dimanche 19 juillet 2020

الغزوات الامازيغية للاندلس قبل الاسلام

 

الغزوات الامازيغية للاندلس قبل الاسلام:

اخي القارئ هل تعتقد فعلا أن الامازيغ  انتظروا حتى قدوم الاسلام لغزو ايبيريا بقيادة طارق ابن زياد في القرن الثامن ميلادية؟ طبعا هذا ما يروجه المدارس العربواسلاموية في بلادنا  لاجل خلق في عقول ابنائنا تاريخ مجيد لكل ماهو عربو اسلامي خدمة لمشروع و اديلوجية القومية العربية في نفس الوقت لا تجد اي اشارة في مدارسنا ولا مراجعنا عن غزوات الامازيغ لبلاد الاندلس واحتلالها قبل ظهور الاسلام في القرن 7 ميلادي 

لعلمكم هناك تفاصيل نفيسة ومهمة في المراجع الغربية و الغير عربية ،سواء القديمة او الحديثة  تؤكد اولا، مدى غنى المصادر الغربية منذ عصور خلت عن ما تؤرخه عن بلاد المغرب الامازيغي الكبير  من حروب و تاريخ لا يعلم عنه المغاربة شيء لانه طمس عمدا وجهلا

مثال من كتاب Marcus Aurelius : A Biography، هجوم المور الامازيغ على اسبانيا الرومانية سنة 171 ميلادية، الأمر ذكره أحد المؤرخين الرومان و توثق حاليا بأدلة أركيولوجية كنا سنبينه في هذا المقال.

كثيرا ما سمعنا و قرءنا من مؤلفات عربية اسلامية ظهرت في عصر مابعد الطباعة، عن فتح أسلامي عربي مزعوم لأيبيريا، أنطلاقا من المغرب على يد  طارق ابن زياد وجيوشه، اللتي قيل أنها تعمل لصالح  الدولة الأموية ويعتقد الكثير من الناس ان هذا هو اول غزو او احتلال للمغاربة الامازيغ لبلاد الاندلس او كما كانت تسما فنداليا . يبدوا ان المراجع التاريخية و الاركيلوجية تفند اكذوبة ان الغزو الاموي للاندلس هو الاول من نوعه فقد سبقه غزوات واحتلال امازيغي لبلاد الاندلس قبل الاسلام بمئات السنين 

ولهاذا السبب، سنبدأ بأكتشاف  التاريخ المجهول لمغربنا الامازيغي  ماقبل الأسلام، حيث عرف هذه البلاد بعدة تسميات في المراجع الغربية مثل البربر و النوميد و الليبيين و المور ومنها جائت تسمية موريطانيا القيصرية و موريطانيا الطنجية وكلاهما  وجدتا في شمال غرب افريقيا الجزائر و المغرب الاقصى 

يذكر المؤرخون أن المور (المغاربة القدماء)، هاجموا أسبانيا الرومانية ثلاث مرات متتالية امتدت لسنوات حكم الأمبراطور الروماني Hadrian حتى عصر الامبراطور الروماني Marcus Aurelius.

أي تقريبا منذ اغتيال الأمير الامازيغي الموري Lusius Quietus سنة 118م، على يد الامبراطور Hadrian والذي أدى الى اندلاع الثورة المورية بالمغرب الاقصى ضد روما.

وصولا حتى سنة 178م، تاريخ انتهاء أخر حملة  امازيغية مورية على اسبانيا، بهزيمتها على يد فيالق الجيش الروماني للأمبراطور Marcus Aurelius، أي نحن نتحدث عن أزمة مورية رومانية امتدت لحوالي 60سنة.

وفي خصوص غزوات الامازيغ لبلاد الاندلس قبل الاسلام خاصة  في اقليم بايتيكا الروماني Baetica والذي كان يشمل وقتها منطقة الوادي الكبير و جنوبي أسبانيا حاليا كما هو موضح في الصورة.

 نستعرض نقيشة وجدت بمنطقة Cerro del Castillón بأقليم الأندلس بأسبانيا وهي مؤرخة من سنة 177م، وقد جاء في الكتابة اللاتينية عليها، أنها تصف والي موريطانيا الطنجية Vallio Maximian بالمحرر، اللذي حرر أقليم Baetica الأيبيري من الغزو الموري  الامازيغي واللتي تعرف ب حرب المور  Bello Maurorum

النصب،  يذكر أسماء الرومان اللذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب المورية المتتالية على أيبيريا خلال بداية الألفية الأولى، وهو مايشير الى أن دخول المغاربة لأيبيريا كان أمرا شائعا في تلك الفترة.

تجدون هته النقيشة معروضة في متحف Lliria بأقليم Valencia بأسبانيا
هذه النقيشة، تؤكد بما لا يدعو للشك، أن العلاقات  الامازيغية ) او المورية  الرومانية كانت تتأرجح بين السلم الظرفي باتفاقيات و بالحملات المتكررة للموريين على المراكز الرومانية بموريطانيا الطنجية بل وتعدتها حتى أسبانيا لدرجة تدميرها و أخضاعها.

وهذا استدعى تدخل أباطرة روما لأنهاء حالة الثورة وعلى رأسهم الأمبراطور الروماني Hadrian واللذي قدم  للمغرب القديم للقضاء على هته الثورات بل ومهادنة الكونفدراليات القبائلية

صورة

 النقيشة مؤرخة من سنة 177م، وقد جاء في الكتابة اللاتينية عليها، أنها تصف والي موريطانيا الطنجية Vallio Maximian بالمحرر، اللذي حرر أقليم Baetica الأيبيري من الغزو الموري واللتي تعرف ب حرب المور Bello Maurorum.الكلام واضح غزو موري (امازيغي)

 المرجع 

scrizioni per la ricostruzione storica dell'impero romano: da Marco Aurelio

https://books.google.co.ma/books?id=SVFBAwAAQBAJ&pg=PA543&lpg=


اقليم baetica الإسباني الذي نتحدث عنه

ايضا هناك نقيشة التخليد لأنجازات الفيالق العسكرية الرومانية الخاصة بالأمبراطور الروماني Marcus Aurelius في قمع الثورات عبر أرجاء الأمبراطورية الرومانية تارخ للحتلال امازيغي لبلاد الاندلس

أهمية النقيشة، انها تشير لتدخل فيالق الجنرال Lilius Vehilius GalIus Iulianus واللذي قاد حملة عسكرية كبيرة على الموريين سنة171م في أسبانيا، و اللذين كانو قد غزوا ايبيريا سنوات 146-147م، ومكثوا فيها سنين طويلة وتحكموا فيها لبضعة عقود، قبل ان يتم هزيمتهم سنة 171م.

وقد تم وصف هؤلاء الموريين (الامازيغ) ب  الثوار، Mauros Rebelles باللاتينية على النقيشة النصب التاريخي هذا تجدونه في متحف روما بأيطاليا

كلمة الثوار المور واضحة على النقش كما في الصورة التالية في الاطار الاحمر  MOUROS REBELLE

تفاصيل محتوى النقيشة موضح في الصورة التالية

زد على ذلك نقيشات ونصب رومانية مؤرخة من القرن الثاني ميلادية، تتحدث عن أنتصار الرومان على الموريين في أسبانيا الرومانية وخاصة في اقليم بايتيكا الروماني Baetica واللذي كان يشمل وقتها منطقة الوادي الكبير و جنوبي أسبانيا حاليا.

النقش اللاتيني اللذي بين أيدينا، عبارة عن نصب تكريمي لVallius Maximianus والي موريطانيا الطنجية اللذي ساهم في تحرير Baetica من الأحتلال الموري (الامازيغي).

النصب يصف الوالي الروماني بأنه  محرر و مرجع للسلام، ويرجع تاريخ هذا النصب لسنوات

 177-178م، ويفترض انها تعود للحملة الرومانية الثالثة ضد الموريين في اسبانيا.

نقيشة معاهدة السلام بتاريخ 8 مارس سنة 200 ميلادية بمدينة وليلي الأثرية بالمغرب

وهي تعتبر من النقائش النادرة التي تتحدث عن الامبراطور Septimius Severus وتاريخه السياسي
و مقتضى النقيشة يؤرخ لمعاهدة بين حاكم موري محلي وأسمه اليلاسن كزعيم باكاوات موريطانيا الطنجية بل و شملت اسم والده أوريتن أمير قبائل باكاوات المغرب.
الاتفاقية تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الطرفين
تؤرخ المصادر إلى ان سبب الاتفاقية يعود للحملات المورية الباكاوية على غرب الجزائر ووسطها حيث تعرضت للتخريب و الدمار وخاصة في فترة الامبراطور هادريان Hadrian حيث تم تخريب مستعمرة Cartennae الرومانية الواقعة في (تنس بالجزائر)
وذالك راجع لقيام اتحادية فيدرالية بين الباكاوات Baquates و الماسينت Μακανῖται وهي شعوب أمازيغية مغربية محلية و أرخ لهم منذ فترة الملك الموري بطليموس.

الباكاوات Baquates - بقيوة - ابقوين. كانت قبيلة كبيرة ومهمة وقوية لفترات تاريخية- القبيلة تشتت عبر المغرب وأبيد منها الكثير في الصراعات المختلفة وبقي بعضهم لحد الآن في الحسيمة والنواحيواستطاعوا ان يسيطرو على المغرب في القرن الثالث ميلادية كدولة مستقلة ولم تكن علاقاتهم بروما ودية اذ غالبا ماعرفت موريطانيا الطنجية بكونها مقبرة الرومان وهذا ما اضطر أباطرتها لتوقيع اتفاقيات سلام و بنود لأمتيازات تفضيلية وفيديرالية خاصة لصالح الموريين.

نقيشة لاتينية، اخرى  وهي نصب تكريمي للعسكري Lucio Cornelio Potito حيث كان جنديا رومانيا، فقد حياته أثناء الغزو  الامازيغي الموري لأيبيريا في القرن الثاني ميلادية. 

أهمية هذا النصب، أنه يذكر أسماء الرومان اللذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب الامازيغية المتتالية على أيبيريا خلال بداية الألفية الأولى، وهو مايشير الى أن دخول الامازيغ  المغاربة لأيبيريا  وثورتهم على حكام الرومان كان أمرا شائعا في تلك الفترة.
 هته النقيشة معروضة في متحف Lliria بأقليم Valencia بأسبانيا

دليل آخر على صولات الامازيغ المور ما قبل الفترة الإسلاميـة في اقليم بيثيـكا ( الأندلس فيما بعد ) هي معركــة مونـدا Munda ، و هي احدى آخر المعارك و اكثرها حسـما في الصراع الداخلي الروماني بين يوليوس قيصر و بومبي و التي جرت جنوب اسبانيا في مارس 45 قبل الميلاد .. و انتهت بفــوز حاسم لقيــصر مــكنه من تولي الحــكم ..

نجــد إشارة واضــحة لمشاركة الخيالـة الموريين المغاربـة من قـوات الملـك الموري بــوغود الى جانب قيـصر في المعركـة و التفافها حول معسكر بومبي لتتسبب في زعزعـة قواته تكتيكيا ما سيؤدي لانهزامـه ..

, Caesar's cavalry launched a decisive attack which turned the course of the battle. King Bogud of Mauritania and his cavalry, Caesar's allies, attacked the rear of the Pompeian camp. Titus Labienus, commander of the Pompeian cavalry, saw this manoeuvre and moved some troops to intercept them.

The Pompeian army misinterpreted the situation. Already under heavy pressure on both the left (from Legio X) and right wings (the cavalry charge), they thought Labienus was retreating. The Pompeian legions broke their lines and fled in disorder. Although some were able to find refuge within the walls of Munda, many more were killed in the rout. At the end of the battle there were about 30,000 Pompeians dead on the field; losses on Caesar's side were much lighter, only about 1,000.All thirteen standards of the Pompeian legions were captured, a sign of complete disbandment. Titus Labienus died on the field and was granted a burial by Caesar, while Gnaeus and Sextus Pompeius managed to escape from the battlefield.

فيديو توثيقي 

الادلة العلمية الجينية تاكد التواجد الامازيغي في 

الاندلس قبل الاسلام بمئات السنين

توضح دراسة Olalde et al 2019 

The genomic history of the Iberian Peninsula over the past 8000 years

L'histoire génomique de la péninsule ibérique au cours des 8000 dernières années

مصدر الدراسة من مجلة Science العلمية:

الدراسة تخص عن رفات جينوم الأيبيريين القدماء منذ 8 الاف سنة، أن بدايات الاختراق_المغربي_المبكر لايبيريا بدأ تقريبا حوالي4500 سنة مضت في العصر النحاسي، و لكن كان محدودا للغاية ولو انه ترك بصمته حتى العصر البرونزي اي سنة 1932 قبل الميلاد.

 لتعود الدراسة، و تشير بكل وضوح أن بداية الهجرات الأمازيغية الكبرى نحو ايبيريا ستبدأ قبل العصر الروماني وخاصة في الفترة البونيقية لامبراطورية قرطاج البونية.

حيث ستمس بشكل واضح، جنوب ايبيريا وكما هو معلوم، فقد عرفت ايبيريا في العصر البوني تأثرا حضاريا كبيرا بكل ماهو قرطاجي-أمازيغي وكانت تابعة لقرطاج اداريا خاصة في عهد Hamilcar و Hannibal.

 وحتى بعد سقوط قرطاج في يد الرومان، بقيت التوسعات الامازيغية منحصرة بشكل خاص من طرف  الامازيغ  وكانت مدن الوادي الكبير و ساحل ايبيريا الجنوبي تتعرض لاجتياحات سكانية متتالية ترجمت على شكل ثورات وغزوات متتالية قادمة من مملكة_موريطانيا (المغرب القديم) ..

 و قد نقل لنا الرومان تلك الاحداث عن اتفاقياتهم مع ملوك موريطانيا في اجتياح ايبيريا ضد المعادين و المنشقين لروما او في حروبها الاهلية اللتي كانت ايبيريا مسرحا لها، او حروب الرومان ضد الامازيغ المور بما يعرف ب Bello Maurorum

ليسجل بذالك الحضور الامازيغي  الموري المبكر بايبيريا بصمته الجينية اللتي ستشكل نصف سكان ايبيريا طوال المدة الممتدة بين العصر البوني حتى بعد سقوط غرناطة.

ولولا حروب الاسترداد و طرد الموريسكيين (الموريسكي = المغاربي/ الموري الصغير باللغة الكطلانية للتحقير)، لكان الأن الايبيريون بنسبة النصف لهم اصول مغاربية  امازيغية واضحة من الناحية الجينومية، ولكن الأن هم فقط 5% كمعدل عام.

 هذه الفقرة تهم الفترة الإسلامية من الدراسة 


The team also studied genome data from Moorish Spain (AD 711-1492), when parts of the peninsula were under the control of Muslim
emirs of North African origin.


North African influence was present in Iberia from at least the Bronze Age. But the researchers found a dramatic shift in the genetic make
up of people from Moorish-controlled regions after the medieval "Reconquista", when Christian armies seized back control of the peninsula. The conquerors expelled many Muslims, although some were allowed to stay if they converted to Christianity.
While many Moorish individuals analysed in the study seem to have been a
 50:50 mix of North African and Iberian ancestry, North
African ancestry in the peninsula today averages just 5%.



رابط اخر للدراسة جينية تبين التواجد الامازيغي القديم في ايبيريا 

https://www.bbc.com/news/science-environment-47540792?fbclid=IwAR28c9chOSaCmE743-RQMmkOz0x9namhGdf3jenDd7-awYXTWlBDwsagtmI


المراجع 

كتاب: نقائش معاهدات السلام بين الباكاوات الأمازيغ والرومان في موريطانيا الطنجية خلال القرنين الثاني والثالث الميلاديين، الكتاب موجود في النت بصيغة PDF. 

إلى جانب الكتاب المصدر اللاتيني اiscrizioni per la ricostruzione storica dell'impero romano: da Marco Aurelio

Encyclopédie Berbère - Bocchus. Retrieved .

Duane W Roller; The World of Juba II and Kleopatra Selene: Royal Scholarship on Rome's African Frontier - page: 57 Theodore Ayrault Dodge, Caesar, a History of the Art of War among the Romans Down to the End of the Roman Empire, with a Detailed Account of the Campaigns of Caius Julius Caesar. Volume 2, Biblo and Tannen, New York, 1963, p.639. John Hazel, Who's Who in the Roman World, Routledge, London, 2001, p.38. Richard D. Weigel, Lepidus: The Tarnished Triumvir, Routledge, New York, 1992, p.28.

2 commentaires:

  1. مشكور على مجهودكم الثمين وفقكم الله

    RépondreSupprimer
  2. لم تقولوا شيئا مبهرا .. من البديهي أن هناك غزوات وحروب قبل الإسلام انطلقت نحو إيبيريا من المغرب ، منطقتان لا يفصل بينهما إلا بحر ومضيق هذا أمر طبيعي جدا ، مثل انتقال حنبعل إلى إسبانيا ، والعكس صحيح حدثت غارات وهجمات من إيبريا على المغرب ، أمر عادي معروف الأسباب
    الفرق أن الفتح الإسلامي الأخير كان الفتح الحاسم بينما تتحدثون عن غارات عابرة على مدينة أو ما شابه
    حتى الفايكنغ كانوا يفعلون ذلك ليس بالشيء العظيم جدا

    RépondreSupprimer