امازيغ القبايل اول واكبر مقاومة في اليوم الاول للغزو الفرنسي سنة 1830م
عزيزي القارئ كثيرا ما نسمع ونقرا على مواقع الانترنت حديث عن ان امازيغ القبايل في الجزائر ساندوا المحتل الفرنسي من اليوم الاول من نزولهم على شواطئ الجزائر وبالطبع اصحاب هذا الالكلام هم يستحمرون متابعيهم ولا يحترمون عقولهم وهاكم مثال عن مثل هذا الكلام الكاذب الذي تجدونه على شبكة النت من بعض مزوري التاريخ والكذابين
و
يمكن لاي مهتم ومطالع للتاريخ الجزائري ان يكتشف
هذه الكذبة و هذا من خلال كتب
الباحثين وشهادات المؤرخين الجزائريين والفرنسيين وحتى الاتراك الذين عايشوا وصنعوا تلك الاحداث كما سنبينه لكم في
هذا الموضوع
هؤلاء امازيغ القبايل كانوا في الصف الاول للدفاع عن الجزائر بشهادة العدو
والصديق بشهادة الفرنسيين والجزائريين والعثمانيين ومن اهم الشهادات التاريخية لمن
حضروا وعايشوا الدخول الفرنسي الى العاصمة وبكل تفاصيله نذكر المؤرخ و المستشار
للداي حسين المدعو الكرغلي حمدان بن عثمان خوجة حيث بقول في كتابه انه في عشية الاحتلال 1830 أعلن مفتي الجزائر الجهاد على فرنسا فلبى اهل منطقة القبايل الامازيغية نداء الجهاد
مثلهم مثل كثير من الجزائريين فأرسل أحمد باي من الشرق 13 ألف جندي وأرسل باي
وهران 6 آلاف جندي بينما أرسلت منطقة القبايل لوحدها 18 ألف جندي لردع القوات
الفرنسية النازلة في سيدي فرج في جوان سنة 1830
و الاكثر من ذلك يقول حمدان خوجة الكرغلي ان قائد جيش العثمانيين في
الجزائر المدعوا ابراهيم
كان يعول فقط على قوة ودعم القبايل
لهزيمة الفرنسيين
ويقول المؤرخ الفرنسي المختص بتاريخ الاحتلال الفرنسي (شارل روبير اجيرون)
انه عند نزول الفرنسين على شواطئ سطاوالي سنة 1830م هاجمهم الجزائريين ومنهم
القبايل
انظر كتاب المؤرخ
(Charles-Robert Ageron)
HISTOIRE DE L ALGERIE CONTEMPORAINE
وهذه الآن إطلالة سريعة تشرح أهم المحطات التاريخية التي تألق فيها الامازيغ القبائليون وهم
يثورون ضد المحتل الفرنسي من اليوم الاول وهو ينزل في ارض الجزائر في جوان 1830م وفي مايلي مخطط الحملة الفرنسية من بدايتها الى غاية وصولها الى شواطئ الجزائر
امازيغ القبايل في
الجزائر لم ولن يكونوا ابدا مع المحتل الفرنسي عند نزوله على شواطئ الجزائر ولم يكونوا معه ابدا في اي مرحلة من مراحل الاحتلال فقد شهد لهم العدو الفرنسي انهم قاوموا الاحتلال الفرنسي بكل ضراوة وشجاعة
نابعة ليس فقط من دافع ديني او من الاسلام بل هي صفة المروئة و الدفاع عن ارضهم موجودة في دمهم وعقلهم من الاف السنين
وهذه امامكم شهادة المستشار الملك
الفرنسي في الحكومة الفرنسية في الجزائر في بداية الاحتلال (شارل فرين) CHARLE FARINE الذي اصدر كتاب سنة
1868م اسمه (جولة في القبايل) ( A TRAVERS LA KABYLIE)
حيث قال في كتابه الصفحة ان امازيغ القبايل منذ اليوم الاول
الذي وطئت فيه ارجل الفرنسيين ارض الجزائر وهم يقاومون بكل شراسة و شبر شبر
الاحتلال الفرنسي الى غاية سقوط منطقة القبايل بقوة السلاح
رابط الكتاب
هؤلاء القبايل ابناء جرجرة الابطال
دون منافس في هذه الصفة الجدرون بها يلقنون الأعداء أروع دروس البطولة والفداء
ويخطون بالدم والنار أنصع صفحات التاريخ البشري على الإطلاق من خلال مقاومتهم للمحتل الفرنسي من اليوم الاول
الى غاية الاستقلال:
اكبر قوة عددية قاومت الاحتلال الفرنسي في يومه الاول هي
من منطقة القبايل
كثيرا مانقرا على مواقع الانترنت بعض الكلام المغرض و الغير موثق من مزوري تاريخ الجزائر حيث
يقول بعضهم ان القبايل شاركوا مع فرنسا في اليوم الاول من دخولها الى الجزائر ويقصدون في معركة سطوالي في جوان 1830م حسب زعمهم
وهذا كذب وتزوير وتدليس لا مثيل له لان التاريخ الموثق يقول ان اكبر قوة عددية
حضرت الى منطقة سطاوالي لصد هجوم وغزو الفرنسيين سنة 1830م هم من امازيغ القبايل
حيث من الثابت تاريخيا ان منطقة القبايل أرسلت لوحدها 18 ألف
جندي لردع القوات الفرنسية النازلة في سيدي فرج في جوان سنة 1830
وقد أكد هذا الرقم المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله وقال أن شيوخ جرجرة قد
جمعوا لحسين باشا بين 16 ألف و 18 ألف محارب
مقتبس اخر من كتاب تاريخ
الجزائر الحديث لابوا القاسم سعد الله يبين مشاركة منطقة القبايل في مقاومة
الاحتلال الفرنسي في ايامه الاولى
لكن
القائد والكولونيل الفرنسي (جوزيف نيل روبان) Joseph
Nil Robin الذي شارك في الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر سنة 1830/ قدم لنا رقما اكثر لعدد امازيغ القبايل الذين جاؤوا لمحاربة فرنسا
عند نزولها على شواطئ العاصمة وهذا في
كتابه
( notes historiques sur la grande kabylie de 1830 à 1838)
يقول أن منطقة القبايل وحدها أرسلت 25 ألف
مقاتل لمحاربة فرنسا صائفة 1830 وهذا يعني ان منطقة القبايل هي المنطقة التي قدمت
أكبر عدد من المقاتلين لمقارعة الانزال الفرنسي في سيدي فرج مقارنة بي باقي
المناطق في الجزائر
يقول الكولونيل ان عدد القبايل الذين وقفوا ضدنا
لمحاربتنا وفي الخط الاول للمعركة كبير جدا يصعب تعدادهم لكن بالنظر الى القوات
التي وضعها امامنا الاغا ابراهيم قائد القوات الجزائرية والتي تقدر بحوالي 50 الف
مقاتل وباعتبار ان بيلك قسنطينة ووهران والتيطري لم تتعدى مساهمتهم اكثر من
الفين مقاتل بالمقابل قدر عدد القبايل الذين كانوا في مواجهتنا على الاقل 25 الف
مقاتل
Joseph ROBIN,
« Notes historiques sur la Grande Kabylie de 1830 à 1838 »
, Revue africaine, tome 20,
1876, p. 42
Revue africaine : journal des travaux de la Société
historique algérienne Société historique algérienne.
يقول الكلونيل كلوزيل ان جيش امازيغ القبايل لما وصلوا الى العاصمة
استقبلهم سكانها و الباشا الداي حسين بالتهليل والتكبير و الترحيب و قد رفع ذلك
معنويات سكان العاصمة وتفائلوا بالانتصار على الفرنسيين
و قد نشر الكولونيل
الفرنسي (جوزيف نيل روبان) نسخة من المخطوطة الرسالة التي بعث بها الداي حسين الى
منطقة القبايل طالبا منهم الدعم العسكري والجهاد في سبيل الله ضد الفرنسيين الذين
ينوون احتلال الجزائر فخاطبهم قائلا لهم انكم قوم معروفون بالشجاعة و حبكم
اللامحدود للاسلام
كيف حضر امازيغ القبايل انفسهم لمحاربة الغزو الفرنسي سنة
1830م
الكولونيل الفرنسي (جوزيف نيل روبان) وهو شاهد عيان على حملة احتلال
الجزائر سنة 1830م
يقول انه بمجرد وصول رسائل الداي حسين الى بلاد القبايل اجتمع كل
القبايل لاخذ التدابير والتجهيزات الازمة لتلبية نداء الداي حسين للجهاد ضد
الاحتلال الفرنسي وقام القبايل بارسال الكتاب ورجال الدين الى كل الاعراش و
الدواوير لاقاف كل النزاعات والخلافات وحلها لتوفير الهدوء والوحدة اللازمة
للتحضير لمحاربة فرنسا و ان أي عرش او قبيلة في منطقة القبائل تعارض هذه الاجراءات
الممهدة لتنظيم الصفوف ضد الاعتداء الفرنسي سيتم محاربتها من كل اعراش وقبايل
المنطقة ويقول الكولونيل ان بهذه الطريقة استطاع القبايل ان يوجهوا كل اهتمامهم
وقوتهم الى التحضير الى الحرب المقبلة مع فرنسا واعطيت التعليمات لكل فرد قبايلي
بتجهيز نفسه بالاسلحة والمؤونة وما يلزم للحرب ومن ليس له الامكانيات لذلك تتكفل
به الجماعة المشرفة على القرية القبايلية
ويقول الكلونيل ان القبايليين قبل الذهاب لحرب فرنسا قاموا بتصفية
ديونهم و سلفياتهم ومنهم من وضع املاكه وقفا لله (حبوس)
ويقول الكولونيل ايضا ان الحماس الكبير للحرب كان واضح على القبايليين واندفاعهم للقتال لا مثيل له ويختم قوله ان
اغلب الجبش الذي ذهب للدفاع عن الجزائر العاصمة
ضد الفرنسيين كان من القبايل
ويقول ايضا ان هكذا اجتمعت قبايل جرجرة منها العمراوة وفليسة وسيباو
النساء والاطفال والشيوخ القبايل يودعون رجالهم وهم ذاهبون
لقتال الفرنسيين سنة 1830م
جاء في كتاب الكلونيل كلوزيل احد الجنرالات وقادة الحملة الفرنسية على
الجزائر
لما وصلت رسالة الداي حسين الى منطقة
القبايل تدعوهم الى الجهاد ضد الغزو الفرنسي المرتقب اجتمع كل اعيان عروش القبايل
وزعمائها وقرروا تحضير انفسهم لقتال الفرنسيين فقاموا بتهيئة الضروف لذلك وتعبئة
سكان القبايل وتحريضهم للذهاب الى الجهاد ضد الفرنسيين فبدا سكان القبايل بتصفية
ديونهم وقروضهم وتسوية كل الخلافات بينهم وتزودوا بكل ما يلزم من الاسلحة و العتاد
للذهاب للعاصمة الجزائر لصد الغزو الفرنسي وقرر زعماء القبايل ان اي عرش او قبيلة لا تنخرط في جيش القبايل الذي سيحارب الفرنسيين يتم محاربتها وحرقها
كل اعراش منطقة القبايل وفي اليوم المحدد اجتمعت كل جماعات واعراش
منطقة القبايل متبوعين بنسائهم
واطفالهم وابائهم الشيوخ لتوديع المجاهدين
ولحثهم على القتال بشراسة و النصر ضد الفرنسيين منها
عرش زعموم وبوغني ويسر
ويقول الكولونيل ان عند بداية السير للعاصمة دفاعا عنها ضذ الفرنسين
سنة 1830م تقدم كل جيش من اعراش القبايل احد شيوخ الزاوية حاملين كل واحد منهم راية
لجماعته او زاويته ونصبت هذه الرايات على الخط الاول من مكان المعركة في الجزائر
وفيما يلي مقتيس من شهادة الكولونيل يذكر فيها كل اعراش منطقة القبايل
والشيوخ الزاوية الذين حاربوا فرنسا في اليوم الاول من دخولها مثل
عرش تيفري نايت الحاج و بني يجر اسيف الحمام و تيقرين و تفريت نايت مالك و زرخفاوة و بني فليك و ايلولة
ويني زيكي و بني اتورار وبني حليطن بني يحيى و بني واقنون بني
بويوسف وبني منقلات بني عطاف و بني واسيف وبني بودرار و حراطن
بني يني و بني بو عكاش وبني صدقة وبني محمود بني عيسي والمعاتقة وقشطولة و بني شبلة وبني غبري عمراوة وفليسة و
اولاد بوخالفة و سيباو هذا على سبيل المثال لا الحصر لان كل منطقة القبايل الصغرى
والكبرى هبوا لنجدة الجزائر عند وصول الفرنسيين الى سواحلها
امازيغ القبايل هم اكثر قوة عسكرية اثرت على الفرنسيين في
المعركة الاولى
يقول الكولونيل ان جيش امازيغ القبايل تم وضعه مع جيش باي قسنطينة في منطقة
برج الحراش حيث كان من المنتظر ان تدخل جيوش فرنسا منها لكن فقط بعد نزول الجيش
الفرنسي في سطاوالي تقرر نقلهم الى سطاوالي
نزول الفرنسيين في شاطئ سيدي فرج وبداية المقاومة
يقول الكولونيل عن امازيغ القبايل انه قبل نزول او وصول الفرنسيين الى شواطئ الجزائر تم وضعهم مع باي قسنطينة وجيشه في منطقة برج الحراش حيث كان يرتقب وصول ونزول الفرنسيين قبل ان يغيروا مكان نزولهم الى سيدي فرج و يقول كلوزيل عن جدند القبايل انه في المعركة الاولى كانوا افضل الرمات بل افضل من جنود فرنسا وكانوا هم اكثر
من ناوش وضايق الفرنسيين في الايام الاولى من نزولهم في سطاوالي في جوان 1830م
بالمقابل يقول الكولونيل ان هذه الشراسة في القتال من القبايل في
الايام الاولى قابلها تصرفات محبطة من قبل الاغا التركي ابراهيم قائد الجيش
العثماني والذي حرمهم من المعونة و الاكل
ومن كل شيئ ويوم المعركة تركهم في ساحة القتال وهرب الى مكان غير معلوم
ومن بين الاحباطات التي تعرض لها القبايل من قبل القادة الاتراك هو
نشر الشاوش محمد التايع لقائد الجيوش الاغا ابراهيم ان القبايل يفسدون ويكسرون
اسلحتهم القديمة حتى يحصلوا على اسلحة جديدة من الاتراك وان ذلك الهدف منه تجديد
اسلحتهم واستعمالها لا حقا ضد العثمانيين بعد ذهاب الفرنسيين وهكذا تم قطع المعونات على جيش القبايل الذي
بقى يقاوم بشؤاسة حسب شهادة الكولونيل و لتغطية النقص في المؤونة والاكل اضطر
القبايل لجلب ذلك من منطقتهم الى العاصمة ليواصلوا الرباط والمقاومة ضد الغزو
الفرنسي
وبسبب تصرفات الاتراك المخزية والمتهاونة مع القبايل من خلال حرمانهم من كل
شيء و المعركة في اشدها اخرج الشعراء القبايل الكثير من القصايد
لذم تخاذل الاتراك و فرارهم من المعارك
اهم الاسباب التي ادت الى سقوط الجزائر واحتلالها سنة 1830م
مهد تعيين الأغا إبراهيم على رأس
الجيش الطريق للاحتلال الفرنسي لاستلام الجزائر، وادعى القائد العثماني امتلاكه 5
آلاف من المغامرين الذين يذهبون ليلا إلى معسكر العدو ويشيعون فيه الفوضى
والاضطراب حتى يقتل الفرنسيون بعضهم بعضا، في المقابل رفض القائد حفر الخنادق حول
العاصمة، وقال: "إننا نحن الخنادق الحقيقون، وسنكون تعساء إن عجزنا على حماية
جيشنا".
هبت قبائل الجزائر للدفاع عن وطنها وانضمت إلى القوات التركية، ووصل
عدد الجيش تحت إمرة الداي إلى اكثر من 50
ألف مقاتل أغلبهم من فرسان القبائل، ولم يكن الترك حريصين على رد الهجوم الفرنسي،
فمنعوا السلاح عن القبائل وكذلك المؤن والذخيرة.
اشتبك الأتراك مع الفرنسيين بعد أن تشجعوا بمساندة القبائل، ولكن
القائد التركي الأغا إبراهيم فر من المعركة وترك العتاد والمؤن غنيمة للفرنسيين،
وكتب مستشار الداي حسين ( حمدان خوجة)
"جاء الأغا إبراهيم ليحارب فرنسا دون جيش منظم
ودون ذخيرة ومؤن، حيث كلل بهزيمة شنعاء في موقعة سطوالي وهرب من المعركة تاركا
جيشه ومخيمه، واختفى في دار ريفية مع بعض خدمه"
لم يعزل الداي حسين الأغا صهره
وقائد جيشه إبراهيم الجبان، ولكنه أرسل إليه من يسترضيه للعودة فرجع، وحين وقع
الصدام مع الفرنسيين في سيدي خالد وقلعة الإمبراطور فر مجددا وبعدها دخلت فرنسا
الجزائر وامضى الداي حسين معهم وثيقة الاستسلام مقابل حمل امواله واهله و العودة
الى اروبا حيث عاش فيها مدة من الزمن قبل ان ينتقل الى مصر
اول ثورة على الاحتلال الفرنسي سنة 1830م بعد استسلام الاتراك كانت من بلاد القبايل
نواصل نشر شهادات حية من المؤرخين
والعسكريين الذين عاشوا مباشرة الايام الاولى للاحتلال الفرنسي فقد شهد لهم العدو الفرنسي انهم قاوموا الاحتلال
الفرنسي بكل ضراوة وشحاعة نابعة ليس فقط من دافع ديني او من الاسلام وهذه
امامكم شهادة المستشار الملك الفرنسي في الحكومة الفرنسية في الجزائر في بداية
الاحتلال (شارل فرين) CHARLE FARINE الذي اصدر كتاب سنة 1868م اسمه (جولة في القبايل)
( A TRAVERS LA KABYLIE)
حيث قال في كتابه الصفحة ان امازيغ القبايل منذ اليوم الاول الذي وطئت
فيه ارجل الفرنسيين ارض الجزائر وهم يقاومون بكل شراسة و شبر شبر الاحتلال الفرنسي
الى غاية سقوط منطقة القبايل بقوة السلاح
رابط الكتاب
تجدر الاشارة الى أن أول هزيمة للجيش الفرنسي
خارج العاصمة التي احتلها كانت في البليدة وكان زعيم المقاومة هناك هو الحاج
محمد او زعموم أو محمد ابن زعموم وهو من قبيلة فليسة (Iflissen) من منطقة القبايل فلم ينتظر سكان منطقة القبايل وصول الجيش الفرنسي
الي ديارهم فشكلوا قوات انتقلت الى متيجة لردع جيوش الاحتلال .
هل تعلم من حارب الجيش الفرنسي عندما خرج اول مرة من العاصمة متجها الى
البليدة جويلية 1830
الجواب مباشرة هم امازيغ
القبايل
ففي 23 جويلية 1830 خرج دي بورمون الى البليدة برفقة 1200جندي و100 فارس
ومدفعيتين متفاخرا بقوته حتى تصادم بقوة أول مقاومة شعبية جزائرية بقيادة الزعيم
أوزعموم أو ابن زعموم وهو كبير قبيلة فليسة في منطقة القبايل الحالية ، ” لما علم
الحاج محمد بن زعموم بنية الجنرال القائد العام بالسير إلى البليدة ،كتب إليه من
جديد ليثنيه عن عزمه،قائلا له، أنه بالرغم من الذهول الذي سببه انهزام الأتراك
،فإن العشائر الجبلية تستعد للقتال من أجل الدفاع عن وطنها وحثه على الامتناع عن
التوغل في البلاد رغم ذلك تقدم الفرنييين الى نواحي البليدة ووقعت المعركة فانسحب
دي بورمون الى العاصمة المحتلة في 25 جويلية من نفس العام مع جيشه المضطرب من هول
المعركة وكانت النتيجة فقدانه ل60 جنديا .
وهذه اول هزيمة للفرنسيين بعد الاحتلال على يد الامازيغ ابناء منطقة القبايل
حيث كاد ان يحرر الجزائر العاصمة من المحتل وحصرهم في حدود منطقة بودواو ولولا
وصول الدعم من الفرنسيين ومن بعض الاعراب الخونة لتحررت الجزائر كليا
صورة من الارشيف
الفرنسي لمقاتل قبايلي من افليسن:
استمرت حرب القبايل بقيادة البطل ازعموم و زميله
البطل السعدي الى غاية اواخر صيف سنة 1831م
حيث استطاع حصار العاصمة الجزائر الى درجة تكاد تسقط مما
جعا القائد العام الفرنسي برتزين يخرج للحرب بكل جيوشه
بداية الثورات الكبرى في بلاد القبايل على الفرنسين
بعد ان ارتكبت فرنسا اول مجزرة في الاهالي الجزائريين
بقتلها لقبيلة العوفية في الحراش بالعاصمة ثار كل قادة وشيوخ منطقة القبائل
وانضموا كلهم الى ثورة السعدي رفيق اوعموم وهذا غضبا من تلك المجزرة التي تسبب
فيهل شيخ العرب فرحات بن سعيد الهلالي البسكري
بين سنة 1850م الى 1854م اشتدت الحملات الفرنسية على منطقة القبايل الامازيغية
وكانت المعارك في بلاد زواوة و بجاية وسيباو شبه يومية حيث اراد المحتل الفرنسي فرض وجوده بالقوة على القبايل الا ان المقاومة بقيادة البطل بو بغلة حالت دون ذلك
المؤرخ أبو القاسم سعد الله يأكد أن منطقة القبائل بقيت
صامدة لوحدها بعد سقوط باقي مناطق الوطن
معارك يومية ببلاد الزواوة بشهادة شيخ المؤرخين
هذا النص من كتاب بدايات الاحتلال
للدكتور ابو القاسم سعد الله
حيث يبين بما لا يدع مجالا
لشك انه حتى عام 1854 كانت المعارك مستمرة بل تكاد تكون يومية, وأهم ما نستنته من
تأريخه أن :
الفرنسيين الى غاية منتصف
الخمسينات لم تقم للعدو قائمة, بجيث كان بوبغلة يألب الناس ويحرضهم باستمرار على
مواصلة الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي كم يقوم دوما بتدمير حصون وحاميات ومصانع العدو
أو مستوطناتهم
حقق بوبغلة انتصارات هامة
على الفرنسيين خلال هذه الفترة مثل معركة أقمون, معركة تامزوت
رغم سياسة الأرض المحروقة
التي اتبعتها فرنسا في المنطقة واجرامها العفن ضد الأهالي باعتراف الكاتب بول أزان
لم يزد الاهالي إلا إصرار على المقاومة والتمرد
بوبغلة زعيم جاء من الغرب
الجزائري وجد كل انواع الدعم والطاعة في سبيل الدفاع عن الأرض والدين والشرف
الدكتور أبو القاسم خلص
إلى أن جميع قرى ومنازل أهل الزواوة وجرجرة عموما, كلها بنيت من جديد بعد أن عبث
بها نيران الجيش الفرنسي, يعني لم تسلم أي دار من التخريب والهمجية المعهودة للجيش
الفرنسي كل هذا في سنة 1854
ويقول المستشار في المجلس الملكي
للحكومة الفرنسية في الجزائر سنة 1830م المدعو (شارك فرين) في كتابة المذكور سابقا
ان شراسة المقاومة عند القبيال منذ سنة
1830م جعلت صخور منطقة القبايل ملونة باللون الاحمر من دماء الفرنسيين
خريطة تاريخية لمختلف قبائل الجزائر واعراشها تعود
لسنة 1846م تبين ان منطقة القبايل كانت مستقلة الى غاية ذلك العهد
الخريطة من انجاز الباحثين كاريت و الباحث ورنيه
Carette, E. (Ernest), 1808-1890>Warnier, A. (Auguste),
1810
رابط الخريطة
يقول الباحث الفرنسي والمختص في تاريخ منطقة
القبايل نيكولا ببيسكو الثورة وعدم الخضوع هي من دافع قيم
موجودة فيهم (القبايل) منذ القديم ترفض العبودية والاحتلال
LES KABYLES DU DJURDJURA: III. LA KABYLIE AU TEMPS DES ROMAINS. — LE PASSÉ
EN REGARD DU PRÉSENT Author(s): Nicolas BIBESCO Source: Revue des Deux Mondes
(1829-1971), SECONDE PÉRIODE, Vol. 60, No. 4 (15 DÉCEMBRE 1865), pp. 862-897
واما امازيغ قبايل بجاية فقد
قال عنهم المؤرخ الفرنسي (شارل طيار) CHARLE TAILLAR في كتابه الجزائر في الادب الفرنسي انهم بعد 6
سنوات من احتلال بجاية ما وال لم نستطع ربط اي علاقة مع القبايل ومازال حسهم
الثوري التحرري والاستقلالي يغلب على تفكيرهم فهم قبايل لا يمكن ترويضها ولو
بالطرق السلمية
انظر كتاب
L'Algérie dans
la littérature française
منطقة القبايل المعروفة الان بتيزي وزو والبويرة وبجاية لم يستطع الاحتلال
الفرنسي احتلالها و لم
تسقط الا في 1857م كانت اخر منطقة تحتلها فرنسا بعد هجوم مفاجئ على القبايل من الفرنسيين والذين تعرضوا الى مقاومة عنيفة وبطولية في حين كل المناطق الاخرى استسلمت منذ اعوام
فلم تسقط منطقة القبايل الا بعد ان قدموا تضحيات كبار شهد لها التاريخ وحتى عند سقوطها اتفق اعيان القبايل مع فرنسا على الابقاء على نظام القبايل الاجتماعي والثقافي والتنظيمي ولم يكن لفرنسا سوى الوجود العسكري الامني
وهاكم كمثال بنود الاتفاق بين قبايل اراطن بعد انهزامهم في معركة ماي 1857م
فحتى الاستسلام وتحت القوة العسكرية و السلاح الفرنسي لم يمنع القبايل من الاصرار على حريتهم واستقلالهم
مع العلم ان المعارك ضد الفرنسييين استمرت مدة شهرين سنة 1857م قبل سقوط المنطقة واخر هذه المعارك هي معركة اشريدن في شهر جويلية 1857
صورة لدخول الجيش الفرنسي لمنطقة القبايل واحتلالها وانشاء حصن عسكري
بالرغم من وقوع منطقة القبائل الكبرى تحت سيطرة الاحتلال سنة 1857، وبالرغم من شدة الإجراءات القمعية التي اتخذتها سلطات الاحتلال.. فإن روح الجهاد لم تهدأ في أي وقت من الأوقات، واستمرت أعمال المقاومة بصورة متقطعة، وسرعان ما تفجرت مشاعر الغضب لدى عموم القبائل في الانتفاضة التي قادها سي محند أمزيان منصور المقراني، وذلك في مطلع سنة 1871، واستطاع هو وجنوده الأشداء من أبناء القبائل إلحاق خسائر فادحة بجنود الاحتلال؛ لدرجة أن العدو كان يدفن قتلاه سرًا لكي لا تنهار معنوياته من جهة، ولكي لا تتعزز معنويات المجاهدين من جهة أخرى.
ولهذا قام الجيش الفرنسي بالانتقام من سكان منطقة القبايل في سنة 1850 م و سنة 1851م وحاولوا تصفيت مئات القرى الثائرة في وجههم بمصادرة أملاك أهلها وتجويعهم وقتلهم جماعيا بطرق وأساليب جهنمية وهي وقائع مذكورة وموثقة بشهادة الفاعلين من جنود وضباط في مذكراتهم التاريخية، إذ يعترف الكونت ديريكسون d’hérisson في كتابه “مطاردة الإنسان la chasse a”homme بقوله:
انه في سنة 1851م قام القادة الفرنسيين (كامو) و (بوسكي) بتدمير 300 قرية وقتل وذبح قرى قبايلية بمن فيها من السكان العزل واتلاف العديد من غابات الزيتون يذكر بعض المؤرخين انه سنة 1857 كان قادة الاحتلال في منطقة القبائل يشجعون الجنود بإعطائهم 10 فرنكات عن كل زوج من الآذان يحضرونها من الأهالي
رابط الكتاب
قد
أنجبت منطقة (القبائل) ثورات عديدة منذ نزول الفرنسيين في سيدي فرج سنة
1830، إلى غاية استرجاع الاستقلال سنة 1962م. وإنه لمن الجنون أن يقول عنها اكذب
خلق الله من القوميين المستعربين في الجزائر انها ساندت فرنسا في البوم الاول من
نزولها على شواطئ الجزائر
بينما
التاريخ الموثق الذي ذكرناه يقول ان منطقة القبايل هي مكة او كعبة الجهاد والنضال
في الجزائر هي المنطقة التي أنجبت قادة
وعلماء مصلحين كثيرين، كالحاج محمد بن زعموم، والصديق بن أعراب، وبوبغلة، والحاج
أعمر، وفاطمة نسومر، والشيخ محمد أمزيان بن حداد، والحاج محمد المقراني، وأرزقي
البشير، وبلقاسم راجف، وعيماش أعمر، وكريم بلقاسم، وحسين آيت أحمد، وعبان رمضان،
وآيت حمودة عميروش، والفضيل الورتلاني، والسعيد صالحي، والسعيد البيباني، ويحي
حمودي، وحسن حموتن، ومحمود بوزوز، وباعزيز بن عمر، وعلي أولخيار، والهادي الزروقي،
وأرزقي الشرفاوي، والمولود الحافظي، والسعيد أبو يعلى الزواوي، والسعيد اليجري،
والربيع بوشامة، ومبارك جلواح، وإسماعيل العربي، ورابح بونار، وحنفي بن عيسى،
ويوسف اليعلاوي، ومحمد الطاهر فضلاء، ومحمد الحسن فضلاء، ومولود قاسم ناث بلقاسم،
عبد الرحمان شيبان، ومحمد الصالح الصديــق، ويحي بوعزيز، والقائمة طويلة
هذه قائمة شهداء دائرة واحدة
فقط من منطقة القبايل المجاهدة
لا توجد قرية في منطقة القبائل بلا معلم
للشهداء, كفاكم نباحا و أعطونا قوائم شهدائكم و ثواركم الغير مزورة
هل تعلمون اين كانت تدور معارك النضال ضد الاستعمار في الثورة التحريرية 1954م الى 1962م
نترك لكم الصورة التالية لتعبر احسن تعبير الصورة
الاولى الأولى وثيقة فرنسية و الثانية من جريدة عربية مشرقية
الصورة 01 من الارشيف الفرنسي
الغريب انك ممكن تلقى كائنات تعيش في المناطق الناصعة البياض على الخريطة تتهم المناطق السوداء و الرمادية بأنهم كلاب وعملاء فرنسا !