا تقوم خلافة إسلامية أخرى
بسبب العروبين استفرد الانجليز بفلسطين ووضعوها تحت أيديهم وحكمهم وهجروا اليها اليهود ثم اعطوها لهم فوق طبق من ذهب
كل هؤلاء المسلمين الذين تقاتلوا مع بعضهم البعض متحالفين مع الغير مسلمين لا تسمع احدهم يقول عنهم انهم كفار بينما قتال اكسل المسلم بشهادة المؤرخين لظالمه عقبة بن نافع يجعل من اكسل عند العروبيين كافر هذا ليس تاريخ هذا فكر ومنطق عروبي اعوج
لقد كانت فترة الاحتلال الاموي الاعرابي لبلاد الامازيغ من احلك وابشع الفترات الدموية في تاريخها و لم يكن للامويين اي دور في نشر الاسلام مقابل سياسة النهب و السلب و احتلال الاراضي و السبي للاطفال و النساء و المستضعفين و يمكن استثناء فقط فترة حكم ابي مهاجر دينار و صديقه اكسل وايضا فترة حكم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدسن رضي الله عنه و الذي تبرا من بني عمومته بني امية و قطع عنهم الاموال و النهب و ارسل الى بلاد الامازيغ اسماعيل اب ابي مهاجر دينار و الذي اعاد السلم و العدل و الامان الى بلاد الامازيغ و اوقف السبي و النهب و الظلم وعمل بسنة ابيه رحمه الله و احبه الامازيغ وفي زمنه اكتمل اسلام اغلبية بلاد المغرب الامازيغي الكبير
الا ان اعراب بني امية لم يعجبهم حكم عمر بن عبد العزيز و توقف عمليات النهب و السبي في بلاد الامازيغ فقرروا قتل عمر بن عبد العزيز بالسم و عزل بعد ذلك اسماعيل بن ابي مهاجر دينار عن ولاية بلاد الامازيغ و مباشرة عادت عمليات او جرائم بني امية في الامازيغ و عاد السبي للاطفال و النساء الاحرار حتى وهم مسلمين مما جعل الامازيغ يقمون بثورة على بني امية وابادة اغلبهم في ما يسمى معركة الاشراف ولم تعد لهم قائمة بعد ذلك
مات عمر بن عبد العزيز(فجأة ) فى ريعان شبابه وصحته وكان عمره 39 عاما ونصف العام . تاكد الروايات ( وكانت وفاته بالسّم ، كانت بنو أمية قد تبرموا به لكونه شدّد عليهم وانتزع من أيديهم كثيرا ممّا غصبوه ..فسقوه السّم ). وكالعادة اشاعوا أساطير تبرّرموته (المفاجىء ). وردّ عليها عمر وهو يحتضر،إذ قال ردا على إشاعات بأنه مسحور:( ما أنا بمسحور ، وإنى لأعلم الساعة التى سقيت فيها ). وحين شعر بالسّم استدعى غلامه الذى سقاه فقال له: ويحك!ما حملك على أن تسقينى السّم ؟! فقال : ألف دينار أعطيت لى وعلى أن أعتق ، فأخذ منه عمر الألف دينار ووضعها فى بيت المال وعفا عنه . !!.
انظر كتاب تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي المولود سنة 1445م
هذه الحقائق التاريخية و باقلا م ومراجع عربية لا يصدقها ولا يعرفها الملايين من مقدسي القومية العربية ومن حنطت عقولهم وأعينهم بغشاء وردي يرى تاريخ الأعراب والغزوات على بلاد الامازيغ كله وردي لكنها حقيقة مظلمة مطوية في بطون كتب التاريخ العربية والأعجمية
هؤلاء القوميون العروبيون المستعربون اعداء التاريخ و الهوية الامازيغية لا يقلون لكم ان اغلب جيش الغزاة الامويين كان من الامازيغ الذين دفعوا بهم في الصفوف الاولى للمعارك ضد البزنطيين و الروم ورغم ذلك لم يستحوا ان يسلبوا منهم اموالهم و يسبوا المستضعفين
قال الامام الذهبي رحمه الله تعالى في تاريخ الإسلام (6/256): وكان أكثر جند موسى بن نصير البربر
نختم لكم بالفرق بين المسلمين الأمازيغ و المسلمين العرب زمن الأمويين المعبر عنه في شهادة المؤرخ العربي البكري (أبو عبيد البكري) الذي قال : " فمن حين قتل علي ابن أبي طالب إنما نقاتل نحن العرب على الدينار و الدرهم ، و من حين الفتنة البربر انما يقاتلون على دين الله ليقيموه " (المصدر كتاب بدء الأسلام و شرائع الدين لابن سلام اللواتي)
نعم العرب ضيعوا الدين زمن بنو أمية أما الأمازيغ أحتظنوه و حافظوا عليه و هم من نشروه في أفريقية،المغربين الأوسط و الأقصى ثم الأندلس، أما العرب فلا علاقة لهم بانتشار أو حماية الأسلام في شمال أفريقية كما يروج له الكثير من الكذابين و لقد أعطيناكم ما يكفي من الأدلة القاطعة على هذا الكلام
المهم المجد و الخلود لك يا أكسل يا بطل الشرف و الشهامة ويا بطل الامازيغ ورحمة الله عليك ندعو الله ان تكون مع الحسن والحسين و الصحابة المبشرين بالجنة الذين قتلهم بني امية كما قتلك بني امية ايضا فمضلوميتكم واحدة والظالم واحد يسمى عصابة بني امية .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire