mardi 28 avril 2020

علم الامازيغ و حقيقة الاكاديمية البربرية


علم  الامازيغ و حقيقة الاكاديمية البربرية
Aux origines de l’emblème amazigh

من الغرائب : ان مؤسس الحزب العربي البعثي إسمه ميشال عفلق ومؤسس أول جمعية ثقافية أمازيغية إسمه أعراب محمد بسعود.
عرب = ميشال
امازيغ = محمد


الكثير من اعداء الهوية الامازيغية يعتقد و يروج لفكرة خبيثة مفادها ان علم الامة الامازيغية هو من صنع الفرنسي جاك بينيت ذو الاصول اليهودية حسب زعمهم  طبعا هذه من اكاذيب القومجيين العرب في شمال افريقيا  لتخوين اي رمز من رموز الهوية الامازيغية  تدخل في اطار الصراع الهوياتي بين الامازيغيين و المستعربين المنسلخين عن اصولهم الامازيغية 

 نذكر على سبيل المثال ما صرح به احد رموز القومية العربية الوهمية في الجزائر وزير الاعلام السابق محيي الدين عميمور المتحمس للفكر القومي العروبي، والمجنون بنظرية المؤامرة

حيث قال في جريدة راي اليوم 16 جويلية 2019 ان العلم الامازيغي اخترعه يهودي اسمه جاك بينيت وان لا اصل له ولا وجود له  وردا على مثل هذه الابواق التي حوّلت “الخاوة”  الذي سكنوا الجبال و الغابات ايام الثورة التحريرية  وقاتلوا فرنسا إلى خونة، و حولوا الخونة  و الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة إلى مجاهدين، لهذا فالامر يستحق التوضيح وكشف الحقائق و فضح اكاذيب هؤلاء القومجيين البعثيين المنسلخين عن تاريخ الارض التي يعيشون فوقها و يزورون تاريخيها دون حياء لكن دعونا نرد على هلوساتهم فيما يخص تاريخ ظهور العلم الأمازيغي وحيثيات تصميمه و كشف اكاديبهم حول تاريخ الاكاديمية البربرية و مؤسسها المجاهد
 مسعود اعراب
 عزيزي القارئ فكر جيدا هل يحتاج الانسان الى مساعدة اجنبية حتى يخترع علم عبارة عن خطوط والوان بطبيعة الحال لا ولذلك نقول انه لاعلاقة للراية (بجاك بنيت )كما يتوهم البعض ، وكما يروج له البعثيين اكذب خلق الله ولغاية هذا اليوم لا يملكون و لا نص تاريخي او دليل على ان جاك بينيت هو من صمم العلم الامازيغي هذا مجرد كلام استغبائي للناس الذين لا عرفون التاريخ  فانتاج علم لا يحتاج سوى ورقة وقلم ،وهذا العلم الامازيغي هو نتاج لسنوات القهر والإستهتار بكل ما هو امازيغي  محلي أصيل و للهجوم نظام البعثي البومديني على الهوية و الثقافة الامازغية و منع الكلام باللغة الامازيغية وتعريب قصري لكل امازيغ الجزائر وهو نفس الحال الذي تعرض له اخوتنا الامازيغ في كل بلدان تامزغا
رابط كلام  البعثي محي الدين عميمور


ما معنى ذالك العلم الامازيغي الذي يرفعه الامازيغ في كل مكان؟
نحن الامازيغ اغلبنا مسلمون لله ، وأمازيغ للوطن الوطن الواحد ، هو شمال إفريقية من واحة سيوى إلى المحيط ومن الشمال حتى مالي ،ذلك الوطن الكبير الذي يضم القبائلي والشاوي والشلحي والشنوي والريفي المغربي والمزابي ونفوسة ولواتة بليبيا والترقي والزناتي و الازواد في مالي والسيوي بمصر والموري في بلاد الكناري وغيرهم هذه الشعوب الامازيغية اتخذ ت لامتها كرمز علم ذو معنى من خلال ألوانه :
الأزرق في الأعلى: هو بحرنا الذي يحدنا من الشمال
الأخضر في الوسط : هو رمز جبالنا وتلنا وغاباتنا

الأصفر في الأسفل : هي صحرائنا التي تمتد الى داخل مالي وارض الطوارق الامازيغ

حرف الزاد الامازيغي الأحمر في الوسط :
حرف الزاد الامازيغي هو الحرف الذي لونه الأحمر رمز ولون دمائنا التي سقينا بها أرضنا من ألاف السنين ومازلنا نسقيها .
زاينا هذا يتوسط علم تيموزغا العزيز علينا جميعا بجلال وعظمة، فنعشقه بحرارة حتى
الموت، ونقدمه على باقي الحروف لأنه سيدها وغرتها، ونتخذ منه شعارا خالدا أبديا
اختاره الامازيغ لأنه يتوسط كلمة (اما زيغ) وهو حرف تطور شكله عبر العصور من الشكل الاول في الكتابة الليبية القديمة و التي تطورت وانتجت ما يسمى الخط التفيناغ و الذي كان ومازال امازيغ التوارك في بلادنا يكتبون به وهو مسجل ومنقوش في اثار الهقار من الاف السنين وموجود في كل شمال افريقيا الامازيغية
وعليه فقد كذب عليكم من قال ان حرف الزاد الامازيغي لا وجود له في شمال افريقيا كما ذكر ذلك البعثي محي الدين عميمور وامثاله
صورة Hélène Claudot-Hawad

Tifinaghs et gravures du col des « sandales » (tighatimin) Ahaggar
رابط 
https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/docannexe/image/2125/img-9.png

او في الرابط التالي اسفل المقال 

https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2125


صورة اخرى لحرف الزاد في اثار الطاسيلي
Tifinagh touareg (script) sur des pierres et des pictogrammes, Youf Ahakit, Tassili du Hoggar, Wilaya Tamanrasset, Algérie, Afrique du Nord - ID de l’image: B08PBJ


صورة


Photographe: Egmont Strigl

صورة اخرى لحرف الزاد في شرق ليبا  فيها حرف الزاد الامازيغي بجنب اللوحة العربة التي تجرها احصنة و التي تكلم عنها المؤرخ هيرودوت 500 سنة قبل الميلاد والذي ذكر ايضا ان الليبين (الامازيغ) هم من علموا الاغريق ركوب العربات التي تجرها الاحصنة
Le pictogramme d'un char avec 2 chevaux sur un cavewall Magidet proche à l'est de la Libye
وقد تمكنت الباحثة والأركيولوجية الجزائرية "مليكة حشيد" من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفيناغ  فيها حرف الزاد الامازيغي وهي اللوحة حاملة لحروف تيفيناغ مرافقة لعربات حصان، وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد أي قبل وصول التجار الفينيق الى سواحل المغرب الكبير جوالي 800 ق م
وقد أثبت دارسو تيفيناغ (Faidherbe, 1870 ; Chabot, 1933 ; Marcy, 1936 ; Galand, 1966 ; Camps, 1996 ; etc.) واتفقوا على وحدة تيفيناغ كنظام للكتابة خاص باللغة الامازيغية.


رابط الصورة




من الواضح بعد كل هذه الادلة الاركيولوجية حول عراقة حرف الزاد الامازيغي ان كلام  العروبيست عميمور وامثاله  ماهو الا اكاذيب متعمدة فصاحب المقال تناول أبجدية تيفيناغ وحرفها "الزاي" من زاوية أيديولوجية برغماتية ضيقة وليس من منطلق علمي تاريخي اكاديمي ونحن مستعدون لارشاده لمراجع وأبحاث علمية لمحاربة أميته في هذا المجال ان أراد طبعا
هذه هي معاني  علم اتحاد دول المغرب الامازيغي الكبير.(العلم الفدرالي لكل الامازيغ)  كل الوانه  لها معنى كبير يهدف الى توحيد بلاد المغرب الامازيغي الكبير  ذلك المشروع الذي سعى من اجله ماسينيسا و سيفاكس و غيرهم من ابائنا و اجدادنا وهو رمز للقومية الامازيغية. له عراقة ضاربة في التاريخ

  قال احد  الادباء الشعراء في حرف الزاي الامازيغي
حرف الزاي… ذلك المحبوب الرشيق، والمعشوق الخالد، الجميل في هيئته وشاكلته،
والبديع في كبريائه وأنفته؛ وقفة نشمي أبي يرفع هامته بجلال وكبرياء، وعظمته تضاهي عظمة فارس متيم بعشق الوطن الخالد، يتمنى لو يعانق الأمة فردا فردا بذراعيه
اللطيفتين، تخطه أناملنا بإتقان متناهٍ على اللافتات واللوحات، في المناسبات
والملتقيات، فيخفر المكان بقدسيته العجيبة، ويضفي على الجمع هالته المجيدة، تضعه
الواشمات على جسد العذارى عذبا رقيقا، وترسمه الجدات بالحناء على أكف العرائس يوم الفرح والزفاف بشاعرية ساحرة وجمالية فاتنة، يشكله الصائغ على حليه الجميلة وفق مقاييس وتلاوين عديدة،..... الخ

اصول العلم الامازيغي 
تاريخيا اتخذت هذه الراية الامازيغية كرمز رسمي للامازيغ   من قبل مجموعة من المناضلين في القضية الامازيغية عبر العالم و و نشره ايضا مناضلي  الاكاديمية البربرية  في السبعينات من القرن الماضي   لكن هذه الاخيرة لم تتبنى ابدا  بصفة رسمية العلم الامازيغي و لم تدعي ابدا انها من صنعته  ولا يمكن اعتبارها صانعة هذا العلم الامازيغي  ولحسم الجدل العقيم  الذي يدور حول هذه النقطة نحيل كل مهتمين بالموضوع على كتاب أحد مؤسسي الأكاديمية البربرية أعراب محند بوسعود تحت عنوان:
L'Histoire De L'Academie Berbere 1966 1978
De Petites Gens Pour Une Grande Cause "

الذي تحدث وسرد تاريخ الأكاديمية من تاريخ 1966 إلى 1978، وبكل التفاصيل الدقيقة  و ليست هناك أدنى إشارة في الكتاب إلى وجود العلم الأمازيغي  او انه من  تصميم الأكاديمية، و  لا حتى كلام  من  قبل محند اعراب ينسب العلم لشخصه  والكتاب متوفر بالمكتبات لمن يود البحث،و يكفي النظر في الكتاب للتاكد
ايضا في كتاب مارك بينيت الذي يحمل عنوان "جاك بينيت محند أعراب بوسعود، تاريخ صداقة" ومن الصفحة 185 الى 187 نجد في المرفقات رسالة المجاهد محند أعراب بسعود الى والد مارك بينيت بتاريخ 25 أكتوبر 1980 يقول فيها لصديقه جاك أنه سمع بأن شباب الأمازيغ قد إخترعوا راية ترمز لأرض الأمازيغ وأنهم يستعملوها في تظاهراتهم الثقافية والسياسية ويحملها شباب في الجزائر والمغرب وليبيا وأن مصممها يشتغل سائق أجرة كان قد حضر إحدى محاضرات محند أعراب حينما طرح فكرة عن الألوان التي يجب أن تحملها الراية الأمازيغية والتي عليها أن تمثل ألوان جغرافية شمال افريقيا وطلب من صديقه بينيت رأيه في الراية الجديدة للشعب الأمازيغي المتداولة بين الشباب الشمال
الإفريقي .








يعتبر السيد يوسف مدكور احد مناضلي الهوية الامازغية، و عنصر نشط في الاكاديمية البربرية داخل الجزائر وخارجها المعروف باسم يوسف أمازيغ ، هو مصمم الراية الامازغية سنة 1970م بمساهمة و اقتراحات من عدة مناضلين اخرين نذكر منهم السيد عمار نقادي من امازيغ الشاوية و ايضا المناضل احردان من المغرب الاقصى وطبعا تحت رعاية المجاهد محند اعراب بسعود
اما يوسف مدكور صاحب فكرة العلم الامازيغي هو إبن عرش آيث فراوسن ( بلدية جمعة ن ساريج ، ولاية تيزي وزو ) ،
هو الذي صممه حسب شهاداته ومن ثم شاعت بين مناضلي الهوية الامازيغية في منطقة امازيغ القبايل في داخل الجزائر وخارجها و اقترحها المجاهد محند اعراب على الاكاديمية البربرية في باريس التي رفض بعض اعضائها الفكرة حتى لا يعتقد اعدائها انها راية انفصالية و حتى يبقى اختصاصهم الجانب الثقافي الاكاديمي البعيد عن السياسة
فيديو توثيقي وشهادة مصمم الراية الامازيغية يوسف مدكور حول تاريخ تصميمها




 للعلم ظهرت الراية الامازيغية لاول مرة في وادية ولاية تيزي وزو في الجزائر من طرف المناضل يوسف مذكور و ايضا  ساعده في نشرها زميله المجاهد الكبير  محند أعراف بوسعود  ورغم انهما من مناضلي الاكاديمية البربرية في فرنسا الا ان العلم كان منطلقه من بلاد امازيغ القبايل في الجزائر  و ربما بل اكيد هو مستوحى من اعلام قديمة كان اعراش المنطقة يحملونها خلال حروبهم مع الاحتلال الفرنسي وحتى زمن الاحتلال العثماني
ربما الكثير لا يعلم ان هذه الراية الوانها وشكلها لها جدور ووجود اقدم من  يوسف مدكور و اقدم من المجاهد محند اعراف بسعود المولود سنة 1924 م و الذي ينحدر من امازيغ القبايل في الجزائر و شكل والوان الراية موجود قبل حتى تاسيس الاكاديمية البربرية سنة  1966 , التي يروج لها القومجيين العروبيين انها وراء هذا العلم الامازيغي بمساعدة يهود فرنسيين حسب زعمهم المدعو جاك بينيت بل العلم الامازيغي له اصل ووجود قبل مولد جاك بينيت  المولود سنة 1915م 
الحقيقة الصادمة لهؤلاء تاكد ان الراية الامازيغية كانت  موجودة بالوانها منذ قبل مولد جاك بينيت او محند اعراب  او الاكاديمية البربرية بل هي اقدم من اعلام الدول المغاربية حيث توضح لنا صورة او لوحة فنية  تاريخية  للرسام الفرنسي (فيليكس  فيليبوتو) تعود الى سنة 1866 م تمثل ثورة الشعبية لمنطقة القبايل بقيادو البطل الشريف بو بغلة و البطلة فاطمة نسومر و هم يحملون الراية الامازيغية
اللوحة الفنية المعروضة  حاليا نسخة منها في قصر الحكومة الجزائرية و يشاهدها الجميع على صور شاشة التلفزيون الجزائري خلال اجتماعات الحكومة كما هو مبين في الفيديو في هذا المقال


في الجانب الايمن من اسفل هذه اللوحة يمكنكم اكتشاف تاريخ اصدار هذه اللوحة واسم الرسام  كما هو مبين في الصورة السابقة و لتتاكدوا من تاريخ اصدارها يمكنكم الدخول الى الرابط التالي وتكبير الصورة و التاكد من التاريخ 1866م
HENRI-FELIX-EMMANUEL PHILIPPOTEAUX (1815-1884)

رابط تكبير الصورة

https://www.christies.com/Lotfinder/lot_details.aspx?intObjectID=5697503

Portraits présumés du Chérif Boubaghla et de Lalla Fatma n'Soumer conduisant l'armée révolutionnaire

الصورة كاملة






ربما يقول البعض ان  وجود الراية الامازيغية في لوحة تعود الى 1866م  لمنطقة امازيغ القبايل في الجزائر هو مجرد صدفة وقع فيها الرسام فليكس نقول لهؤلاء  ليس لهذه الدرجة تكون الصدف 
ان الرسام اكيد راى هذه الراية عند اعراش تلك المناطق الامازيغية التي كان كل واحد منها يحمل علم ولواء الجهاد عند تقدمهم لمحاربة الاحتلال الفرنسي 
المقاومة الشعبية في بلاد القبايل  كانت ابتداءا من اليوم الاول للاحتلال 1830 م الى غاية سقوط منطقة القبايل سنة 1857م
جاء في كتاب الكلونيل كلوزيل  احد الجنرالات وقادة الحملة الفرنسية على الجزائر
يقول  لما وصلت رسالة الداي حسين الى منطقة القبايل تدعوهم الى الجهاد ضد الغزو الفرنسي المرتقب اجتمع كل اعيان عروش القبايل وزعمائها وقرروا تحضير انفسهم لقتال الفرنسيين فقاموا بتهيئة الضروف لذلك وتعبئة سكان القبايل وتحريضهم للذهاب الى الجهاد ضد الفرنسيين تزودوا بكل ما يلزم من الاسلحة و العتاد للذهاب للعاصمة الجزائر لصد الغزو الفرنسي 
 وفي اليوم المحدد اجتمعت كل جماعات واعراش منطقة القبايل  متبوعين بنسائهم واطفالهم  وابائهم الشيوخ لتوديع المجاهدين ولحثهم على القتال بشراسة و النصر ضد الفرنسيين  وكل عرش كان يحمل علم المنطقة التي يتبع لها 
ونستنتج من هذا الكلام للقائد العسكري كلوزيل ان الاعلام في منطقة امازيغ القبايل كانت موجودة منذ اليوم الاول للغزو الفرنسي سنة 1830م وهو  نفس الامر الذي تبينه الصورة السابقة  بوجود اعلام الامازيغ في ثورة البطل بوبغلة و فاطمة نسومر التي يظهر فيها العلم الامازيغي بشكله والوانه المعروفة حاليا 


اذا فالاعلام كانت حقيقة  وموجودة منذ 1830 م ترفع في ثورات منطقة القبايل وعليه فلا يمكن القول ان لا وجود لاعلام قبل العلم الوطني الجزائري او الاعلام المغاربية الحالية و لا يمكن القول ان  صورة العلم الامازيغي  في اللوحة المؤرخة سنة 1866 م هي مجرد صدفة و ما ياكد ذلك هو تراتب الوان العلم الامازيغي  على شكل خطوط عريضة مطابقة للعلم الامازيغي الحالي الازرق ثم اسفله الاخضر ثم اسفله اللون الاصفر وبالتالي هذه ليست صدفة بل هي حقيقة وجود هذه الالوان في اعلام منطقة القبايل وبنفس الترتيب و المعنى  و عليه فالعلم الامازيغي الحالي له جدور في تاريخ المقاومة الامازيغية وليس علم من اختراع الفرنسيين كما يروج له اعداء الهوية الامازيغية
للعلم اللوحة موجود نسخة منها في قاعة اجتماع الحكومة الجزائرية وهاكم

فيديوا توثيقي لاجتماع الحكومة الجزائرية حيث تظهر اللوحة الفنية التي تحمل علم الامازيغ


ويجب أن نشير كذلك إلى أن هذه الراية لا تعبر عن الناطقين بالامازيغة في شمال إفريقيا فقط ، او تخص سكان منطقة امازيغ القبايل  في الجزائر  بل  ترمز إلى كل سكان هذه الرقعة ” تمازغا ” افريقيا)   سواء ناطقين بالامازيغية او غيرهم الناطقين بالدارجات المحلية وهم ايضا يعتبرون امازيغ ناطقين بالعامية المغاربية و كثير منهم يعتز باصوله الامازيغية
وقد تمت المصادقة على العلم الامازيغي من طرف الكونغرس العالمي الأمازيغي عام 1997  والذي يضم كل المثقفين الامازيغ من ليبيا والمغرب والجزائر وتونس ولازواد مالي
https://www.congres-mondial-amazigh.org/2019/08/24/jour-du-drapeau-amazigh/




حيث تم اعتماد العلم الامازيغي  رسميا من قبل الكونغرس الامازيغي بمدينة تافيرا بجزيرة لاس بالماس بجزر الكناري والتي تعرف تواجدا أمازيغيا منذ القدم تحت مسمى الغوانش ، باتخاذ هذه الراية كإحدى الرموز التي تشير الى الهوية والثقافة الامازيغة في العالم والذي انتشر بعد ذلك في كل العالم، فاتخذته كل التنظيمات الامازيغة شعارا لها في كل تلك البلدان وشهدناه في ملاعب الجزائر والمغرب بل حتى في ملاعب العالم وتظاهرات عالمية في كندا وأوروبا ، وكان حاضرا ايضا في ما يسمى بالربيع العربي في ليبيا حيث كان امازيغ ليبيا السباقون للانتفاضة ضد نظام القذافي  البعثي الدكتاتوري المضطهد للامازيغة ،وقد خصص يوم 30 أوت من كل سنة كيوم عالمي للعلم الأمازيغي

العلم الامازيغي هو علم الامة الامازيغية من نهر النيل الى المحيط الاطلسي

وعلى الجميع أن يفهم مصطلح ” علم الأمازيغ ”  لانه لا يعني أنه علم لدولة ما أو كيان يريد الانفصال عن دولة ما  كما يعتقد او يروج له  بعض المغرضين و بعض الانتهازيين العروبيين وهو ليس بعلم فرحات مهني لحركة (الماك) التي ظهرت بعد أحداث الربيع الأمازيغي الأسود 2001 ، بل ما يحمله الامازيغ هو راية ثقافية أولا ورمز لأمة الامازيغ  وان شاء الله سيكون علم رسمي لاتحاد دول المغرب الكبير  مثله مثل علم الاتحاد الاروبي الذي يرمز الى الدول الاروبية كلها


اعراب بسعود بدوره يعتير هو من فكر اعتماد هذا العلم الامازيغي  رسميا لدى الاكاديمية البربرية   في باريس  وهو من ساهم في نشرها و الترويج لها في الجالية الامازيغية المغاربية في فرنسا ولا علاقة للباحث الفرنسي جاك بينيت بصناعة هذا العلم الامازيغي وهذا بشهادة ابن جاك بينيت تفسه  (مارك بينيت) وهو كاتب ومؤرخ مثل والده والذي اعتقد ان اعراب بسعود هو من صمم الراية الامازيغية
حيث قال في كتابه (جاك بينيت و محند اعراف قصة صداقة) الذي نشر سنة 2016م

Jacques Bénet Mohand Aarav Bessaoud, histoire d'une amitié
ان المجاهد محند اعراب بسعود هو من صمم الراية الامازيغية و لم يذكر ابدا ان والده الباحث جاك بينيت هو من صنعها كما يروج له القوميون البعثيون في الجزائر دون ادنى دليل سوى اكاذيبهم التي يعرفون انها سمة من سيماتهم الاصيلة (خلل جيني)


صورة  من الكتاب




لهذا  أي محاولة لربط العلم الأمازيغي بجهة أو دولة  اجنبية او بالفرنسي جاك بينيت  هو  ضرب من الجنون ومحاولة للتلاعب بالحقائق لأجل أغراض مرضية ليس إلا

 وبعد الوقوف  والرد على أهم النقط التي جاءت في مقال القومجي عميمور حول العلم الامازيغي  والتفاعل معها منطقيا  و بالدليل الموثق لا بد أن نذكر صاحب المقال محي الدين عميمور ومعه كل الذين يجهلون فلسفة وأسس الحركة الأمازيغية وخطابها العقلاني  وانها حركة تعتز بارضها واصلها وليسوا عملاء لا للمشرق و لا للغرب وذلك في الفقرة التالية  حيث يتضح لكم ان الاكاديمية البربرية  و  زعيمها و مؤسسها المجاهد اعراب بسعود ليسوا عملاء لاي كيان او دولة اجنبية و لا تعمل  الاكاديمية على تقسيم بلدان  المغرب الكبير  .

هذا ما كان يردده المجاهد محند اعراب بسعود باقتراحه على المناضلين ان تكون الاكاديمية البربرية بعيدة عن الامور الدينية و السياسية وتختص فقط بالجانب الثقافي




كانت اهداف الاكاديمية البربرية و المناضل بسعود اعراب اهداف ثقافية هوياتية بحثة تدعوا الى احياء الحس بالذات الامازيغية في كل بلاد المغرب الامازيغي الكبير حيث قال محند اعراب في هذا الخصوص علموا (الامازيغ) انهم ليسوا لا رومان و لا عرب لكن امازيغيين بمعنى رجال احرار وان بلدهم شمال افريقيا موطنهم الوحيد و الاوحد وان لسانهم الامازيغي ليست لهجة يستحي منها الامازيغ وان الجميع الامازيغ في كل مكان يمثلون ورثة التقاليد النوميدية الحرة

عزيزي القارئ اليس هذا الكلام قمة الوطنية و حب الانتماء الى الارض و الوطن ؟




المجاهد محند بسعود اعراب رجل واحد ونضالين
و ردا على من يروجون ان المجاهد محند بسعود اعراب كان خائن ايام الثورة نقول بالله عليكم من اين لكم هذه الخرافات و الاكاذيب الا تعلمون انه من مجاهدي الرعيل الاول الذين حاربوا فرنسا من نوفمبر سنة 1954م الى غاية الاستقلال
بعد اندلاع حرب التحرير عام 1954 التحق بجيش التحرير الوطني.
منذ يناير 1955 عينه كريم بلقاسم مسؤولا عن منطقة القبائل وأصبح ضابطا حيث كان ناشطا بالولاية الثالثة ثم بالعاصمة الجزائر قبل أن يلتحق بالمغرب.
عينه العقيد ( سي ناصر) كضابط في الولاية الرابعة ، رقاه (العقيد بوقرة ) قبطانا ، غادر الولاية الرابعة قائدا لجيش من 200 مجاهد لجلب السلاح من المغرب ، عُين بعد الإستقلال مباشرة عاملا لعمالة مغنية بالغرب الجزائري ، المهمة التي لم يتقلدها أبدا بسبب زحف جيش الحدود لابتلاع الحكم في الجزائر ، إنه زحف [ جماعة وجدة تلمسان] الجماعة الذين استولوا على السلطة بالقوة إلى الآن .


يعتبر محند اعراب المجاهد ابان الثورة التحريرية مناضل وطني جزائري خلال حرب الجزائر ومناضل من أجل القضية الأمازيغية والمؤسس الرئيس للأكاديمية البربرية أكراو ايمازيغن. ولد يوم 24 ديسمبر 1924 بتكمونت الجديد في واضية إ حدى بلديات دائرة واضية التابعة لولاية تيزي وزو بالجزائر


بعد الاستقلال أصبح محند اعراب من أكبر معارضي الحكومة الجديدة وقياديا بمقاومي حزب جبهة القوى الاشتراكية من 1963 إلى 1965.
في 1965، انقلب بومدين على الرئيس بن بلة، وأحكم قبضته على الحياة السياسية والنقابية، ونفى مجموعة من المثقفين والأكاديميين المعارضين وكان محند أعراب واحدا منهم، إذ سافر إلى فرنسا حيث قضى وقتا هناك، قبل أن يجبر على تركها كذلك، بإيعاز من بومدين وملك المغرب الاقصى الحسن الثاني للرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان
نفي إلى فرنسا حيث أسس عام 1966 بمعية أكاديميين ومثقفين أمازيغيين -مثل محمد أركون والطاوس عمروش -الأكاديمية البربرية من أجل الدفاع عن القضية الأمازيغية ولم يكن بين الاعضاء المؤسسين للاكاديمية اي شخص فرنسي اصلي او يهودي و لا جاك بنيت كما يروج له الكاذبون.




دعوة محند اعراب بسعود الى امة اسلامية واحدة 

وردا على من يقول ان الاكاديمية البربرية و المناضل محند اعراب بسعود هم اعداء الاسلام و عملاء الصهاينة نقول لهؤلاء ان حبل الكذب قصير هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين 
لعلمكم وربما ستصدمون لو علمتم ان المجاهد محند اعراب كان يحمل فكر او مشروع اتحاد دولة اسلامية كبرى من المحيط الاطلسي الى ماليزيا وكان متشبع بالدرسات الاسلامية و يستدل في كتبه باحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام و بكتاب الله تعالى
هذا المواقف تجدونها في كتابه (سعداء الشهداء الذين لم يروا شيئا)
heureux les martyrs qui n'ont rien vu
تكملة الصفحة 



اذا خلاصة ما سبق ذكره لا علاقة لفرنسا الرسمية بتأسيس الأكاديمية البربرية ولا بالعلم الامة الامازيغية ، ولا يوجد في فكرها عداء للاسلام و لا عداء للعرب كجنس  ففعاليات وتشنجات تأسيس  الاكاديمية كانت بين الجزائريين أنفسهم ،فيهم العلماني و المسلم و الشيوعي و كل التيارات الفكرية ومن اساسيات  الاكاديمية البربرية عدم الخوض او التدخل في كل ماهو سياسي او ديني

علاقة  الفرنسي جاك بينيت بالاكاديمية البربرية 

كان مشروع  الاكاديمية  هو الاهتمام بالامور الهوياتية الثقافية وهم اصحاب فكرة جمعية امازيغية و ليس غيرهم ، فقد قدموا ملف الإعتماد في 10 أوت 1967 بعد اجتماع تم في بيت الطاوس عمروش ، وكان المؤسسون هم
عبد القادر رحماني رئيسا ، خليفاتي محمد أمقران، ناروم أعمر، محمد السعيد حنوز، توابا ، أما الكاتب العام فهو أولحبيب جعفر، وأمين المال هو بسعود محمد أعراب .
وبعد إنهاء مهمة إعداد الوثائق والتـأسيس ، عندها كانت الحاجة لمساعدة (جاك بنيت )وهو باحث فرنسي في اللغات القديمة معروف بمؤلفاته مهتم باللغات المقهورة مثل لغة الباسك و الهنجارية و الامازيغية و هو يجيد اللغات الاطالية و الانجليزية و اللاتينية و الاغريقية اضافة الى الفرنسية
و الاكثر من ذلك جاك بينيت هو احد ابطال المقاومة الفرنسية للاحتلال الالماني سنة 1941م  
هرب من الاسر الالماني والتحق بباريس حيث التقى بالرئيس فرنسوا ميتيران والذي كان ايضا هاربا مثله من الاسر واسسوا مع بعض مضمة المقاومة الفرنسية للاحتلال الالماني و بعد القبض عليه من الالمان استطاع الهرب الى اسبانيا ومنها الى الجزائر حيث استقبله الجنرال ديغول وعينه نائب برلماني سنة 1946م  ثم عين مستشارا سياسي  في الحكومة


ولهذا يجب ان نعلم ان جاك بينيت بطل قومي فرنسي و مسؤول في الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت اضافة الى كونه باحث في علوم اللغة و لهذا استعان به محند اعراب بسعود من اجل تسهيل الحصول على اعتماد الجمعية (الاكاديمية البربرية)


تلخصت مساعدة جاك بينيت كونه مذلل للصعوبات الإدارية لتحقيق الحلم وقَبول الإعتماد من وزارة الداخلية الفرنسية ،حسب ما يقوله محند اعراب بوسعود مع العلم ام  قبول  اعتماد الجمعية كان يستلزم اولا قبول وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية و التي كانت تدعم بكل قوة مشروع القومية العربية و الوطن العربي الكبير و بعد سبعة اشهر من الانتظار دون جدوى ودون الحصول على الاعتماد  كان تدخل جاك بينيت لدى هذه الهيئات كمسؤول حكومي فرنسي لتسهيل الحصول على الاعتماد.


ولو لا ذلك لما قبلت الهيئات الفرنسية اعتماد الاكاديمية البربرية لان الاخيرة حسب قول محند اعراب كانت داعمة كبيرة للمشروع القومي العربي


الرئيس الفرنسي ديقول عارض قبول اعتماد الاكاديمية البربرية 

ما لا يقولونه لكم اعداء التاريخ الامازيغي واعداء الاكاديمية البربرية ان الرئيس الفرنسي ديغول  غضب لما سمع باعطاء ترخيص للجمعية بممارسة نشاطها .لانها تفسد عليه مشروعه القومي العربي نعم… هذه هي الحقيقة التاريخية الموثقة التي ننشها لكم  لكي لا نترك لذوي النفوس المريضة الضعيفة (أقصد عكرمة وصعصعة وسراقة وحنضلة وعلقمة وأبي جهل…القرن العشرين ) ليلصقوا لنا  نحن الدافعين عن الهوية الامازيغية تهم  العمالة للصهانة او لفرنسا او الردة والوثنية والدجل والسفسطة كعادتهم دائما، ولكي لا ندع مطية لمن تنكر لدمائه وجذوره،  من ابناء وطننا من المستعربين وولى وجهه قبلة الشرق ليبحث عن الملاحم والبطولات وعروبة الوهم ووهم العروبة هاهو التاريخ الموثق يبين لكم ان زعيم الاكاديمية البربرية يدعوا الى انشاء  وطن اسلامي كبير يضم كل الاعراق بينما فرنسا تعينكم على انشاء خرافة الوطن العربي ؟؟؟؟؟؟؟


أجبر المجاهد محند اعراب على ترك فرنسا ومغادرتها، بإيعاز من بومدين للرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، الذي زار الجزائر واصبح صديق حميم لبومدين طلب بومدين من فرنسا طرده من ترابها، ضمن جملة شروط لدعم علاقات البلدين


و هذا فيديو توثيقي لزيارة الرئيس الفرنسي للجزائر سنة 1975م


ابتداءا من سنة 1975م بعد زيارة جيسكار ديستان للجزائر و حصوله على عدة امتيازات اقتصادية وسياسية في الجزائر تغيرت معاملات الفرنسيين مع الاكاديمية البربرية حيث "سنة 1978، استجاب الرئيس الفرنسي لضغوطات بومدين وأبلغت مصالح الرئاسة لديه محند اعراب برغبتها في أن يترك باريس لوجهة يختارها هو، فاختار بريطانيا"

استطاعت الجزائرالبومدينية فرض رأيها على فرنسا ولا ندري بأي ثمن ؟ بحل هذه الجمعية ومصادرة أملاكها ووثائقها، والقبض على ( بسعود) وسجنه بتهم واهية مدبرة ، لعب صديقه ( جاك بنيت ) دورا مهما في الدفاع عنه وتهجيره إلى أسبانيا أولا ، ثم نحو بريطانيا بعد قبول طلب اللجوء السياسي إليها سنة 1980 . وعاد الى الجزائر بعد 32 سنة من الغربة بوساطات من جمعيات ثقافية وكأنه مجرم حرب بينما هو بطل مجاهد حارب مرتين الاولى ايام الاحتلال الفرنسي و الثانية بعد الاستقلال دفاعا عن الهوية و التاريخ الامازيغي حيت توفي في1جانفي 2002  رحمه الله.
و اليوم بعض احفاد الحركى و الخونة ايام الاحتلال الفرنسي يروجون عن المجاهد اعراب بسعود انه خائن وعميل فرنسي  وعميل صهيوني وغير ذلك ايضا  شهدنا الكثير من المنشورات هنا وهناك تتهجم على الأكاديمة  البربرية وتتهمها بالعمالة مع الصهيونية، والدليل الوحيد الذي قدموه هي نص قصير مقتطف من كتاب الاكاديمية، المجاهد محند أعراف بوسعود يعبر فيه عن صداقته مع Jacques Bénet الذي أعجب بنضال محند أعراف بوسعود ،والذي قدم له مساعدة كبيرة في حصول المجاهد أعراف بوسعود على الاعتماد لانشاء الاكاديمية البربرية وثانيا ساعده من اجل  اللجوء السياسي في بريطانيا بعد أن طردته الحكومة الفرنسية من التراب الفرنسي بأمر من بومدين ، والمثير للاهتمام أن الدليل الوحيد الذي يستخدمه أنصار العربواسلاميين لتشويه صورة هذا المجاهد في صفوف الجيش التحرير الوطني أثناء الثورة ، هو رسالة كتبها إلى صديقه
 Jacques Bénet  التي يقول فيها ما يلي 
:
Si les Berbères, mes frères, devaient un jour se souvenir de moi au point de vouloir honorer mon nom, je leur demanderais instamment de lui associer celui de Jacques Bénet, car sans l’aide de ce grand ami des Berbères, mon action en faveur de notre identité n’aurait peut-être pas connu le succès qui est le sien. Ce serait donc faire preuve de justice que de ---dir---e : Mohand Arab-Jacques Bénet comme on dit Erckmann-Chatrian


كما ترون فان الرسالة عادية بين باحث جزائري و باحث فرنسي ينشطون في نفس المجال الثقافي لكن أنصار الجهل المقدس يتعمدون تضخيم الأشياء وتحوير الكلام عن موضعه لإثارة الفتن ونشر فلسفة الكره ضد الذين يدافعون عن الهوية الامازيغية سياسة الكره التي ركبها نظام بومدين في عقول الجزائريين وما يزال يروجها بعض مرضى النفوس من القوميين البعثيين لكن هيات هيات ان تستطيع البعوضة ان تهز النخلة الشامخة ولن يستطيع العروبيست المساس بابطال ومناضلي الهوية الامازيغية تذكروا ان للحصن الامازيغي حراسه و زمن الكذب على تاريخنا قد انتهى وسنفضح كل أكاذيبكم 

قالت البعوضة للنخلة تماسكي فاني اريد ان اطير وادعك
قالت النخلة:
والله ما شعرت بك حين هبطت علي فكيف اشعر بك اذا طرت

و في الاخير نقول لا تنسوا كل عام الاحتفال باليوم العالمي للراية الامازيغية يوم 30 اوت  و لنعبر عن حبنا للعلم الامازيغي الغالي علينا



dimanche 12 avril 2020

موقف الامير عبد القادر من ثورة 1871 ضد الاحتلال الفرنسي


موقف الامير عبد القادر من ثورة 1871 ضد 

الاحتلال الفرنسي


التاريخ هو ذاكرة الأمة , و الذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً بها تعى الأمة ماضيها و تفسر حاضرها و تستشرف مستقبلها فالإنسان الذى يفقد ذاكرته, يصبح على ضخامة جسمه , طفلاً غراً لا يعى شيئاً مما حوله عاجز أن يتبصر فى نفسه أو يشعر بيومه , أو يتطلع لغده , وكذلك الأمة حين يضيع منها تاريخها ويشوش فى عقول أبنائها للاسف اغلب تاريخ الجزائر القديم و الحديث مشوش و مشوه و اغلب الحقائق التاريخية طمست عمدا او جهلا فتعالى عزيزي القارئ نمسح الغبار على بعض من هذا التاريخ المخفي عنكم
في يوم 8 افريل 1871 م دعى البطل الشيخ الحداد  انطلاقا من منطقة صدوق ببجاية الى ثورة عارمة على الفرنسيين لاخراجهم من الجزائر كاملة و قد لبى النداء كثير من الشباب من منطقة القبايل الكبرى و القبائل التلية و امتدت لهيب الثورة و الى غاية الحدود الشرقية للجزائر وقد قدر عدد الثوار حوالي 200 الف مجاهد

في شهر جانفي 1871م انضم الى هذه الثورة الشيخ احمد المقراني الذي قبل هذا التاريخ كان مسالما و باشاغا عند الحكومة الفرنسية لكنه انقلب عليها و لبى نداء الجهاد و ختم تاريخه وسيرته مقاتلا في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن وحق فيه اسم البطل المجاهد كما يقول الحديث الشريف
ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : وإنما الأعمال بالخواتيم. والمراد بالأعمال: ما يعمله العبد من عمل صالح أو سيئ. والمراد بالخواتيم: ما يعمله في ختام عمره وآخر حياته.
اما الامير عبد القادر يكاد الحديث عنه في المناهج التربوية و المدرسية في الجزائر لا يخرج عن سنوات حياته، قبل استسلامه لفرنسا  ويهمل الباحثون  و النضام التربوي ماذا جرى من بعد استسلامه لفرنسا وخاصة الفترة التي عاشها في سوريا ومواقفه من الثورات الشعبية في الجزائر التي جائت بعد رحيله وخاصة موقفه من ابنه محي الدين الذي قام بثورة سنة 1871م ضد فرنسا هذا التاريخ المخفي عن الكثير من الناس سنتعرف على تفاصيله في هذا البحث التالي

خلال ثورة 1871 م التي امتدت الى غاية الحدود الشرقية للجزائر كان من بين الابطال الذين شاركوا فيها ودعوا اليها الشيخ محي الدين ابن الامير عبد القادر بن محي الدين) الذي فر من والده الامير عبد القادر ورحل الى مصر ثم الى تونس من اجل التخطيط لثورة عارمة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
في عام 1287هـ،1871م وقع قتال بين فرنسا وألمانيا، ولما آل النصر لألمانيا في الأشهر الأولى، خطر ببال الشيخ محي الدين أن الحرب ستطول بين الدولتين، فانتهزها فرصةً لتخليص وطنه الجزائر من فرنسا ومن ظلم الاحتلال. فتوجه خفية عن ابيه عبد القادر بقصد الزيارة إلى الديار المصرية. ومن مدينة الإسكندرية توجه إلى تونس
وثيقة تاريخية يطالب فيها البطل محي الدين اعراش امازيغ النمامشة (الشاوية) بالالتحاق بالجهاد ضد فرنسا
جاء فيهـــا:
من عبد الله سبحانه المستعين بالقوي القاهر، الأمير محي الدين أيده الله و نصره و حفظه بن الولي السيد الحاج عبد القادر، الى الشيخ بوزيان و الشيخ عثمان و يونس بن عبدو عمرين ———- و عمار بن بلڤاسم و كافة عرش أولاد سعيدان و أولاد حميدة
السلام عليكم مع الرحمة و البركة و بعد:
نعلمكم اننا نزلنا في نڤرين والذي عين في الجهاد في سبيل الله، يكون على بال يتهيأ له و يقدم لنا و ترقب الجهاد و لهم الأجر التام من المالك الصالح

و السلام .. يوم ١٦ فاتح ذي الحجة

البطل محي الدين و  خلافا لمواقف والده الامير عبد القادر و الذي بعد استسلامه لفرنسا لم يكتفي بالاستسلام بل اصبح صديق حميم للامبراطور الفرنسي و عونه في المشرق (سوريا) بل وصل الامير الى رفض اي ثورة في الجزائر ضد الفرنسيين للاسف تنفيدا لوعد قطعه للفرنسيين عند استسلامه حيث تعهد لهم انه لم يثور على الفرنسين و لن يحرض على قتالهم لا هو و لا ابنائه ماتبقى من حياته
صورة من رسالة تعهد الامير عبد القادر للفرنسيين بعدم الثورة مرة اخرى ضدهم
المصدر

Lettre aux Français, traduction intégrale sur les manuscrits originaux par René R. Khawam

روني رزق الله خوان  René Rizqallah Khawam مترجم  عربي فرنسي ولد بجلب  سنة 1917 ومات بفرنسا

انظر الرسالة رقم 326  
 رابط للاطلاع  و التحميل على شكل PDF
 رسائل الامير عبد القادر مع المحتل الفرنسي

رحل محي الدين ابن الامير عبد القادر مع ابيه  صغيرا منفيا من الجزائر الى فرنسا ثم الى سوريا كبر وهو يحمل في قلبه حب الجزائر وحب الثورة على الفرنسيين فبمجرد ان كبر محي الدين بن الامير عبد القادر بدا في البحث على الوسيلة التي تمكنه من الرجوع الى وطنه الجزائر واعادة الثورة على الاحتلال الفرنسي وهذا  خلافا لقرار ابيه العيش نهائيا في سوريا و المشرق و تخلى نهائيا عن فكرة العودة الى الجزائر هذه من بين الاسباب  التي جعلت ابنه محي الدين التفكير في الهروب من سوريا ومن سلطة والده الذي اصبح صديق وفي لفرنسا حيث قام البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر حوالي سنة 1870م بمراسلة الكثير من زعماء الجزائر وحثهم على الاستعداد الى الجهاد ضد فرنسا ويدعوهم الى تدبير المؤن و الذخائر و تجنيد الناس
حيث كانت هذه التحركات لمحي الدين دون علم والده الامير عبد القادر وتخالف العهد الذي قطعه ابوه عبد القادر لفرنسا انه هو واهله و اولاده  لن يثور عليها  ولا يحرض الجزائريين للقتال ضدها
لكن محي الدين ابن الامير عبد القادر خالف عهد ابه و  انتقل من سوريا  الى مصر بحجت التداوي هناك وطلب العلم لاخفاء الامر عن والده و من مصر انتقل الى تونس (الحدود الجزائرية) وبدا في الاجتناع مع زعماء القبايل الجزائرية في الشرق الجزائري للتخطيط لثورة عارمة ضد الفرنسيين
بينما كان البطل محي الدين يقوم بهذا النشاط الثوري على الحدود الجزائرية تفطنت له فرنسا وارسلت الى والده الامير عبد القادر عبر القنصلية الفرنسية في سوريا لاخباره بتحركات محي الدين المعادية لفرنسا  و للطلب منه اقاف ابنه واقاف تحركاته واستنكارها

فلبي الامير عبد القادر بكل سرعة مطالب الفرنسيين واعلن استنكاره لتحركات ابنه محي الدين بل اعلن التبرئ منه ومن افعاله و جدد وعده لفرنسا وملكها

حيث قام الامير عبد القادر بتحرير عدة رسائل استنكر فيها تحركات ابنه محي الدين ومن معه من الثوار ومن بين الرسائل التي ارسلها الى الفرنسين نجد رسالة بعثها الى القنصل الفرنسي في  دمشق سوريا جاء فيها  ( ان عدو الله و عدوي وعدو نفسه المجنون محي الدين ذهب الى تونس و وجه نداء للسكان الجزائريين للثورة ضد فرنسا  ليتحقق التاس اني بريئ منه ومن فعله)
انظر نفس المرجع السابق




لقد سجل لنا ان الامير عبد القادر انقلب من النقيض الى نقيض من المجاهد الكبير الذي حارب فرنسا الى اخر دقيقة ثم انقلب بعد استسلامه الى الصديق الوفي لفرنسا و للملك و اظهر التعاون مع الحكومة الفرنسية في بسط سياستها في بلاد المشرق و التي كانت تعتمد مشروع فرنسي انجليزي يهدف الى  اقامة امبراطورية عربية كبرى تخلف الامبراطورية العثمانية في بلاد المشرق و هي الخطة التي كان الهدف منها القضاء على النفود العثماني في المشرق وشمال افريقيا و القضاء على الامبراطورية العثمانية وتقزيمها

 الغريب ان الفرنسيين و الاروبيين كانوا يقترحون ان هذه الامبراطورية العربية الكبرى يكون زعيمها الامير عبد القادر الجزائري و خاصة بعد موقفه في احداث الصراع في سوريا وحمايته للمسيحيين من القتل المهم في الموضوع ان فرنسا و الاروبيين وطدوا علاقتهم مع الامير




بعد قيام ثورات 1871م التي نادى اليها الشيخ الحداد و انضم لها الشيخ احمد المقراني و شملت كل الشرق الجزائري في بلاد القبايل الكبرى و في بلاد النمامشة و حتى حدود الصجراء الشرقية

استطاعت فرنسا عن طريق الامير عبد القادر ابطال معضم الجهود التي بذلها البطل محي الدين وزاد في الامر سوءا هو قيام الحكومة التونسية بامر من فرنسا بمطاردة محي الدي واتباعه الذين هربوا الى النمامشة في تونس رغم ذلك اصر محي الدين على الجهاد ومحاربة فرنسا وقرروا الدخول الى الجزائر ناحية تبسة و البدا في الثورة الكبرى سنة 1871م

سبحان الله الذي يخلق الحي من الميت و يخلق الميت من الحي كما جاء في كتاب الله تعالى في صورة الروم
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
هذه الاية هي خير تعبير عن العلاقة بين موقف البطل محي الدين الذي نهض لقتال فرنسا و حيت فيه نخوة الجهاد و الدفاع عن الجزائر وبين فقدان الامير عبد القادر كل حس بالجهاد في سبيل الله و في سبيل تحرير الجزائر واصبح كالميت الذي خرج منه الحي
نعم عزيزي القارئ حتى الامير عبد القادر في رسالة الى الفرنسيين عندما كان محتجز مع اهله في قلعة في فرنسا قبل ترحيله الى المشرق وصف نفسه انه كائن ميت و يعتبر نفسه في عداد الموتى و لا يفكر سوى في الذهاب للعيش في مكة او المدينة المنورة
انظر رسالة الامير عبد القادر للحكومة الفرنسية المؤقتة رقم 327

  دخل محي الدين ابن الامير عبد القادر الى نواحي منطقة النمامشة وقام مع الاعراش و القبايل بثورة مسلحة كبيرة انتهت بانسحابه الى داخل الحدود التونسية لعدم تكافئ العتاد و القوة مع العدو الفرنسي
خلال هذه الثورة تعرض محي الدين الى ضغط كبير مارسه  والده الامير عبد القادر  في سبيل احباط معنويات ابنه و من معه من الثوار ودفعهم لاقاف الثورة و الخنوع لفرنسا
انتهى الامر بمحي الدين  بعد فشل الثورة  الى الرجوع الى سوريا حيث انتقل الى مدينة صيدا وعاش فيها مدة سنة بسبب ان والده الامير عبد القادر تبرئ منه ولم يرغب في استقباله بل وصل الامير الى حد طرده لابناء و زوجة ابنه محي الدين من بيته الكبير
وفي الاخير تدخل بعض الاقارب و الاصدقاء و توسطوا بين الابن ووالده

في الاخير نقول رحم الله البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر وصدق فيه قوله تعالى ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)

الامير عبد القادر بعد استسلامه و هجرته الى سوريا اعلن رفضه لثورة الجزائريين في منطقة القبايل سنة 1872م على الفرنسيين حيث قال انه يندد بهذه الثورة وانها ضد العدالة وضد ارادة الله و ارادته و قال انه يدعوا الله ان يعاقب الخونة و يفشل اعداء فرنسا
« Je dénonce cette insurrection contre la justice, contre la volonté de Dieu et la mienne. Nous prions le tout puissant de punir les traitres et de confondre les ennemis de la France ».

L'historien français Charles Andre Julien écrit aussi : « Les appels de l'Émir Abdelkader à la Kabylie de déposer les armes, n'eurent aucun effet sur les combattants, aux sentiments de qui il était un étranger ».

Livre de Charles Andre Julien.
Titre: Histoire de l'Algérie contemporaine 1827-1871.
Paris, PUF. 2ème édition 1979.
Page 209.
صورة من الكتاب نعم عزيزي القارئ هذا هو التاريخ المخفي عنكم

اما الامير عبد القادر فقد  تعرض في تلك الفترة الى موجة غضب و استهجان من سكان دمشق و سوريا و من سكان الجزائر  ويبدوا ان فرنسا بخبثها و تلاعبها بالامير استطاعت ان تحطم الهالة و الاحترام الذي كان يتمتع به عبد القادر داخل الجزائر و خارجها في سوريا فقال بعض الجزائريين في الداخل اذا كان الامير قادر على حماية المسيحيين في الشام فلماذا لا يعمل على حماية المسلمين في الجزائر

اما اهل دمشق فقال بعضهم للامير عبد القادر (هل تريد تسليم بلدنا الى الفرنسيين كما سلمت لهم بلادك الجزائر  )


اما  فرنسا التي اصبح  الامير عبد القادر صديقها فكرمته  بانشائها لنصب تذكاري تخليدا لمواقفه و تعاونه معها في المشرق و المغرب الاسلامي و كونه اصبح صديقا وفيا لفرنسا  تم تدشين نصب تذكاري في مدينة معسكر سنة 1949 تخليدا لذكرى للامير عبد القادر صديق فرنسا كما كان يسمى من طرف السلطات الفرنسية بحضور بعض ابناء و احفاد  الامير عبد القادر  و  كل من حاكم الجزائر و بعض الجنرالات  الفرنسيين و فرقة اعراب الصباحية الخونة بينما لم يحضر البطل محي الدين وابنائه التمثال تم تشييده في مدينة كاشرو في معسكر و التي تسمى الان سيدي قادة


في الاخير نقول اللهم اغفر للامير عبد القادر خطاياه و تجاوز عن سيئاته فكلنا مخطؤون وانت ارحم الراحمين