samedi 9 novembre 2024

لماذا حرق كتاب تحفة الزائر لابن الامير عبد القادر


لماذا حرق كتاب تحفة الزائر لابن الامير عبد القادر

يذكر محمد باشا الابن الاكبر للامير عبد القادربن محي الدين الجزائري مؤلف كتاب ((تحفة الزائر في تاريخ الأمير عبد القادر)) ان كتابه قد تعرض للاتلاف حيث قال في كتابه تحفة الزائر الجملة التالية 
((... سطت عليه يد من لا بارك الله بأصله ونسله وسرقته عمداً من حِرز مثله..... ثم شمرت عن ساعد الاجتهاد. لجمع ما تفرق من المواد بعد أن فقد منها الأكثر وبقي من المسودة مالا يذكر فجاء مطابقاً للأصل..)) .
ملاحظات مهمة :
1/يقول محمد باشا ابن عبد القادر (سطت عليه يد من لا بارك الله باصله ونسله)
هذا الكلام يفهم منه ان من قام بعملية السرقة والحرق هو ليس من ال الامير عبد القادر لانه ليس من المعقول ان  يسب او يدعوا  محمد باشا  على اصله بل ان 
ومن ذلك نستنتج ان دعوة محمد باشا كانت على من قام بعملية الحرق مباشرة وهو احد الذين تم تكليفهم من ال الامير عبد القادر بسبب خلاف بينهم حول مضمون كتاب تحفة الزائر وسنوضح هذا خلال هذا المقال

2/ يقول ايضا"شمرت عن ساعد الاجتهاد. لجمع ما تفرق من المواد بعد أن فقد منها الأكثر وبقي من المسودة مالا يذكر''

يفهم من عبارة وبقي من المسودة مالا يذكر
ان المسودة الاولى لكتاب الامير عبد القادر والتي تم اتلافها او حرقها 
بقيت بقيت في منزله ولم تنقل الى مكان اخر
ايضا يتضح جليا من العبارة انها لم تتلف كاملة ولم تسرق بمعنى لم تاخذ من بيت محمد باشا وهذا حتى لا يفهم من العبارة الاولى سطت عليه يد من لا بارك الله باصله انها تفيد السرقة او الاخذ بالقوة مع تاكيد الامير محمد باشا ان جزء من المسودة بقي ولم يتلف
وهذا ينفي ايضا ان هذه المخطوطة التي اتلف جزء كبير منها هي  ليست نفس تلك المخطوطة التي توجد في مكتبة المخطوطات في تركيا التي تعود الى سنة 1890م وهي مخطوطة كاملة لا ينقص منها اي ورقة او صفحة كما ذكر ذلك المؤرخ الجزائري بلقاسم سعد الله الذي اكتشفها صدفة في مكتبة المخطوطات في تركيا



انظر كتاب 
تحفة الزائر في تاريخ الأمير عبد القادر الجزء الاول 


ولكن ابن الامير عبد القادر لم يذكر بالتفصيل لماذا قام ا لبعض بمحاولة اتلاف او حرق لمسودة كتابه ولا من سرقها ؟ وَترك الموضوع يجلله الغموض والتساؤلات، ولا يستطيع أحد كشف الغطاء عن هذا السر سوى أقرب الناس إليه، و في هذا الخصوص نشير الى ذكرته الأميرة بديعة الحسني الجزائري  رحمها الله، حفيدة الأميرة زينب ابنة الأمير عبد القادر  أن جدتها وباقي أخوالها  رحمهم الله جميعا كانوا يقيمون إلى جوار المؤلف في حي العمارة، ودورهم في ذلك الحي كانت متلاصقة، وكأنها دار واحدة، وكانت تعرف وبالتواتر أن الكتاب لم يسرق فقط وإنما حرق أيضاً والعائلة تعرف من قام بذلك ولماذا، والنار لم تأتِ على كامل الكتاب.

للتنبيه الكاتبة بديعة  الحسني الجزائري من الأحفاد غير المباشرين للأمير عبد القادر، إِذّ والدُ جدُّها الأمير مصطفى بن محيي الدين أَخ الأمير عبد القادر، وجدّتها من بنات الأمير عبد القادر .

 تذكر الأميرة بديعة الحسني الجزائري ان أخوة المؤلف فرحوا عندما عرفوا أن أخاهم محمد باشا يؤلف كتاباً مهماً، ولكن بعد أن اطلعوا عليه، وقرؤوا ما كُتب حول قرار الأمير بإنهاء الجهاد والهجرة والطريقة التي عرض الفكرة فيها

((.. وألقينا السلاح إلى الفرنسيين..... ألخ)) وقع خلاف بين المؤلف الأمير محمد باشا وإخوته فقرروا إحراق الكتاب، وأستغل أحدهم غياب المؤلف فأرسل أحد خدمه إلى غرفة أخيه محمد وجلب المسودة ليحرقوها قبل أن تصل إلى المطبعة، ولكن بقي بعض الأوراق منها، لذلك قال المؤلف في مقدمة الكتاب ((ذهب الكثير ولم يبق سوى القليل)) ، وعندما عاد المؤلف لإعادة تأليف الكتاب عاد وكرر ذكر ما كان قد ذكره في المسودة الأولى عن إلقاء والده الأمير عبد القادر السلاح واستسلامه.

وتقول في منشور اخر نجده في موقع جمعية العلماء الجزائريين

https://binbadis.net/archives/6666



"" وعلى الرغم من ذلك فسرها بالاستسلام أي الخضوع وبذُلّ، لتُحفر في أذهان أطفال بلادنا ومؤرخينا الذين تمسكوا بتلابيب هذه التفاسير والآراء ومبادئ المدرسة الفرنسية التاريخية، حتى منهم ابن الأمير عبد القادر محمد باشا في كتابه «تحفة الزائر»، الذي ذكر في الصفحة الرابعة من كتابه ، الذي سُرقت مسوّدته وحُرقت، فكتب في أول هذه الصفحة «وألقينا السلاح إلى الفرنسيين» مع أنه كتب تفاصيل إرسال الجنرال الفرنسي سيفه إلى والده، وذهب لمقابلته على الرغم من ذلك نسي ما كتبه ربما، فأراد كسب ود فرنسا في كتابه هذا، وهذه الجملة كانت سبب إرسال أخوته أحد الخدم لأخذ تلك المسوّدة وصب عليها الكاز وحرقها، لولا الدُخان ورائحته الذي لفت نظر أحد المارّين فأطفأ النار، فلم تُحرق بالكامل، واعترف المؤلف بذلك.لم يعترف بأنها حُرقت لغرضٍ في نفسه. وفي كتابه هذا الذي طُبع في الإسكندرية عام 1903 ، الكثير من التناقض على الرغم أنه تضمّن معلوماتٍ قيّمة صحيحة . انتهى كلام بديعة الحسني

مما جاء في هذا المصدر اي كتاب تحفة الزائر، هي الظروف التي أحاطت بإنهاء الأمير عبد القادر مرحلة الجهاد وخروجه من الجزائر عام 1848 م، وصداقته مع ملك فرنسا و تراجعه عن فكرة الجهاد ضد الاحتلال وهو الامر الذي لم يعجب بعض افراد عائلة الامير و ارادوا حرق الكتاب حتى ان بعض الصفحات في الطبعة الاولى لسنة 1903 م لا نجد لها اثر في الطبعات اللاحقة 


انظر في كتاب ((تحفة الزائر)) المطبوع عام 1903م  او مخطوطة سنة 1890 م و قارن مع ما تم حذفه من طبعة ١٩٦٤ م، شرح وتعليق ممدوح حقي، دار اليقظة العربية، بيروت، الطبعة الثانية، ١٣٨٤ ه/ ١٩٦٤ م

وهذا يقودنا الى التساؤل لماذا بعض الاطراف من عائلة الامير عبد القادر ومن يساندهم يريدون طمس حقائق تاريخية حتى تلك التي كتبها ابن الامير عبد القادر نفسه وهو اعلم الناس بتاريخ والده الامير عبد القادر ؟

هاكم النص المحدوف و المخفي عن القراء عمدا ولا يحب  بعض ال الامير عبد القادر ان ينشر للناس وهو ما وضع تحت عنوان:

((ذكر توجه الأمير إلى باريس ولطائف أخباره وما هبت به نسائم رحلته المعطرة بنفحات أثاره))

ابتداءا من الصفحة ٣٩ من الجزء الثاني حيث يذكر في الصفحة 41 وهو النص المحذوف في الطبعات اللاحقة مايلي:

((... غير أنني لما كنت في امبواز قبل سفري هذا عزمت على أن أجدد عهدي الذي أعطيته للجنرال لاموريس وأفعل ذلك باختياري.. إنما المتكلم بين أيديكم... بعد أن نلت إحسانكم الذي لا ينسى وأنا عاجز عن مقابلته بالشكر والثناء أن أخون وأفعل شيئاً ينافي المعروف كيف والمعروف رباط معلق بأعناق أهل المروءة هذا مع كوني قد شاهدت عظم دولة فرنسة وقوة عساكرها وكثرة غناها واتساع مملكتها فمن ذا الذي يخطر بباله من العقلاء أن يقاومها ويقاتلها هذا ليس بممكن إلا لله الواحد القهار الذي قدمها وملكها الأفاق والأقطار وبعد هذا فإني أؤمل من كرمكم أن تجعلوني في عدد من تحبهم وتنظر إليهم بعين الرأفة سواء كنت بعيداً عنكم أو قريباً . منكم) انتهى كلام الامير عبد القادر





رابط الطبعة الاولى من كتاب تحفة الزائر عام 1903 م



https://ia601609.us.archive.org/6/items/BULAC.RES.MON.4.3416/BULAC_RES_MON_4_3416.pdf



تعليقا على هذا الكلام الذي يفهم منه  جهل الأمير بمساحة فرنسا البلد المحتل لبلاده،وقوتها وأنه لو كان عالماً بذلك لما حاربها وكأن الموضوع شخصي بين الامير وبين عدوه فرنسا، وان دفاع الناس على اراضيهم يتعلق بحجم دولة العدو او حجم قوته وليس مشروع ثورة ذات وازع ديني او وطني و يتضح هذا ايضا في قوله حين عفت عنه وأكرمته وأحسنت إليه نسي الماضي.

يعني لما احسنت اليه فرنسا سقط الجهاد ضدها بربكم هل يقبل هذا الكلام وبلاده ما تزال تحت سيطرة المحتل. ثم كيف وهو المسلم المتدين يقر بأن الله قدم فرنسا على غيرها من الأمم وملكها الآفاق.وكان الله هو نصير لدولة فرنسا

على كل حال وامام هذه الافكار المنقلبه للامير عبد القادرالتي لا يقبلها دين الاسلام ولا غير الاسلام فالدفاع عن الارض و العرض سنة الله في خلقه وليس امامنا سوى ان ندعوا له بالرحمة و المغفرة فجل من لا يخطا  خاصة ان الامير حاول سنين طوال محاربة الاحتلال في الغرب الجزائري لكن تحالف فرنسا واعراب الغرب الجزائري و المخزن المغربي اضعف مقاومة الامير والتي دفعت به الى الاستسلام في الاخير وهذا النوع من الاستسلام ليس عيب او خيانة بل هي ظروف قاهرة ادت الى توقف الامير عن حرب الفرنسيين واعوانهم ولاجل الحفاظ على المئات من اتباعه الذين معه من جنود ونساء واطفال وشيوخ لم يعد لديهم ما يلزم من المؤونة و السلاح لمواصلة القتال 
وفي هذا الخصوص اقول ان العبارة الصحيحة هي القول ان يعض الجزائريين في الغرب الجزائري هم من استسلموا الى فرنسا واعانوها ضد الامير وقد ذكرهم ابن الامير في كتابه تحفة الزائر 

مقتبس من المخطوط كما ورد(انظر صورة المخطوط)

 والحاصل أن حروب الأمير كثيرة، وكذا غزواته على الأعراب التي أعانتهم [أي الفرنسيين] عليه، وجدَّت معهم كل الجد، كثيرة أيضا، يحتمل جميعها مجلدا كبيرا.

وسبب إعانة الأعراب لهم [أي الفرنساوية]؛ أن الدولة الفرنسية لما تحققت صلابة الأمير بعدم استعماله السياسة معها والمداهنة شرعت في جلب الأعراب ببذل الدراهم البليغة لكبرائها حتى استجلبتهم بذلك كل الجلب،وبسبب ذلك بذلوا مجهودهم معها، وحيَّروا الأمير وسعوا في تأخر أمره، ولا سيما في آخر الأمر، فإن من الأمور المحققة؛أن الدولة الفرنسية لو لم تستجلب قلوب الأعراب بالإحسان الذي تقتضيه السياسة، واستعجالها الأمير بالمحاربة قبل اشتداد عضده وتقويته بتكثير العساكر، ما قدرت عليه أص لا، ولكنها لما رأت شدة صلابته التي تقتضيها خاصية الإقليم مع جده كل الجد في كتب الجيوش، والتفاته كل الالتفات للأمور العسكرية بهمة قوية تحققت بأنها إن تركته حتى يتقوعضده، ويكتب خمسين ألفا من أهل هذا الإقليم الذي يعد كلُّ واحد منهم بعشرة من غيرهم كما هو مشاهد من عسكره،فلا يتيسر لها أخذ الإقليم أصلا، وقد كانت نية الأمير أن يكتب ذلك القدر من أهل ذلك الإقليم كما صرح بذلك 






عزيزي القارىء الا تعتقد إن ما ذكر في هذه فقرة  
((ذكر توجه الأمير إلى باريس ولطائف أخباره وما هبت به نسائم رحلته المعطرة بنفحات أثاره)) 
من كتاب تحفة الزائر الطبعة الاولى ينسي القارئ كل صفة الثائر المجاهد في سبيل الله والوطن والتي سبق وكتبت عن الأمير في كتب اخرى او حتى ما كتب من بطولات في بداية كتاب تحفة الزائر 
لذلك لا تستغربوا سبب حذفها من الطبعة التي نُشرت عام 1964 م.لان هناك من يمتهن طمس التاريخ ولا تعجبه الحقيقة كما هي باجابياتهاوسلبياتها

و يتضح لنا لماذا قام افراد من عائلة الامير عبد القادر بتوكيل اطراف خارجية بحرق او اتلاف مسودة  كتاب تحفة الزائر انه ببساطة يسمى صناعة التاريخ و الامجاد على المقاس وطمس حقائق التاريخ
بل ان طمس تاريخ الامير عبد القادر من بعض افراد  ال الامير عبد القادر لم يمس ذلك الجانب الحربي و السياسي من حياته بل حتى الجانب الثقافي و الديني للامير حاولوا ان يطمسوه خاصة المنتسبين الى ابناء اخوته واحفادهم
مثال ذلط فبعضهم وخاصة في الوقت الحالي كثيرا ما ينفون على الامير عبد القادر صفة التصوف وخاصة بعد ان اصبح الناس يعلمون انها من الطرق البدعية في الاسلام و تشمل عقائد ومناهج تعبدية شركية تخالف التوحيد الاسلامي مع انتشار هذه الافكار في بعض افراد المنحدرين من ال الامير عبد القادر كالفكر الاخواني و السلفي وغير ذلك 

حيث المعلوم عند كل دارس لسيرة الأمير أن أهم تآليفه وأكثرها انتشارا وشهرة وترجمة وأعمقها أثرا هو كتابه الذي عنوانه الصحيح الكامل: "المواقف الروحية في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السبوحية"، وجلّ من كتبوا سيرة الأمير ممن صحبوه طويلا وعرفوه عن قرب، أثبتوا نسبته إليه بكل وضوح، ولأهميته انتشر سريعا خلال حياة الأمير وبعده خصوصا في الأوساط الصوفية، كن، رغم هذا كله، ظهر في السنوات الأخيرة مع الأسف من يشكك في صحة نسبة المواقف للأمير، بل حتى في تصوفه وأرادوا تعسفا تجريده من الطابع الأساسي لشخصيته و لما تميزت به أسرته، إذ أن أباه وجده وبعض إخوته وذريتهم كانوا من مشاهير الطريقة القادرية في الجزائر وفي الشام.
 والعجيب أن هذا التشكيك الفاقد لكل سند ابتدع من طرف أشخاص يحبون الأمير ويدافعون عنه،ربما بالخصوص لأنهم من نسله، لكن تكوينهم العقيدي والثقافي جعلهم ينكرون على التصوف وأهله إننا إذا تأملنا الحجج التي يوردونها تدعيما لإنكارهم، نجدها فارغة من كل محتوى ولا تستند إلا على تساؤلات وهمية، معرضين عن الحقائق التاريخية الساطعة و الموثقة والتي تنسف كلامهم نسفا  مثلا تزعم السيدة بديعة الحسني الجزائري أن  كتاب المواقف لم تعرف ولم تنشر إلا بعد وفاة الأمير، من دون أي دليل ملموس ولا حجة إلا مجرد التوهم وسوء الظن ،
وكلامها الغريب هذا قريب مما سمعته أيضا من  احد المنحدرين من ال الامير عبد القادر في سوريا وهو السيد
 خلدون  بن مكي الدمشقي حين قال في إحدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة أن كتاب المواقف لم يرد ذكره في كتاب "تحفة الزائر" إلا مرة واحدة تقريبا... 

وهذا كلام غريب وتدليس فاضح على كتاب تحفة الزائر فأنا شخصيا عددت المرات التي ذكر فيها كتاب المواقف في الجزء الثاني من "تحفة الزائر" فوجدتها لا تقل عن إحدى عشرة مرة منها قوله: "وله (أي الأمير عبد القادر) في فن التصوف المقام الشامخ والباع الطويل والقدم الراسخ، ومواقفه الكريمة أعدل شاهد بكمال ذوقه في تلك المواقف والمشاهد"

للتذكير السَّيد خلدون بن مكي الجزائري من احفاد احفاد اخ الامير عبد القادر حيث ظهر في بعض القنوات في احدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة وكتب شيئا من الرسائل زاعما أن الأمير عبد القادر كان سلفيا وهابيا على طريقة ابن تيمية, وبعد هذا ذهب يطعن في نسبة كتاب المواقف الى السيد عبد القادر الجزائري باعتبار ان هذا الكتاب طرقي صوفي فيه الكثير من الشركيات

و قد نسب ابن الأمير عبد القادر السيد محمد باشا, كتاب المواقف الى ابيه وذكر ذلك في كتاب تحفة الزائر في ماثر الامير عبد القادر لكن خلدون بن مكي زعم أن الكتاب لا يعتمد عليه لأنه حرق و أعاد محمد باشا كتابته و أعانه عليه آخرون فلهذا لا يمكن الإعتماد عليه!! حسب هذا المنطق المعوج  و لا أدري هل يعتبر خلدون الأمير محمد باشا مختلط العقل أم مجنونا حتى لا يدرك أن لوالده كتابا اسمه المواقف!! أفنصدق ابن الأمير أم حفيد حفيد ابن أخي الأمير

تصوروا هذا السيد خلدون بن مكي الجزائري يتكلم في القنوات على أنه حفيد السيد عبد القادر الجزائري, وهذا افتراء و كذب و كان الأولى و الأجدر أن يوضح صلة قرابته بالأمير عبد القادر الجزائري و أنه من ذرية أخيه لا حفيده كما يزعم فهو خلدون بن محمد مكي بن عبد المجيد بن عبد الباقي بن محمد السعيد بن محيي الدين الجزائري

زعم أن كتاب المواقف ليس للأمير و لا يعرف أحد ذكر هذا ممن عاصر الأمير من العلماء, و أن نسخ المواقف كلها مكذوبة و انها لمجهولين هكذا قال

لعلمكم كتاب المواقف هو للامير عبد القادر وإن أعظم ما يرد به على خلدون بن مكي  و بديعة الحسني هو شهادة تلميذ الأمير عبد القادر الجزائري  نفسه و هو عالم معاصر قرأ و لازم الأمير عبد القادر الجزائري و هو أعلم بالأمير من حفيد حفيد ابن أخي الأمير و هو الشيخ عبد الرزاق البيطار

قال الشيخ بهجة البيطار في ترجمة جده عبد الرزاق: في كتابه 
حلية البشر 1/ 10.

((لازم فقيدنا المرحوم الأمير الملازمة التامة, و أخذ عنه الفصل بالعدل في القضايا العامة, و لقد كان يرد على الأمير قدس سره كثير من الخصومات بين الخلق, إذ كان هو المرجع للناس في دمشق فكان يحولها إليه, و يحيل أصحابها عليه, فيكون قوله الفصل بإجراء الحكم على سنة العدل, و لقد استفاد المرحوم من أخلاق الأمير و آدابه, حتى عد ثاني الأمير في حياته و عهد إليه بتربية أولاده و تعليمهم)) .


يقول الشيخ عبد الرزاق البيطار في (حلية البشر) 2/ 904:

((و كان لي بحمد الله منه الحظ الأوفى الأوفر و الإلتفات الأجدى الأجدر, و العناية العالية و البشاشة السامية, و حضرت عليه مع من حضر كتاب فتوحات الشيخ الأكبر, و رسالة عقلة المستوفز له, و كتاب المواقف للمترجم المرقوم و هو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه و نسبت إليه)).


رابط الكتاب

https://ia600309.us.archive.org/18/items/Hilyat.Al-bachar/Kitab.PDF



و هذا النص يكفي في الرد على خلدون  و بديعة الحسني و كل فرد من احفاد ال الامير عبد القادر في زعمهم أن الأمير  لم يكن صوفيا وكان سلفيا و أنه لم يدرس شيئا من كتب ابن عربي, و أن كتاب المواقف كتاب مكذوب عليه, 
هذا تلميذ المؤلف و ملازمه يقول أنه حضر درس الأمير عبد القادر في الفتوحات المكية و المواقف للأمير!!فمن نصدق بعد هذا؟!

فأين الموضوعية وأين الأمانة في النقل وأين النزاهة؟

واذا الجواب على السؤال لماذا قام افراد من عائلة الامير عبد القادر بحرق مسودة كتاب تحفة الزائر ؟

انه ببساطة يسمى صناعة التاريخ و الامجاد على المقاس وطمس حقائق التاريخ  التي لم تعجب بعض افراد ال الامير و لكن ابن الامير محمد باشا اراد ان يكتب تاريخ والده بسلبياته واجابياته وهو ما اثار عداوة بعض اخوته واتباعهم 

فقد جرى خلاف بين الفريق محمد وبعضِ إخوته وأقاربه، ايضامباشرة بعد وفاة الامير عبد القادر سنة 1883م فمنهم من اعلن ولائه الى الدولة الفرنسية ومنهم من اعلن ولائه الى الدولة العثمانية ومنهم  الفريق محمد  باشا و الذي شرح تلك الخلافات العائلية في الجزء الثاني من السيرة القلمية لـ تحفة الزائر  قائلا (اجتمعوا للمذاكرة فيمن يجمع أمرهم،ويلم شعثهم،ولأول وهلة اتفقت كلمتهم عليّ،ووجهوا الرئاسة إليَّ ، وأظهروا لي طاعتهم).

بعد ان اتفق ابناء الامير عبد القادر على ان اخوهم الاكبر محمد باش هو من يمثلهم قام هذا الاخير بارسال بيعة ال الامير عبد القادر للدولة العثمانية باسمهم جميعا لكن بعض اخوته وابنائهم رفضوا التبعية للعثمانيين وفضلوا التبعية لفرنسا و يتضح هذا في قوله في نفس:

"وبينما أنا أنتظر الفرج،والخروج مما وقعنا فيه من الحرج،إذ انتقض بعض أولئك الإخوة عليّ ، وفوقوا ـ صوبوا ـ سهام العداوة إليَّ ، وأظهروا الخروج عن تبعيتهم للدولة العثمانية،وعدلوا عنها إلى الدولة الفرنسية،وأصبحنا على غير ما أمسينا عليه".انتهى كلام تحفة الزئر

يقول الدكتور سعد الله  في كتاب:" أبحاث وآراء في التاريخ" الصفحة ( 119 ) من المجلد الثاني ، المقطع الثالث ، السطر الرابع ، على وجه التعميم:

" كانت أسرة الأمير نهبَ الرياحِ تتجاذبُها خيوطُ السياسةِ؛ تارةً نحو فرنسا، وتارةً نحو الدولة العثمانية، وتارةً نحو التيار العربي القومي "














samedi 2 novembre 2024

هل مفجري الثورة الجزائرية اغلبهم من مدارس جمعية العلماء ؟؟؟

 

هل مفجري الثورة اغلبهم من مدارس جمعية العلماء ؟؟؟

يتحجج الباديسيون هذه الايام بكون أغلب مفجري الثورة من خريجي مدارس جمعية العلماء ، أرجو أن ترد عليهم بتبيان ان خريجي اي مدرسة لا يعني تبني أفكارها

اصحاب التيار البانديسي اللانفمبري لا يقولون للناس ان زمن الاحتلال لم يكن امام الناس سوى اتجاهين الاول اما الذاهب الى المدارس الفرنسية وهي لم تكن متوفرة الا  لابناء الجزائريين العاملين في الادارات الفرنسية واما الذهاب الى مدارس جمعية العلماء المسلمين التي اقرتها الادراة الفرنسية وكان التعليم فيها عربي لهذا كان بديهي ان كثير من ابناء الجزائريين يذهبون الى مدارس جمعية العلماء كفرصة وحيدة لا يملكون غيرها وهذا لا يعني انهم يحملون نفس افكار جمعية العلماء كان اغلب الطلاب يريد فرصة للتعلم وفقط حتى اننا وجدنا ذلك الزمان ان اغلب الفتيات في مدارس جمعية العلماء لا يلبسون الحجاب بل كان مظهرهم مثل الاروبيين

في الصورة التالية نجد بنات جزائريات من تلمسان  في صورة مع البشير الابراهيمي  يدرسون في مدرسة جمعية العلماء

مقتبس من كتاب مذكرات محمد خير الدين رئيس سابق لجمعية العلماء الجزائريين





هذا الادعات القومجية العروبية و سرقة امجاد الثورة صدق فيهم كلام احد الزملاء '' الباحث مصطفى صامت'' قائلا لقد قاموا بتخدير عقولنا بأيديولوجية العربوإسلامية الشفونية المنغلقة وعلمونا أن ثورتنا كانت ثورة دينية مقدسة حتى صارت عقولنا ترفض فكرة مجاهدة غير محجبة فما بالك إذا كانت يهودية وشيوعية أو مسيحية ؟

لقد أحاطوا هالة القداسة على جمعية العلماء المسلمين وقيل لنا أنها روح الثورة و ظن البعض أن كلامهم قرآن منزل يكررونه كل حين ولما إكتشفنا النت وتحررت المعرفة من قيود الحكام أدركنا أن هؤلاء الشيوخ عكس الصورة التي رسموها في أذهانينا عبر المدرسة الرسمية وأن زوجة شيخنا إبن باديس لم تكن محجبة مثلها مثل كل المعلمات والطالبات اللواتي كنا يردسنا في مدارس هذه الجمعية المعتمدة من سلطة الاستعمار التي قيل لنا أنها حاربت العربية والاسلام !؟

من جهتنا نقول  أن  كل من يدعي ان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين( يعني الجمعية التي سيطر عليها إبن باديس و الشيخ البشير الإبراهيمي) هي التي بدأت تحضر للثورة و كانت المحطة الروحية للمنادة بإستقلال الجزائر فهذا لا يفقه في تاريخ الجزائر المعاصر شيئا وهو يكتفي بترديد ما أملته عليه المنظومة التربوية التي أسسها الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي مباشرة بعد الإستقلال و يردد ما يزيفه الدكتور لمين بلغيث. إبحثوا في التاريخ الحقيقي لا تاريخ النظام

 

ايضا يجب ان نعلم ان التحاق كثير من الجزائريين بالثورة و باختلاف انتمائاتهم العقائدية و السياسية و الدينية  لا يعني انخراط تلك التوجهات الدينية و السياسية في الثورة باعتبار انه التحاق بقرار وقناعة فردية لعلمكم حتى كثير من الفرنسيين و الاوروبيين  و اليهود التحقوا بالثورة وماتوا في سبيل تحرير الجزائر فهل يجوز القول ان   اليهود و الفرنسيين حرروا الجزائر و التحقوا بالثورة 

لعلمكم المثل يقول الشجرة لا تغطي الغابة و التحاق فرد او بضعة افراد من جمعية العلماء بقرار فردي لا يعني التحاق جمعية العلماء و لا يعني ان مدارس جمعية العلماء هي التي زودت الثورة بالمقاتليل ولا يعني ان تلك المدارس هي التي حرضت على الثورة لاننا نعلم علم اليقين من خلال شهادة المجاهدين و المراجع التاريخية ان مدارس جمعية العلماء كانت من انشاء الاحتلال الفرنسي وتحت رقابته وسيطرته وخاصة مساهمة جمعية العلماء في انشاء المكاتب العربية التي كان الاحتلال الفرنسي يستعملها للسيطرة على الجزائريين 

مثال على مساهمة شيوخ جمعية العلماء في احد المكاتب العربية التي انشاتها فرنسا

بالتعاون مع ابناء جمعية العلماء الجزائريين وهنا نتكلم على مكتب العرب بمنطقة الاغواط والذي تراسه المؤرخ الهلالي (مبارك الميلي) وحضر حفل انشائه مع القادة الفرنسيين وهذا بشهادة مجلة الشهاب ذاته على هذه الواقعة


تكملة الصفحة


وهذه صورة لمكتب العرب بالاغواط الذي كان يعمل فيه مبارك

الميلي الهلالي عضو جمعية العلماء الجزائرية


ان اهم مراكز التعليم العربي  زمن الاحتلال الفرنسي للجزائر و التي كانت في يد جمعية العلماء الجزائريين هي تلك المكاتب العربية كما بيناه سابقا والتي كان الاحتلال الفرنسي  يعتمد عليها ( المكاتب العربية ) لتطوير الاحتلال

و لتقوية تجدرهم في الارض الجزائرية وقد قال في ذلك

السيد (فيكتور فوشار )المدير العام للمصالح الادارية الجزائرية ان المكاتب العربية مهمة جدا في تطوير الغزو والاحتلال الفرنسي للجزائر


لمزيد من المعلومات على المكاتب العربية  وهي جزء من مدارس جمعية العلماء الجزائريين وادوارها السلبية خلال الاحتلال الفرنسي ننصح بقراءة كتاب ( فيكتور فوشار) الصادر سنة 1858م وللتحميله هاكم الرابط التالي

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k5788713d/f4.image.texteImage

ومن ذلك فبعض الطلاب و التلاميذ  من خريجي مدارس الجمعية والذين انخرطوا في جبهة التحرير في بداية 1954 م لا يعني ان جمعية العلماء كهيئة رسمية انخرطت في جبهة التحرير الوطني و الثورة ونحن نعلم ان مع بداية الثورة التحريرية انقسم قادتها و اعضائها الى مجموعة مؤيدة لجبهة التحرير مثل التوفيق المدني و العربي التبسي و 

اخرى معارضة لجبهة التحرير و منهم الابراهيمي و الطيب العقبي و قادة اخرون

كلف رئيس مصر جمال عبد الناصر فتحي الديب برئاسة دائرة الشئون العربية في جهاز الاستخبارات، أما دوره في ربط الثورة الجزائرية بمصر منذ اندلاع كفاحها المسلح من عام 1954 فحكى قصته في كتابه «عبد الناصر وثورة الجزائر»،و ما يهمنا في شهادته التاريخية و باعتبار ان المزور للتاريخ بلغيث من اتباع التيار القومجي العربي و جمعية العلماء المسلمين و التي يزعم الكاذبون انها هي من حضرت و حرضت الشعب الجزائري للثورة حيث شهادة المصري فتحي الديب في كتابه المذكور سابقا تنسف هذه الادعاء الباطل بل تفضح زعماء جمعية العلماء مثل الابراهيمي والورثيلاني المتواجدين في مصر يوم الاول من نوفمبر 1954م و الذين ارادوا ان يسرقوا و ينسبوا الثورة الى اتباعهم و جمعيتهم  ويتكلموا زيفا باسمها فقال عنهم فتحي الديب 

مقتبس من الكتاب

(( من المدهش  و الغريب حقا ان يتوافد على مكتبي مندوبوا وجمعية العلماء لاخطاري بانهم بدؤوا الكفاح متناسين بان احزابهم كانت اول من قاد المعارضة لاي كفاح مسلح واصفة اياه بالتهور و التهوس وتعجبت من هذا التبجح المتطاول على حق المناضلين الحقيقيين و سداجة هؤلاء المندوبين و ادعائهم متصورين اني بعيد عن الصورة وجاهلين لحقيقة دورنا في متابعة تنفيد الكفاح ))



كان فتحي الديب أحد أبرز معاوني الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في قضايا الشئون العربية. يعد الديب من مؤسسي جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1954، حيث كان ضمن ثمانية اختارهم عبد الناصر برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة زكريا محيي الدين، تولوا مهمة إنشاء جهاز المخابرات.و شهادته عن صناع الثورة الحقيقيين و مفجري اول نوفمبر1954 يبدوا و كانها رد مسبق على سراق ومزوري التاريخ امثال لمين  بلغث و كان فتحي الديب كان يحس و يعلم انه سياتي يوم يدعي المزورين من اتباع جمعية العلماء انهم ساهموا في تفجير الثورة