dimanche 10 mars 2024

الالمان ضد الامازيغ Les Germaniques contre les Berbères

 

Les Germaniques contre les Berbères.

Germánicos contra beréberes: quince siglos de historia de España”

José Antonio Primo de Rivera "

 


 

 


 

الثائر الاسباني  خوثي أنطونيو بريمو دي ربيرا  وُلد بمدريد في 24 أبريل 1903 و أًعدمَ بلقنت Alicante في 20 نونبر 1936), محامي, مفكر و سياسي إسباني؛ و هو الابن البِكرُ للديكتاتور مكيل بريمو دي ربيرا.رئيس المجلس العسكري الذي حكم إسبانيا ما بين 1923 و 1930.   يُعتبر خوثي أنطونيو مؤسس و زعيم حزب الكتائب الإسباني (الفالانخي Phalange). أٌدين و أًعدمَ بتهمة التآمر و التمرد المسلح ضد حكومة الجمهورية الثانية و ذلك خلال الأشهر الأولى للحرب الأهلية الإسبانية.رُفِعَ مقامه في المعسكر القومي المناوئ للجمهورية إلى منزلة سامية و بُجلت ذكراه خلال ديكتاتورية فرانكو و اعتُبر أيقونة و شهيداً في خدمة دعاية "الحركة القومية".

خلال شهر اوت الى  سبتمبر من سنة 1936 م بدا  الثائر الاسباني  خوثي أنطونيو بريمو دي ربيرا المعتقل  في سجن اليكانت الاسباني  Alicante    كتب  مقالا حول تاريخ إسبانيا سمَّاه "جرمان ضد أمازيغ: 15 قرناً من تاريخ إسبانيا".

 في هذا المقال المؤرخ ب 13 اوت  1936, أي 3 أسابيع بعد اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية, حاول مؤسس حزب الكتائب الإسباني "الفالانخي" استقراء مصير إسبانيا من خلال تاريخها, مختصرا كل أحداثها تقريبا في صراع أبدي بين الجرمان و الأمازيغ.

 المقال و يقدم قراءة مختلفة لتاريخ إسبانيا و لأحداثها الكبرى التي غيرت مجرى البشرية ويعطينا نحن كامازيغ فكرة عن نظرة الساسة و المؤرخين الاسبانيين للامازيغ ودورهم التاريخي في صناعة الاحداث في بلاد الاندلس من قديم الزمان وعن كونهم العنصر الفعال خلال الاحتلال الاسلامي لبلاد الاندلس وكما يذكر الباحث ايضا ان التواجد الاسلامي في الاندلس كان امازيغي في اغلبيته الساحقة ولم يكن عربي  وان بداية الاحتلال الاسلامي للاندلس كان عبارة عن حرب وصراع بين المحتل السابق وهم القوط واصلهم من جرمانيا (الالمان) وبين الامازيغ و انه لم يوجد أي صراع بين الاسبانيين الاصليين مع الامازيغ


 

ترجمة النص كاملا الى العربية

ما الذي كانت تعنيه حرب الاسترداد La Reconquista؟ هناك معيار سطحي في التاريخ يميل لاعتبار إسبانيا كقَعْرٍ أو كطبقةٍ سُفليةٍ Substratum ثابتةٍ تواكبت عليها العديد من الاجتياحات, و يجعلنا نتابعها كمتضامنين مع هذا العنصر السكاني الأصلي. هيمنة فينيقية, قرطاجية, رومانية, قوطية, أفريقية...لقد استحضرنا ذهنيا منذ طفولتنا كل هذه الهيمنات بصفتنا مفعولا بهم, أي كأفراد من الشعب المغزُوِ. لا أحد بيننا, في طفولته الرومانسية, لم يشعر بأنه وريثُ فرياتوس Viriato, سيرتوريوس Sertorio, و للنومانسيين. كان الغازي دوما عدونا, و المغزو ابن بلدنا.

عندما يُستعرض الأمرُ برويةٍ أكثر و نُضج أكبر يجد المرء نفسه متسائلا أمام هذه المعضلة: هل بالفعل دمائي و أحشائي, و ليس فقط ثقافتي, تحمل أمورا مشتركة مع السيلتي-الإيبيري الأصلي أكثر مما تحمل مع الروماني المُتَحضِّر؟ بمعنى آخر: ألا يُمكن أن يكون من حقي, بحكم الدم, أن أرى الأرض الإسبانية بعين الغازي الروماني؛ أن أعتبر بكل فخر هذه الأرض, ليست كمهد قديم لأجدادي و إنما كأرض ألحقها أجدادي بنمط ثقافة و عيش جديدين؟ من أخبرني أنه خلال حصار نومانسيا كان داخل أسوار المدينة دماء كدمائي و قيم ثقافية كقيمي أكثر مما في معسكرات المُحاصِرين؟

لن يفهم هذا الأمرَ جيدا غيرُنا نحن المنحدرون من عائلات وُلِدَ العديدُ من أجيالها في أمريكا الإسبانية. فأجدادنا في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي, مثل أقاربنا الحاليين هناك, يُحسون بأنهم أمريكيون كما نُحسُ نحن بأننا إسبان, لكنهم يعلمون أن صفتهم كأمريكيين اكتسبوها باعتبارهم أحفاد أولئك الذين أعطوا لأمريكا شكلها الحالي. يشعرون بأن أرض أمريكا مِلكيتهم الحميمة لأن أجدادهم ظفروا بها. هؤلاء الأجداد كانوا قد قدِموا من أرض أخرى, هي بالنسبة لأحفادهم غريبة عنهم بشكل أو بآخر. في المقابل الأرض التي يعيشون فوق ترابها اليوم كانت غريبة عنهم قبل قرون, و هي الآن أرضهم التي أُلحقَت نهائيا بالمجال الحيوي لسلالتهم من طرف أجدادٍ قُدامى.

تنبني وجهتا النظر هاتين على طريقتين مختلفتين لفهم الوطن, إما بمنطق الأرض أو بمنطق المصير. بالنسبة للبعض, الوطن هو المكان المادي للمهد, و كل تراث هو تراث مكاني و جغرافي. و بالنسبة للبعض الآخر, الوطن هو التراث المادي لمصير ما, و التراث بهذا المفهوم هو بالدرجة الأولى زمني و تاريخي.

بعد هذه المقدمة المحدِّدة للمفاهيم نعود لطرح السؤال الأولي: ما الذي كانت تعنيه حرب الاسترداد La Reconquista ؟ نعرِفُ مسبقا, و من وجهة النظر الطفولية, أنها هي الاستعادة البطيئة من طرف الإسبان للأرض الإسبانية من يد الموروس الذين كانوا قد غزوها. لكن الأمر لم يكن كذلك. أولا, الموروس (و الصحيح نعتهم "بالموروس" و ليس "العرب", لأن الغالبية العظمى من الغزاة كانوا أمازيغا من شمال إفريقيا, أما العرب, و هم عرق أسمى, فكانوا يشكلون أقلية مُسَيِّرَةً) احتلوا تقريبا كل شبه الجزيرة الإيبيرية في وقت وجيز مقارنة بالوقت اللازم لاحتلال مادي, و دون قتال. منذ معركة وادي لُكة (711م) و إلى معركة كوفادونغا (718م), لم يُحدثنا التاريخ عن أي معركة بين الغرباء و السكان الأصليين. حتى مملكة تودمير بمرسية فقد تشكلت بفضل توافقات حَسنةٍ مع الموروس. كل إسبانيا على شساعتها احتُلَّت بسلمية. إسبانيا طبعا مع الإسبان الذين كانوا يعيشون فيها. أما أولئك الذين انسحبوا إلى أشتورياس فكانوا الناجين من بين الوجهاء و العسكريين القوط, بمعنى آخر, أولئك الذين كانوا يُعتبرون بدورهم غزاةً قبل 3 قرون. العمق الشعبي الأصلي (السلتي-الإيبيري, السامي في مجمله من جهة, المتماهي مع الشمال إفريقي من جهة أخرى, و المُتَرومِنُ بشكل أو بآخر) كان بعيدا عن القوط بنفس درجة البعد عن الهاجريين Agarenos (الإسماعيليين  أو أبناء هاجر ) الواصلين حديثا. بل إنه كان يستحضرُ عوامل إثنية و عُرفية متعاطفة مع جيران الضفة الأخرى من المضيق أكثر من تلك مع أولئك الشُقر الدانوبيين الذي ظهروا قبل 3 قرون. أغلب الظن أن الجماهير الشعبية الإسبانية كانت تشعر بالارتياح تحت حكم الموروس  أكثر من وجودها تحت هيمنة الجرمان. كان هذا في بداية حرب الاسترداد La Reconquista, أما في أواخرها فحَدِّث و لا حرج. فبعد 600, 700 (و في بعض المناطق) 800 سنة من التعايش, كان اندماج الدم و العادات بين السكان الأصليين و الأمازيغ أمرا لا نقاش فيه, بينما التمازج بين السكان الأصليين و القوط لم يعدو أن يكون سطحيا حيث أعاقته, طيلة 200 سنة, الازدواجية القانونية, كما كان دوما مرفوضا في العمق نظراً للمفهوم العرقى لدى الجرمان.

حرب الاسترداد إذن ليست عملاً إسبانياً شعبياً ضد غزو أجنبي, بل هي حقيقةً احتلال جرماني جديد, إنه صراعُ قرونٍ طويلةٍ من أجل السلطة العسكرية و السياسية بين أقلية سامية من عرق رفيع - العرب- و أقلية آرية من عرق رفيع - القوط-. في هذا الصراع, لعب الأمازيغُ و السكانُ الأصليون دور جنود تارةً, و تارةً أخرى دور رعايا مذعنين لهذا الطرف أو ذاك من المُهيمنين, مع ربما, تفضيل ملحوظ, على الأقل في غالب المناطق, للسراسنيين (الموروس).

حرب الاسترداد هي, إلى هذا الحد, عبارة عن حربٍ بين أطراف و ليست حرب استقلال, و لم يحصل خلالها أن نوديَ "بالإسبان" أولئك الذين كانوا يحاربون ضد الهاجريين, و إنما كانوا يُنعتون "بالنصارى" في مواجهة "الموروس". كانت حرب الاسترداد نزاعا عسكريا من أجل السلطة السياسية و العسكرية بين شعبين مُهيمِنَين, نزاعٌ كان محور استقطابه صراعاً دينياً.

كان جميعُ القادة الرَّفيعي المستوى في الطرف النصراني ينحدرون من دم قوطي. لقد بُويِعَ بيلايو في كوفادونغا باعتباره مُتَمِّماً للمَلَكية المَدفونة في وادي لُكة. كما كان لقادة النويات النصرانية الأولى مُسحَةً لا تُخطئها العين لأمراءٍ جرمانوي الدم و العقلية. أكثر من ذلك, كانوا يشعرون منذ البداية بارتباط مع الطائفة الكبرى  الكاثوليكية-الجرمانية الأوربية. عندما تطلَّعَ ألفونسو العالِم للعرش الإمبراطوري لم يتبنى موقفا شاذّاً: لقد ترافع, مُستعينا بورقة النضج السياسي لمملكته, عمَّا كان يُحَمِّسُ منذ قرونٍ ضميرَ أي أميرٍ نصرانيٍ-جرمانيٍ داخل كل زعيم للدول المشاركة في حرب الاسترداد. حرب الاسترداد هي عمل أوربي - أي في هذه الحالة جرماني-. في حالات عديدة شارك زعماءٌ أحرارٌ من فرنسا و ألمانيا فعلياً في القتال ضد الموروس. الممالك التي تشكلت لها أساس جرماني لا سبيل لنفيه. و لعلّه لم تكن بين دول أوربا مَن أجادت التطبع بالختم الأوربي للجرمانية كما أجادت كوندية برشلونة و مملكة ليون.

باختصار - و بِغَضِّ النظر عن التناقلات و التأثيرات العديدة المتبادلة بين جميع العناصر الإثنية خلال ثمانمائة عام- المَلَكية الظافرة للملوك الكاثوليك هي تجديد للملكية القوطية-الإسبانية, الكاثوليكية, الأوربية, التي فقدت عرشها في القرن الثامن. كانت العقلية الشعبية تُميزُ بصعوبة بين الأمة و المَلِك. من جهة أخرى, مناطق شاسعة من إسبانيا, خاصة في أشتورياس, ليون و شمال قشتالة تمت جرمنتها دون توقف طيلة ألف سنة (من بداية القرن الخامس و إلى نهاية القرن الخامس عشر, دون انقطاع إلا ما كان بين معركة وادي لكة و سيطرة الزعماء القوط النصارى على الأراضي الشمالية). هذا بالإضافة إلى أن التشابه الإثني مع شمال إفريقيا كان أقل بكثير من تشابه هؤلاء مع سكان الجنوب و الشرق. هكذا إذن تتجسد الوحدة القومية تحت حكم الملوك الكاثوليك في تشييد الدولة الإسبانية المُوَحَّدة ذات الصبغة الأوربية, الكاثوليكية, الجرمانية, و هذا تتويج لكل حرب الاسترداد. كما أنه تتويج للجرمنة الاجتماعية و الاقتصادية لإسبانيا, و هذا أمر لا يجب إغفاله, فمن خلاله سيجد "الثابت الأمازيغي" أول فجوة من أجل التمرد.

في حقيقة الأمر, كانت نوعية الهيمنة العربية سياسيةً و عسكريةً في المقام الأول. لقد كان للعرب تفسير فضفاض للمناطقية. لم يكونوا يتمَلَكون الأراضي بالمفهوم الحَرفي للمِلكية القانونية الخاصة. فالساكنة الفلاحية بالمناطق التي كان يُسيطر عليها العرب بشكل واسع (أندلوسيا و الشرق Levante) ظلت حرة في استغلال أرضها على شكل ملكيات صغيرة و أحيانا ملكيات جماعية. بالتالي العنصر الأصلي-الأندلسي, النصف أمازيغي, و الساكنة الأمازيغية التي غذت بغزارة الطوابير العربية, كانت  تَنعَمُ بسِلمٍ أساسي و حُر, صحيح أنه لا يتماشى و المشاريع الزراعية الصخمة, لكنه جذاب لشعب خاملٍ, واسع الخيالِ, سوداوي  كالشعب الأندلسي. في المقابل, كان النصارى, الجرمان, يحملون في دمائهم الحس الفيودالي للمِلكية. عندما كانوا يستولون على الأراضي كانوا يُولون عليها أسيادا, ليس أبدا بالمفاهيم السياسية-العسكرية الصِرفة كالعرب, و إنما بالمفاهيم التملكية و السياسية أيضا. كان الفلاح يتحول في أحسن الأحوال إلى تابعٍ؛ و بمرور الوقت و أمام تقلص الجانب القضائي و السياسي, شدَّد الأسياد على الطابع التملُكي, فاجتُثَ الأتباع كليا من جذورهم و انحدروا إلى خانة المياومين Jornaleros الرهيبة.

كان التنظيم الجرماني, ذو الصبغة الأرستقراطية التراتبية, في أساسه قاسيا للغاية. و لتأكيد هذه القسوة أخذ على عاتقه  القيام بإنجاز تاريخي عظيم ما. كان هذا الإنجاز فعليا هو السيطرة السياسية و الاقتصادية على شعب يكاد يكون بدائيا. كل هذا الدرع الضخم المُكوَّن من المَلَكية, الكنيسة و الأرستقراطية, كان يسعى لتبرير امتيازاته الهائلة بكونه مُنجزاً لمُهمة عظمى في التاريخ. و قد حاول ذلك من خلال طريقين اثنين: فتح أمريكا و الإصلاح المضاد.

من الشائع القول بأن فتح أمريكا هو نِتاجُ العفوية الشعبية الإسبانية و جرى تقريبا رغم أنف إسبانيا الرسمية (و هو قول أطلقه الأدب الامازيغي الذي سنتحدث عنه فيما بعد). لا يُمكن جدياً إسناد هذه النظرية. ما من شك أن العديد من الرحلات الاستكشافية نُظِمت بمبادرات خاصة, لكن روح التنصير و الاستيطان بأمريكا موجود في نصوص "قوانين الهنديات" التي تحوي فكرا ثابتا للدولة الإسبانية رغم تقلبات القرون. كما إن فتح أمريكا هي نظرية كاثوليكية جرمانية, و تحمل روحا كونية لا تنبع جذورها أبدا من أصول سلتية-إيبيرية أو أمازيغية. وحدها روما و النصرانية الجرمانية كانتا قادرتان على نقل الصيت التوسعي و الكاثوليكي لفتح أمريكا إلى إسبانيا. بالنسبة لما يطلق عليه حس المغامرة الإسباني, هل هو فعلياً إسباني بالمعنى المحلي أو الأمازيغي أم هو واحد من علامات الدم الجرماني؟ لا ينبغي أن نُهملَ أمرا مهما: حتى أيامنا هذه, المناطق التي يخرج منها أكبر عدد من المهاجرين, أي المغامرين, هي مناطق الشمال, الأكثر جرمنة, الأكثر أوربية, المناطق التي, من وجهة نظر سُلالية و تصويرية, يمكن اعتبارها أقل إسبانيةً. في المقابل, ما يزال كبيرا للغاية عدد أهل أندلوسيا و شرق الأندلسLevante الذين يستقرون في المغرب الأقصى, وهران و الجزائر, و يعيشون هناك تماما كأنهم في ديارهم, و كأنهم جذر شجرة يعرف الأرض البعيدة التي اجتُث منها أسلافه. هذا الجنوح الجنوبي و الشرقي نحو إفريقيا لا يتوفر على أدنى تجانس مع الإرساليات الاستيطانية نحو أمريكا. كما أن إفريقيا و أمريكا كانتا على الدوام محطات شحن لطرفَيْن سياسيَيْن و أدبِيَيْن إسبانيَيْن. طرفان يتصادفان تقريبا, تماما و دوما, مع الليبرالي و المحافظ, الشعبي و الأرستقراطي, الأمازيغي و الجرماني. كان أمرا شبه قَدريٍ أن يتفوه كاتبٌ مُعادٍ للأرستقراطية, مُعادٍ للإكليروسية, مُعادٍ للمَلكية, بجملة كهذه: "كان حَريا بالمَلَكية الإسبانية, بدل أن تُضعِفَ إسبانيا في مغامرة أمريكا, أن تبحث عن امتدادنا الطبيعي, الذي هو إفريقيا".

بالموازاة مع فتح أمريكا, خاضت إسبانيا الجرمانية (الآن جرمانية من ناحيتين تحت حكم سلالة هابسبورغ ) الصراع الكاثوليكي في أوربا من أجل الوحدة. خاضته, و في النهاية خسرته. و كنتيجة لذلك, خسرت أمريكا. كان التبرير الأخلاقي و التاريخي للسيطرة على أمريكا يكمن في فكرة الوحدة الدينية للعالم. كانت الكاثوليكية هي تبرير سلطة إسبانيا. لكن الكاثوليكية كانت قد خسرت الرهان. بهزيمة الكاثوليكية, و جدت إسبانيا نفسها بلا شهادة تتذرع بها للسيادة على الغرب. كان تبرير اعتمادها قد انتهت صلاحيته. و هذا ما لاحظه الداهية ريشليو, الذي لم يتردد في تقديم يد العون للمدافعين عن الإصلاح بُغية تحطيم آل أشتورياس. كان يعلم جيدا أن حجر الزاوية في أسرة هابسبورغ كان الوحدة الكاثوليكية للنصرانية.

هكذا إذن خُسرَ الرهان في أوربا أولا, ثم بعده في أمريكا, فأي مهمة ذات قيمة كونية ستتذرع بها إسبانيا المُهيمِنة –المُشكَّلة من المَلكية, الكنيسة و الأرستقراطية - للحفاظ على وضعها الامتيازي؟ في غياب تبرير تاريخي, تلاشى أيُّ دورٍ ريادي, و أضحت امتيازاتها الاقتصادية و السياسية في وضع انتهاك صريح. من جهة أخرى, و في غياب أية وظيفة, فقدت الطبقات المُوجِهة حيويتها, حتى في وضع الدفاع عن النفس. مجموعة من الظواهر المُشابهة إلى حد كبير يُمكن ملاحظتها عند تقهقر المَلكية القوطية. و في خضم كل هذا, القوة الكامنة, التي لم تُخمد أبدا, للشعب الأمازيغي الخاضع, شرعت علانيةً في الأخذ بالثأر.

حتى في أوج مراحل الهيمنة, لم يغب "الثابت الأمازيغي" عن الوجود و لم يتوقف عن العمل. الشعوب المتراكمة بعضها فوق بعض, المُهَيمِنة و المُهيمَن عليها, الجرمان و الأصلي الأمازيغي, لم تكن قد انصهرت فيما بينها؛ كما أنها لم تتفاهم فيما بينها. كان الشعب المهيمِنُ يحرص على عدم التمازج مع الشعب المُهيمَن عليه (حتى عام 1756 لم يتم إبطال مرسوم كانت قد أصدرته إيزابيلا الكاثوليكية و يُلزم بالتحقق من نقاء الدم, أي توفر شرط النصراني القديم الذي لم يختلط دمه بدم يهودي أو مسلم, و ذلك لتقلد حتى أدنى وظائف السلطة). و بين هذا و ذاك, الشعب المُهيمَنُ عليه يكره الشعب المُهيمِن. و في تحول نوعي للغاية, تبنى في مواجهة المُهيمِنين مظهر خضوعٍ ساخرٍ, وصل في أندلوسيا إلى أقصى درجات المبالغة في التزلُّف, لكن خلف هذا التزلُّف الظاهر تأتي أكثر السخريات احتقارا نحو المُتزلَّف له. هذا الأسلوب, السُخرية, هو أكثر إذعانٍ هادئٍ يتبناه الشعب المسلوب. و يظهر مما ذُكِرَ أعلاه البُغضُ, و تحديدا, التأكيدُ الدائم على الانفصال. في إسبانيا, تختزن عبارة "الشعب" دوما حمولة خصوصيةً و عدائيةً. كان الشعب العبري يضم الأنبياء طبعا. و الشعب الانجليزي يضم اللوردات؛ أما هنا فلا: عندما يُقال "الشعب" فهو يراد به اللاَّمُميَّز, الغير مُؤهَّل, من لا ينتمي لا للطبقة الأرستقراطية, و لا للطبقة الكنسية و لا للطبقة العسكرية, و لا إلى أي طبقة كانت. الدون مانويل آزانيا نفسه قال: "لا أثق في المفكرين, و لا في العسكريين, و لا في الساسة, لا أثق إلا في الشعب". لكن, ألا يُشكلُ المفكرون, العسكر, الساسة, كما رجال الكنيسة و الأرستقراطيون جزءا من الشعب؟ في إسبانيا, لا, لأنه يوجد شعبان, و عندما يُذكرُ "الشعب" دون تخصيص فإنه يُقصَدُ به الشعب الخاضع, المنزوع من وجوده البدائي الذي يحن له دوما و أبدا, وجوده اللامُمَيَّز, المُعادي للتراتبية, و المُبغِض بالتالي بشدة لكل تراتبية, التي تُعتبرُ من سمات الشعب المُهَيمِن.

هذه الثنائية نفِذت إلى جميع مظاهر الحياة الإسبانية, حتى تلك التي في ظاهرها أقل شعبيةً. على سبيل المثال, كانت للظاهرة الأوربية للإصلاح نسخة مقلَّصة في إسبانيا, لكنها مختومة بختم الصراع بين الجرمان و الأمازيغ, بين المُهيمِنين و المُهيمَن عليهم. لم تَشهد إسبانيا أية حالة لأميرٍ مُهرطِق, كما حصل في فرنسا و ألمانيا. لقد ظل كبار السادة متمسكين بدين سلالتهم. كل مهرطق, بورجوازيا صغيرا كان أو متعلما, كان بمثابة آخذ بثأر المقهورين. كانت تَحُثُهم, خلال انشقاقهم, كراهيةٌ عُضالٌ للجهاز الرسمي المُشَكَّل من المَلكية, الكنيسة و الأرستقراطية – أكثر من تأثرهم بأي عاملٍ لاهوتي.

و هكذا دواليك حتى يومنا هذا. الخط الأمازيغي الذي يَبرُزُ كلما لمح اضمحلال القوة المضادة, يظهر جليا في كل الحركة الفكرية اليسارية, من لارا إلى يومنا هذا. لم ينجح الوفاء للأساليب الأجنبية في إخفاء شيءٍ من شعور المهزومين في كل الإنتاج الأدبي الإسباني خلال المائة سنة الأخيرة. تَجِدُ لدى كل كاتب يساري رغبة فظيعة للهدم, رغبة عنيدة و مزعجة لا يمكن أن تنبع إلا من عداوة شخصية لدى سلالة مُهانة. المَلكية, الكنيسة, الأرستوقراطية, الطبقة العسكرية, هي مؤسسات تثير غضب مفكري اليسار. ليس لأنهم عرضوا على محك النقد هذه المؤسسات, و إنما لأنه في حضرتها يجتاحهم اضطراب سلالي كالذي يجتاح الغجر عند احتقارهم. هذان التأثيران هما في العمق مظهران لنفس النداء القديم للدم الأمازيغي. ما يبغضونه, دون أن يعلموا, ليس فشل المؤسسات التي يذمونها, و إنما نصرها القديم, نصرها عليهم, أي على الذين يكرهونها. إنهم الأمازيغ المنهزمون الذين لا يغفرون للمنتصرين -الكاثوليك, الجرمان- كونهم كانوا حملة رسالة أوربا.

هذا الحقدُ أصاب بالعُقم كل إمكانية للثقافة. الطبقات المُوجِهة لم تُقدم شيئا يُذكرُ للثقافة التي لم تكن في أي حال من الأحوال مهمتها الخاصة. أما الطبقات الخاضعة, فحتى تُنتج شيئا ذا قيمة من وجهة نظر ثقافية, كان عليها أولا القبول بإطار القيم الأوربية, الجرمانية, السائدة؛ الأمر الذي كان يُولد عندها نفورا لا حدود له كونه ينحدر في العمق من لدُن المُهَيمِنين الممقوتين.

هكذا باختصار, يمكن القول بأن إسهام إسبانيا في الثقافة المعاصرة يساوي صفراً. باستثناء بعض الجهد الفردي الضخم, المعزول عن كل المدرسة, إضافة لزُمرة منتمية للهالة الخارجية.

 

بعد المناوشات كان لابد و أن تأتي المعركة. و قد أتت : إنها جمهورية عام 1931, و ستكون بصورة خاصة, جمهورية 1936. هذه التواريخ, و خاصة التاريخ الثاني, يشكلان هدمَ الجهاز المَلكي, الديني, الأرستقراطي و العسكري, و الذي لازال, رغم أنه أطلال, يؤكِّدُ على أوربية إسبانيا. ما من شك أن الماكينة كانت معطلة, لكن الأخطر هو  أن تدميرها يعني الثأر من حرب الاسترداد, أي حصول غزوٍ أمازيغيٍ جديدٍ. سنعود لنكون "اللامُميَّز". ربما سيتم تحصيل نوع من الهدوء الأساسي من خلال تحسين الظروف المعيشية للطبقة الشعبية. ربما الفلاح الأندلسي, الغارق في الحزن و الحنين, سيستأنف حديثه الصامت مع الأرض التي سُلبت منه. إذا ما تحقق هذا, فنصف إسبانيا تقريبا ستشعر أنها مُعبَّرٌ عنها بصورة مثالية. لكن الأسوأ أن شعبا واحدا, مُهيمِنٌ و مُهيمنٌ عليه, سيكون في كتلة واحدة, شعب دون أدنى قابلية للثقافة الكونية. هذه القابلية كانت للعرب, لكنهم كانوا طبقةً مُوجِهةً قليلة العدد, ذابت في العمق البشري المتبقي. الجماهير التي ستنتصر الآن, ليست عربية و إنما أمازيغية. و الذي سيخسر هو البقية الباقية من الجرمانية التي كانت ما تزال تربطنا بأوربا.

ربما ستتمزق إسبانيا إلى قطع انطلاقا من حدودٍ ستَرسُم داخل شبه الجزيرة الحدود الحقيقية لأفريقيا. ربما كل إسبانيا ستُصبحُ إفريقيةً. ما لاشك فيه أن إسبانيا لن تُعَدَّ جزءا من أوربا طيلة فترة طويلة. و حينها, نحن الذين نشعر بالارتباط بالمصير الأوربي من منطلق التضامن الثقافي و رابطة الدم الغامضة, هل سنستطيع تبديل قوميتنا السلالية التي تُحب هذه الأرض لأن أجدادنا نالوها لمنحها شكلا آخر, بقوميةٍ أرضيةٍ تحب هذه الأرض لذاتها, رغم أن في أرجائها كان قد أُخرسَ آخر صدى لمصيرنا العائلي.

13 اوت 1936.

النص بالفرنسية 


Qu'est-ce que la Reconquista ? Un critère superficiel de l'Histoire tend à considérer l'Espagne comme une sorte de fond ou  de substrat permanent  sur lequel défilent diverses invasions, ce qui nous fait assister par solidarité avec cet élément aborigène. Dominations phéniciennes, carthaginoises, romaines, gothiques, africaines... Enfants, nous avons été témoins mentalement de toutes ces dominations en tant que sujets patients ; c'est-à-dire en tant que membres du  peuple envahi . Aucun de nous, dans notre enfance romantique, n'a cessé de se sentir successeur de Viriato, de Sertorius, des Numantins [sic]. L'envahisseur a toujours été notre ennemi ; l'envahi notre compatriote.

Quand on considère la chose plus lentement, déjà au point de maturité, on tombe dans cette perplexité : après tout - se demande-t-on - non seulement ma culture mais même mon sang et mes entrailles ont-ils plus en commun avec les Celtibères aborigènes que avec le romain civilisé ? C'est-à-dire, n'aurai-je pas parfaitement le droit, même en vertu du sang, de regarder la terre espagnole avec les yeux d'un envahisseur romain ; considérer fièrement cette terre non pas comme le lieu de naissance éloigné de mon peuple mais comme incorporé par mon peuple dans une nouvelle forme de culture et d'existence ? Qui me dit que, dans le siège de Numancie, il y a plus de mon sang, plus de mes valeurs culturelles, entre les murs que dans les camps assiégeants ?

Peut-être que ceux d’entre nous qui viennent de familles qui ont vu nombre de leurs générations naître en Amérique hispanique peuvent particulièrement bien comprendre cela. Nos ancêtres transatlantiques, comme nos parents actuels là-bas, se sentent aussi américains que nous espagnols ; mais ils savent que leur qualité américaine leur vient en tant que descendants de ceux qui ont donné à l’Amérique sa forme actuelle. Ils ont le sentiment que l'Amérique leur appartient parce que leurs ancêtres  l'ont conquise . Ces ancêtres venaient d’une autre terre, déjà, pour leurs descendants, plus ou moins étrangère. En revanche, la terre sur laquelle ils vivent actuellement, étrangère il y a des siècles, est désormais la leur, celle définitivement incorporée par certains grands-parents lointains au destin vital de leur lignée.

Ces deux points de vue reposent sur deux manières d’appréhender la patrie : soit comme raison de terre, soit comme raison de destin. Pour certains, la patrie est le siège physique du berceau ; Toute tradition est une tradition spatiale et géographique. Pour d’autres, la patrie est la tradition physique d’une destination ; La tradition, ainsi comprise, est avant tout temporelle, historique.

Avec cette délimitation préalable des concepts, il est possible de reprendre la question initiale : qu’était la Reconquista ? On le sait déjà : du point de vue d'un enfant, la lente récupération des terres espagnoles  par les Espagnols  contre les Maures qui les avaient envahies. Mais ce n'était pas comme ça. Premièrement, les Maures (il est plus juste de les appeler « les Maures » que « les Arabes » ; la plupart des envahisseurs étaient des Berbères d'Afrique du Nord ; les Arabes, race très supérieure, ne formaient que la minorité dirigeante) occupaient la quasi-totalité du territoire. la Péninsule en un peu plus de temps que nécessaire pour une prise de contrôle matérielle, sans combat. De Guadalete (711) à Covadonga (718) L'histoire ne parle d'aucune bataille entre étrangers et indigènes. Même le royaume de Todomir, à Murcie, fut fondé grâce à de bons accords avec les Maures. Toute l'immense Espagne était occupée en paix. L'Espagne, bien sûr,  avec les Espagnols  qui y vivaient. Ceux qui se retirèrent dans les Asturies furent les survivants parmi les  dignitaires et les soldats gothiques ; c'est-à-dire  ceux qui, trois siècles plus tôt, étaient à leur tour considérés comme des envahisseurs . Le milieu populaire indigène (celtibérien, sémitique en grande partie, maghrébin par affinité dans un autre, plus ou moins romanisé dans l'ensemble) était aussi étranger aux Goths qu'aux Agarènes récemment arrivés. Qui plus est : il éprouvait bien plus de raisons de  sympathie ethnique  et  coutumière  avec les voisins de l'autre côté du détroit qu'avec les Danubiens blonds apparus trois siècles plus tôt. Il est probable que la masse populaire espagnole se sentait beaucoup plus à l’aise d’être gouvernée par les Maures que d’être dominée par les Allemands. Ceci au début de la Reconquista ; En fin de compte, il n’est pas nécessaire de parler. Après 600, 700, presque (par endroits) 800 ans de coexistence, la fusion du sang et des coutumes entre aborigènes et Berbères était indestructible ; tandis que les relations entre indigènes et Goths, entravées pendant 200 ans par la dualité juridique et finalement toujours rejetées par le sens racial du peuple germanique, n'allèrent jamais au-delà d'être superficielles.

La Reconquista n’est donc pas une entreprise populaire espagnole contre une invasion étrangère ; Il s'agit en réalité d'une nouvelle conquête germanique ; une lutte multi-laïque pour le pouvoir militaire et politique entre une importante minorité sémitique – les Arabes – et une importante minorité aryenne – les Goths. Berbères et aborigènes participent à cette lutte comme soldats tantôt, tantôt comme sujets résignés de l'un ou l'autre dominateur, avec peut-être une préférence marquée, au moins dans une grande partie du territoire, pour les Sarrasins.

A tel point que la Reconquista est une guerre entre partis et non une guerre d'indépendance, que personne n'a jamais songé à appeler ceux qui ont combattu les Agarenos les "Espagnols", mais plutôt "les Chrétiens" par opposition aux "Maures". . La Reconquista était une lutte guerrière pour le pouvoir politique et militaire entre deux peuples dominants, polarisée autour d'une lutte religieuse.

Du côté chrétien, les dirigeants les plus éminents sont tous de sang gothique. Pelayo est élevé à Covadonga sur les pavés comme continuateur de la Monarchie enterrée à côté du Guadalete. Les capitaines des premiers groupes chrétiens ont un air indubitable de princes de sang et une mentalité germanique. Plus encore : ils se sentent liés dès le début à la grande communauté européenne catholique-allemande(1). Quand Alphonse le Sage aspire au trône impérial, il n'adopte pas une attitude extravagante : il plaide, en alléguant la maturité politique de son royaume, pour ce qu'il pouvait encourager des siècles auparavant dans la conscience du  prince chrétien-germanique  de chaque chef. des États reconquérants. La Reconquista est une entreprise européenne – c’est-à-dire, à l’époque, germanique –. Souvent, ils entrent en guerre contre les seigneurs libres maures de France et d’Allemagne. Les royaumes qui se forment ont une plante germanique indéniable. Il n’y a peut-être pas d’États en Europe qui portent le sceau européen de la germanité mieux imprimé que le comté de Barcelone et le royaume de León.

* * *

En résumé - une abstraction faite des mille influences et influences réciproques de tous les éléments ethniques éliminés pendant huit cents ans - la Monarchie triomphante des Rois Catholiques est la restauration de la Monarchie gothique-espagnole, catholique-européenne, détrônée au VIIIe siècle. . La mentalité populaire rendait alors difficile la distinction entre nation et roi. En revanche, des étendues considérables de l'Espagne, notamment les Asturies, León et le nord de la Castille, avaient été germanisées, presque sans interruption, pendant mille ans (du début du Ve siècle à la fin du XVe siècle, sans plus interruption que les années qui vont du Guadalete à la récupération des terres du nord par les chefs godochrétiens) sans tenir compte du fait que leur affinité ethnique avec l'Afrique du Nord était bien moindre que celle des peuples du Sud et du Levant. L’unité nationale sous les Rois Catholiques est donc la construction de l’État unitaire espagnol au sens européen, catholique et germanique de toute la Reconquista. Et il ne faut pas oublier cela, point culminant de l'œuvre de germanisation sociale et économique de l'Espagne , car c'est peut-être là que les Berbères constants trouveront   leur première ouverture à la rébellion.

En effet : le type de domination arabe était majoritairement politique et militaire. Les Arabes avaient un vague sentiment de territorialité. Ils ne  devenaient pas propriétaires  des terres, au sens strict du droit privé. Ainsi, la population paysanne des régions les plus dominées par les Arabes (Andalousie, Levante) restait dans une situation de libre jouissance de la terre, sous forme de petite propriété et, peut-être, de propriétés collectives. La population aborigène andalouse, semi-berbère et berbère qui nourrissait le plus copieusement les rangs arabes, jouissait donc d'une paix élémentaire et libre, inapte aux grandes entreprises culturelles, mais délicieuse pour un peuple indolent, imaginatif et mélancolique comme l'Andalou. En revanche, les chrétiens germaniques avaient le sens féodal de la propriété dans le sang. Lorsqu'ils ont conquis les terres, ils y ont érigé des dominations, non plus purement politico-militaires comme celles des Arabes, mais patrimoniales et politiques. Le paysan devient, dans le meilleur des cas,  vassal ; Plus tard, lorsqu'en raison de l'atténuation de l'aspect juridictionnel et politique, les seigneuries commencent à souligner leur caractère patrimonial, les vassaux, complètement déracinés, tombent dans la terrible condition de journaliers.

L'organisation germanique, de type aristocratique et hiérarchique, était, à sa base, beaucoup plus dure. Pour justifier une telle dureté, il s’est engagé à accomplir quelque grande tâche historique. Il s’agissait en réalité d’une domination politique et économique sur un peuple presque primitif. Toute cette énorme armure : la monarchie, l’Église, l’aristocratie, pourraient tenter de justifier leurs lourds privilèges en tant qu’accomplissement d’un grand destin de l’Histoire. Et il l’a essayé de deux manières : la conquête de l’Amérique et la Contre-Réforme(2).

* * *

C'est un cliché (mis en circulation par la littérature berbère dont nous parlerons plus loin) de dire que la conquête de l'Amérique est l'œuvre de la spontanéité populaire espagnole, réalisée presque au mépris de l'Espagne officielle. Cette thèse ne peut être prise au sérieux. Beaucoup d’expéditions étaient certainement organisées comme des entreprises privées ; mais le sens de la christianisation et de la colonisation de l'Amérique est contenu dans le monument des Lois des  Indes , un ouvrage qui contient une pensée constante de l'État espagnol à travers [sic] les vicissitudes séculaires. Et la conquête de l’Amérique est aussi une thèse germano-catholique. Il a un sentiment d’universalité sans la moindre racine celtibère et berbère. Seuls Rome et le christianisme germanique ont pu transmettre à l'Espagne la vaste vocation catholique de la conquête de l'Amérique. Ce qu'on appelle l'esprit aventureux espagnol sera-t-il réellement espagnol au sens aborigène ou berbère ou sera-t-il un des signes du sang germanique ? Il ne faut pas négliger le fait que, aujourd'hui encore, les régions d'où proviennent le plus grand nombre d'émigrants, c'est-à-dire d'aventuriers, sont celles du nord, les plus germanisées, les plus européennes, celles qui, d'un point de vue traditionnels et pittoresques, on pourrait les qualifier de moins espagnols. Par contre, il existe encore un nombre très abondant d'Andalous et de Levantins qui sont transplantés au Maroc, à Oran, en Algérie et qui y vivent absolument comme chez eux, comme une souche qui reconnaît la terre lointaine d'où ils ont pris leur ancêtre. . Cette dérivation méridionale et levantine vers l'Afrique n'a pas la moindre homogénéité avec les expéditions colonisatrices vers l'Amérique. Même l’Afrique et l’Amérique ont toujours été comme les slogans de deux partis politiques et littéraires espagnols. De deux partis qui coïncident exactement presque à chaque instant avec le libéral et le conservateur ; le populaire et l'aristocratique ; le berbère et le germanique. Il était presque obligatoire pour un écrivain anti-aristocratique, anti-ecclésiastique et anti-monarchiste d'incorporer à son répertoire des phrases comme celle-ci : « Il vaudrait mieux que la monarchie espagnole, au lieu d'épuiser l'Espagne dans l'entreprise américaine, recherchait son naturel. l'expansion, qui est l'Afrique." ".

Parallèlement à la conquête de l’Amérique, l’Espagne germanique (doublement germanique désormais sous la dynastie des Habsbourg) mène en Europe la lutte catholique pour l’unité. Il le gronde et, à la longue, le perd. Et en conséquence, l’Amérique perd. La justification morale et historique de la domination sur l’Amérique se trouvait dans l’idée de l’unité religieuse du monde. Le catholicisme était la justification de la puissance espagnole. Mais le catholicisme  avait perdu la partie . Une fois le catholicisme vaincu, l’Espagne n’a plus aucun titre à revendiquer pour l’Empire d’Occident. Son accréditation était expirée. L'astucieux Richelieu l'avait déjà vu, qui, pour couler la maison d'Autriche, n'hésita pas à aider les champions de la Réforme. Il savait très bien que la pierre angulaire des Habsbourg était l’unité catholique du christianisme.

Ainsi, après avoir perdu la partie d’abord en Europe, puis en Amérique, quelle tâche de valeur universelle l’Espagne dominante revendiquerait-elle – monarchie, Église, aristocratie – pour préserver sa situation privilégiée ? Faute de justification historique, toutes les fonctions managériales ont été abandonnées, ses avantages économiques et politiques ont été laissés en pur  abus . D'autre part, avec le manque d'emploi, les classes dirigeantes avaient perdu de leur vigueur, même pour leur propre défense. On observe un ensemble de phénomènes extrêmement similaires au déclin de la monarchie wisigothique. Et la force latente, jamais éteinte, du peuple berbère soumis, commence ouvertement sa revanche.

* * *

Car, même aux heures zénithales de la domination, la « constante berbère » n’avait jamais cessé d’exister et d’agir. Les peuples superposés, dominateurs et dominés, germaniques et berbères aborigènes, n'avaient pas fusionné. Ils ne se comprenaient même pas. Les dominants faisaient attention à ne pas se mêler aux dominés (jusqu'en 1756 on n'abrogea pas une pragmatique d'Isabel la Católica qui exigeait la preuve de la pureté du sang, c'est-à-dire la condition d'un vieux chrétien, sans aucun mélange de juif ou de maure, même pour exercer des fonctions d'autorité très modestes). Les dominés, quant à eux, détestent le dominateur. D'une tournure très typique, il adopte une apparence de soumission ironique envers ses dominateurs. En Andalousie, on atteint les extrêmes les plus exagérés de l'adulation ; mais sous cette apparente adulation se cache le bourdonnement le plus dédaigneux envers les flattés. Cette attitude, la moquerie, est la plus douce résignation qu'adoptent les peuples dépossédés. Plus haut, apparaît déjà la haine et surtout l’affirmation permanente de la séparation. En Espagne, l'expression « le peuple » a toujours un ton particulariste et hostile. Le « peuple hébreu » comprenait naturellement les prophètes. Le « peuple anglais » comprend les  seigneurs ; En temps opportun, un Anglais ordinaire se permettrait de ne pas être considéré comme solidaire, sous le nom populaire d'English, avec les premiers hiérarques du pays ! Pas ici : quand nous disons « le peuple », nous entendons les indifférenciés, les non qualifiés ; ce qui n'est ni aristocratie, ni église, ni milice, ni hiérarchie d'aucune sorte. Don Manuel Azaña lui-même   a dit : « Je ne crois ni aux intellectuels, ni aux militaires, ni aux politiques ; je crois seulement au peuple ». Mais alors les intellectuels, les militaires, les politiques, comme les ecclésiastiques et les aristocrates, ne font-ils pas partie du peuple ? Pas en Espagne, car il y a  deux  peuples, et quand nous parlons du « peuple », sans le préciser, nous faisons référence aux soumis, à ceux qui sont éloignés de leur existence toujours désirée, primitive, indifférenciée, anti-hiérarchique et qui, pour le même raison, détestent avec ressentiment toute hiérarchie, caractéristique du peuple dominant.

Une telle dualité a pénétré toutes les manifestations de la vie espagnole, même celles qui semblent les moins populaires. Par exemple, le phénomène européen de la Réforme a eu une version réduite en Espagne, mais absolument imprégnée de la lutte entre germaniques et berbères, entre dominants et dominés. En Espagne, il n'y a pas eu un seul cas de  prince hérétique , comme en France ou en Allemagne. Les grands seigneurs restèrent accrochés à leur religion de caste. Tout hérétique, petit-bourgeois ou lettré, était comme un vengeur des opprimés. Dans sa dissidence, plus qu'un thème théologique, il encourage une  haine incurable  contre l'appareil officiel, redoutable de la Monarchie, de l'Église, de l'aristocratie...

Et ainsi de suite jusqu'aux dates les plus récentes. La  ligne berbère , de plus en plus apparente à mesure que la force adverse décline, apparaît dans toute l'intellectualité de gauche, de Larra  jusqu'ici. Même la fidélité aux modes étrangères ne parvient pas à cacher une pointe de ressentiment envers les vaincus dans toute la production littéraire espagnole des cent dernières années. Il existe chez tout écrivain de gauche un goût morbide de démolition, si persistant et si décourageant qu'il ne peut être alimenté que par une animosité personnelle, d'une caste humiliée. La monarchie, l'Église, l'aristocratie, les milices rendent nerveux les intellectuels de gauche, une gauche qui, à ces fins, commence assez à droite. Ce n’est pas qu’ils soumettent ces institutions à des critiques ; Le fait est qu'en leur présence, une inquiétude ancestrale les envahit, comme celle qui envahit les gitans lorsqu'on  leur parle de la punaise . En fin de compte, les deux effets sont des manifestations du même vieil appel du sang berbère. Ce qu’ils détestent, sans le savoir, ce n’est pas  l’échec  des institutions qu’ils dénigrent, mais plutôt leur lointain triomphe ; leur triomphe  sur eux , sur ceux qui les haïssent. Ce sont des Berbères vaincus qui ne pardonnent pas aux vainqueurs – catholiques, allemands – d’avoir été porteurs du message de l’Europe.

Le ressentiment a stérilisé toute possibilité de culture en Espagne. Les classes dirigeantes n’ont rien donné à la culture, qui n’est nulle part leur mission spécifique. Les classes assujetties, pour produire quelque chose de considérable du point de vue culturel, ont dû accepter le cadre de valeurs européen et germanique, qui est celui actuel ; et cela suscitait en eux une répugnance infinie à être, au fond, celui des dominateurs détestés.

Ainsi,  grosso modo , on peut dire que la contribution de l'Espagne à la culture moderne est nulle . Sauf quelque énorme effort individuel, sans rapport avec aucune école, et quelque petit cénacle inévitablement enveloppé d'un halo d'étrangeté.

* * *

Après les escarmouches, il fallait venir à la bataille. Et elle est arrivée : c’est la République de 1931 ; Ce sera avant tout la République de 1936. Ces dates, en particulier la seconde, représentent la démolition de tout l'appareil monarchique, religieux, aristocratique et militaire qui affirmait encore, bien qu'en ruines, l'européanité de l'Espagne. Bien sûr, la machine ne fonctionnait pas ; Mais le plus grave est que sa destruction représente une revanche sur la Reconquista , c'est-à-dire la nouvelle invasion berbère. Nous reviendrons à l'indifférencié. Vous gagnerez probablement une placidité élémentaire dans les conditions de vie populaires. Peut-être que le paysan andalou, infiniment triste et nostalgique, reprend la conversation silencieuse avec la terre dont il a été dépossédé. Près de la moitié des Espagnols se sentiront fortement exprimés si cela se produit. Bien entendu, un ajustement naturel parfait aura été obtenu. Mais le problème est qu'il s'agira alors d'un peuple unique, déjà dominant et dominé d'un seul morceau,  un peuple sans la moindre aptitude à la culture universelle . Les Arabes l’avaient ; mais les Arabes constituaient une petite caste de réalisateurs, déjà diluée mille fois dans le milieu humain survivant. Les masses qui vont triompher maintenant ne sont pas arabes mais berbères. Ce qui va être vaincu, c’est le reste germanique qui nous liait encore à l’Europe.

Peut-être que l’Espagne se brisera en morceaux à partir d’une frontière qui dessine, à l’intérieur de la péninsule, la véritable limite de l’Afrique. Peut-être que toute l’Espagne sera africanisée. Il ne fait aucun doute que l’Espagne ne comptera plus en Europe pour longtemps. Et puis, nous qui, par la solidarité culturelle et même par une voix mystérieuse du sang, nous sentons liés au destin européen, pouvons-nous transmuer notre patriotisme de lignage, qui aime cette terre parce que nos ancêtres l'ont conquise pour lui donner forme, en un patriotisme tellurique, qui aime cette terre pour ce qu'elle est, même si dans son ampleur elle a fait taire jusqu'au dernier écho de notre destin familial ?


13 août 1936


النص بالاسبانية على الرابط التالي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire