جرائم الجنرال الفينيقي حانون في امازيغ تبسة الشاوية
مباشرة بعد الحرب البونيقية الاولى حوالي القرن الثالث قبل الميلاد و التي انتهت بهزيمة دولة قرطاج التي كان يحكمها نخبة من الجنرالات و الحكام من اصول فينيقية تعرضت مملكة قرطاج الى نقص حاد في مخزونات الاكل و السلاح و بسبب
ذلك قرر الجنرال القرطاجي الفينيقي حانون يذكر في المراجع القديمة hannoun او annon انه خرج بجيش
من قرطاج المتواجدة قريب من سواحل
العاصمة التونسية الحالية ليقوم باستكشاف و غزو المناطق الداخلية جنوب قرطاج و
التي هي تابعة الى مملكة الماسيل النوميد كان الهدف من هذه الغزوة هو تدريب جيشه
على الزحف لمسافات بعيدة وملاحقة الجنود الامازيغ المتمردين على قرطاج او ما يعرف باسم حرب المرتزقة وايضا من اجل السطو و نهب خيرات القرى النوميدية و اسر يكانها و اخذ الشباب كرهائن الى قرطاج حتى لا يثورون عليها حيث يذكر
لنا المؤرخ ديودور السقيلي في كتابه
Diodore de Sicile. Tome 4 / traduction par M. Ferd. Hoefer
رابط الكتاب
ان الجنرال
القرطاجي الفينيقي هانون توغل في غزو المناطق الجنوبية لمملكة قرطاج لينهب القرى النوميدية و يوفر
لجيشه الاكل و الشرب مجانا و كل هذا ليقلص تكاليف جيشه عن خزينة قرطاج واستمرت مسيرته حتى وصل الى منطقة تبسة Tebessa: Théveste
المتواجدة حاليا
في الجزائر وتعتبر موطن امازيغ الشاوية وكان اسمها زمن المؤرخ ديودور الصقيلي hécatompyle
سميت تيفيست "هيكاتومبيلي - مدينة المائة بوابة"! (S.Gsell). بعد الحرب البونيقية الأولى ، قامت حرب بين الجنود الامازيغي الذين كانوا يحاربون مع جيش قرطاج بسبب رفض هذه الاخيرة دفع مستحقاتهم المالية وتطور الخلاف الى حرب بين الطرفين خرج الجنود الامازيغ من قرطاج توجهوا إلى سيكا. (مدينة الكاف التونسية ) قام الجنرال الفينيقي هانون ، المكلف بالقضاء عليهم ، بملاحقتهم حتى وصل مدينة تبسة الامازيغية الواقعة شرق الجزائر Hecatompyle. فحاصرها و هدد سكانها بالابادة واضطرت "مدينة الليبيين العظيمة" إلى الاستسلام وخرج اهلها رافعين اغصان الزيتون تعبيرا منهم على انهم مسالمون الا ان جيش الجنرال الفينيقي هانون دخلها و فرض على اهلها توفير
3000 رهينة.
اخذهم مع جيشه الى قرطاج
وتصوروا معي ملامح الأطفال و الشباب المسبيين ونفسيتهم ،ولنعتبرهم اولادنا من دمنا ولنطوف بخيالنا بينهم ذلك الزمان ونستمع إلي بكائهم وصراخهم ونتخيل معاناتهم حين كانوا يساقون ويحشرون علي طول الطريق من بلادهم البعيدة تبسة الى قرطاج و حزن اهلهم و امهاتهم انه مشهد والله تطير منه العقول.
و مدينة تبسة ارض الامازيغ الاحرار فكانت ايضا ضحية لغزوات فيالق عربية مشرقية جلبها الروم الى منطقة تبسة و شمال افريقيا لحرب الامازيغ المتمردين على الرومان حيث نجد نقوش لأسماء باللغة اللاتينية تخلد اسم ارابي بمعنى عربي ARABI كما هو
مبين في الصورة المرفقة
اذا هي تعود لفيالق من المرتزقة العرب الذي جندهم الرومان ثم البزنطنيين في حروبها ضد الأمازيغ بشمال افريقيا خاصة عرب الغساسنة والثموديين الذين كان لهم فيلق يحارب مع الجيش الروماني وأطلق عليه اسم فيلق السراغنة الثمديين
sarraceni tamudeni Equites
حتى ان الرومان هم من اطلق على منطقة
البتراء في الاردن أسم Arabia petraea
فبد بعد أن استسلمت الأنباط للرومان وخضع ملكها للامبراطورية فرض على مقاطعة الانباط الرومانية الضرائب وفرض على اهلها تقديم فيلق عسكري يساعد روما في حروبها في مستعمراتها خاصة في شمال افريقيا وقد جلب الرومان هؤلاء المرتزقة العرب
الى بلاد الامازيغ لقتل اهلها نهب اموالهم
تعليق على الموضوع:
كما ترى عزيزي القارىء لسوء الحظ كانت منطقة تبسة
الامازيغية احدى ضحايا الغزو المشرقي من الغزاة الفينيق وايضا الغزاة العرب الذين عملوا مرتزقة تحت يد الرومان
الغريب اننا نرى بعض اشباه المؤرخين من منطقة تبسة نفسها امثال لمين
بلغيث و عثمان سعدي يعشقون كل ما هو مشرقي فينيقي و ينسبون تاريخ هذه الارض اليهم
رعم ان التاريخ بين لنا ان منطقة تبسة هي من اكبر ضحايا المشارقة الفينيق و العرب
فكيف لهؤلاء القومجيين المستعربين الافتخار بمن قتل وظلم اجدادهم اليس هذا نكران للاباء و الاجداد و للارض التي
نعيش عليها اليس هذا هو بالضبط فكر القابلية للاستعمار التي تكلم عنها المفكر مالك ابن نبي
نعم هؤلاء القومجيين المستعربين المتمشرقين لم يقدروا ولم يشعروا بنعمة تامورت
وحلاوة تامزيغت. كيف لهم ذلك؟ وهم يحتقرون ثقافة ولغة وحضارة وتاريخ تامزيغت وتامورت...من كلمة أمور Amur وربما
منها اقتبس الافرنج Amour التي تعني الحب والعشق، لأن الإنسان
الامازيغي بعموم بلدان شمال افريقيا، يحبون ويعشقون أرضهم ووطنهم حتى الجنون.
من هذا المقال نجدد لكم
انتم اخوتنا امازيغ منطقة تبسة سواء كنتم
ناطقين بالامازيغية او بالعامية الجزائري دعوتنا إلى إعادة اكتشاف الذات المغاربية
الامازيغية الدفينة في دواخلكم، والتخلص من الاوهام العروبية و الفينيقية ، وأمراض
الهوية المصطنعة، واحتقار الذات.انتم امازيغ و اجدادكم مدفونن في ارضكم تحت اقدامكم وليس
في المشرق العربي ..
الأمازيغية تعلمنا المفهوم الحقيقي للوطنية، حب الوطن/تامزيغت، ليس
الوطن المرتبط بمنصب وزاري او حكومي أو وظيفة، أو بحزب، وإنما بحب الأرض التي تعيش
فيها، وتحب الذين يعيشون معك فيها، بنفس الانتماء والروح.
الامازيغية ليست ضد الاسلام كما يروج اعدائها إن الامازيغية/ تامزيغت
لا تطلب منك الانسلاخ عن دينك بل ستجعلك لا
تمجد إلا تامزيغت، ولن تصنع لك وطنا مزيفا لا في بغداد ولا في دمشق ولا في مكة ولا
في باريس ولندن.