vendredi 24 mai 2019

اول من دخل الاندلس ليس طارق ابن زياد و موسى بن نصير


اول من دخل الاندلس ليس طارق ابن زياد و موسى بن نصير وصلها المسلمين 60 سنة قبلهم

 

 هذا الموضوع هو تصحيح فكرة شائعة ان طارق ابن زياد  الامازيغي  هو اول من دخل الاندلس سنة 91 للهجرة و الحقيقة ان المسلمين من جزيرة العرب  زمن عثمان بن عفان تاريخيا و حسب الاثار  دخلت فرقة منهم الى الاندلس و استوطنت في احدى مدنها الساحلية  اسمها الان شاطبة في اقليم فالونسيا ماتوا اوقتلوا فيها حيث ذكر هذه الحادثة المؤرخ الطبري و ايضا ذكرها بعده المؤرخ ابن عذارى المراكشي الذي قال ان تاريخ اول من دخل الاندلس فيه ثلاث اراء اولهم يقول ان شخصيتين من زمن الخليفة عثمان بن عفان اسمهم عبد الله بن نافع و عبد الله بن الحصين الفهريين  سنة 27 هجري اي قبل طارق بن زياد بـ 60 سنة اذا تاريخيا هم اول من دخل بلاد الاندلس من المسلمين 



وعلى عكس شمال افريقيا، فأننا نعلم ان تحول الأندلس للاسلام الرسمي كان أسرع من ذاك في بلدان المغرب الامازيغي الكبير، وخاصة انها كانت مسرحا لصراعات الأريوسية ضد كنائس روما و القسطنطينة، و من المعروف ان عقيدة الاريوسية تدعوا الى توحيد الرب واعتبار المسيح عيسى عليه السلام رسول بشري وليس اله و هي نفس عقيدة الاسلام وربما هذا ما جعل اهل الاندلس يتقبلون وجود مسلمين قبل غزوات طارق ابن زياد و موسى بن نصير في 91 من الهجرة وهذا  المعطيلت دفعت بعض الباحثين في سباق لأكتشاف مساجد أريوسية توحيدية على غرار ما اكتشف في المغرب كمسجد ليكسوس المؤرخ بين القرنين 4م و5م.
و يبدوا من خلال اخر الاكتشافات الاركيلوحية ان نظرية دخول الاسلام و المسلمين الى بلاد الاندلس قبل غزوات طارق وموسى  صحيحة

فقد اكتشف اثار قبور في مدينة شاطبة الاسباني Xàtiva  بمقاطعة فالونسيا الكتالانية عليها شواهد لرجل اسمه الفهري وكتب سنة 27 هجري الموافق لسنة 648 ميلادي  ويبدوا ان هذه هي اول محاولة ادخال الاسلام الى الاندلس

هذا الشاهد القبري اكنشفه ودرسه الباحث الاركيلوجي سالفدور جافير بالاستعانة باحد الباحثين الجزائريين سنة 2004

Salvador Jàfer

صورة شاهد القبر الاندلسي 

ما يثير الصدمة و الدهشة هو تطابق الشاهد القبري مع كتاب ابن عذاري بشكل دقيق في تحديد السنة السابعة و العشرون للهجرة

رابط للاطلاع على الشاهد القبري الاندلسي مع امكانية تكبير الصورة لقراءة النص بوضوح

https://salvadorjafer.net/imatges/islam/andalus/xativa.jpg

 

[1] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَآيُها النَّاسُ إنَّ وَعْدَ /

[2] اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيا وَلا يَغُرَّ /

[3] نَكُمُ بِاللهِ الغَرُورُ هَذَا قَبْرُ أَحْمَدٍ بنِ فِهْرِ /

[4] يٍ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ يَشْهَدُ أن لا إلَهَ إلاَّ /

[ 5] اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لاهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ /

[6] وَرَسولُهُ أرْسَلَهُ بِالهُدا وَدينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ /

[7] عَلى الدِينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ يَومً /

[8] وَعِشْرينَ مِن جُمادا الاُولا مِن سَنَةٍ سَبَعَةٍ وَعِشْرينَ /

 

هذه الحقيقة  التي غابت عن أذهاننا  او غيبت عمدا من قبل لصوص التاريخ من مؤرخي بني امية هي تبين  الفرق بين الوجود الإسلامي  في الاندلس و بين الغزو و الاحتلال لبلاد الاندلس زمن الحكم الاموي على يد طارق بن زياد و موسى بن نصير هذا التكتيم واغفال دور عثمان بن عفان في الاندلس كان مرده لجعل الفضل يعود للوليد بن عبد الملك وتسجله كمزية للامويين بدل الخلفاء الراشدين  وهذا ياكد ايضا ان الرسول محمد عليه الصلاة و السلام ومن بعده الخلفاء الراشدين الاربعة رضي الله عنهم جميعا كانوا يرسلون   فرق الدعاة الى كل بقاع الارض   ومنهج الدعوة الى الاسلام كان بطريقة سلمية والله اعلم.

هذا وينبغي التنبيه ان كثير من المؤرخين قديما واكثرهم من اتباع بني امية ارادوا نفي قصة المسلمين في الاندلس ودخولها زمن عثمان بن عفان وهذا لينسبوا هذا الشرف حسب تصورهم الى بني امية و كما قلنا عصابة بني امية معروفة بسرقة امجاد و بطولات غيرهم و التاريخ الذي كتب في زمنهم كله كتب على اهوائهم ورغباتهم لهذا يجب قراءة كتب العرب القديمة بحذر و مقارنتها بالمعطيات التاريخية الاخرى و بالمعطيات الاركيلوجية

مثلا المؤرخ المقري التلمساني صاحب كتاب نفح الطيب لم يقبل حديث نبوي في فضل عثمان بن عفان في فتح الاندلس ذلك الحديث الذي رواه عمر بن سيف المتوفي سنة 180 هجرية و هذا الراوي هو من نقل عنه المؤرخ الطبري قصة دخول المسلمين الاندلس يقيادة الفهريين زمن عثمان بن عفان

وهذا الحديث المنسوب لعثمان ذكره ايضا المؤرخان الاندلسيان ابن بشكوال وابن سعيد المغربي لكن المقري النلمساني واخرون بالغوا في نفي دخول الاندلس زمن عثمان بن عفان

صورة من كتاب المقري التلمساني

 


للاستزادة في هذا الموضوع هاكم روابط من مقالات اسبانية مع ميزة الترجمة الى الفرنسية

رابط 1

مكتشف الشاهد القبري Salvador Jàfer

https://salvadorjafer.net/xarqand/historia/xativa04.htm

رابط 2 تاكيد في تحقيق ثاني من الباحث الاركيلوجي سالفدور خافير ان سنة الشاهد القبري هي 27 هجري

http://salvadorjafer.net/xarqand/historia/reflexxativa.htm


تعليق على الموضوع 

يفتخر المسلمين عامة عربهم و امازيغهم بفتح الاندلس على يد طارق ابن زياد و موسى بن نصير الاول دخلها في 91 للهجرة و الثاني في 92 للهجرة و في ايامنا هذه يتباكى القوميون العروبيون و الاسلاميون اعداء الاسلام عن فقدان ارض الاندلس كانها ارض ملك لاجدادهم العرب و الامازيغ و الحقيقة ان الغزو العربي الامازيغي زمن طارق بن زياد سنة 91 للهجرة ماهو الا جريمة في حق الاسلام و الانسانية لانه سرعان ما تحولت اهدافه من نشر الاسلام و تعليم السكان الاصليين الاسبان عقيدة التوحيد و مبادئ الرحمة التي ينص عليها القرءان الكريم كل هذا تحول مباشرة بعد دخول موسى بن نصير ومن معه من جنود عرب بني امية الى احتلال الاراضي ونهب الاموال و سبي النساء و الاطفال و المستضعفين طرد السكان الاصليين نعم انه غزو واحتلال وليس فتح انه مشروع نشر العربان بدل نشر الاسلام و لهذا فشل هذا المشروع في اخر الامر لانه استهدف دخول اراضي الاسبانيين و ليس دخول قلوبهم و جلبهم الى الاسلام و شريعته السمحة البريئة من جريمة غزو اراضي غير المسلمين  الذين لم يبادروا بحرب المسلمين قال تعالى

 لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة -8-.1-  قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا  إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة -190

عن أبي عبدالله (ع) عن رسول الله (ص) قال: (إن أعق الناس على الله تعالى من قتل غير قاتله ومن ضرب من لم يضربه)

قال تعالى:

 

﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256﴾(سورة البقرة)

 

﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272﴾( سورة البقرة )

 

﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56﴾( سورة القصص)

 

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)

وقوله تعالى: (إِلّا الّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواقَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَسَلّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَاجَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا) النساء -90-.

 

 وقوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال -61-.

 

نَعم  هذه الآيات ، كل منها تَنُصُّ على أنه لا يجوز لأي كيان إسلامي أن يقاتل الا الكفار المحاربين للمسلمين، ولا يجوز قتال أي كافر آخرواحتلال ارضه

 أخرج البخاري في " صحيحه " ( 12 / 219 – فتح ) ( ح 6882 ) قال : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبى حسين ، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبغض الناس إلى الله ثلاثة : مُلْحِد في الحرم ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومُطْلِب دم امرئ بغير حق ليهرق دمه

إن تعاليم الدين الاسلامي ترفض تماماً الأفعال التي هي على النقيض من جوهر الدين مثل التي قام بها امراء بني امية من غزو دموي لبلاد الامازيغ  وبلاد الاندلس  والتي تعتبر ارهاب بالمفهوم الحالي لا علاقة له بالجهاد الشرعي. 

الفتح الإسلامي هو ما حصل في شرق ايران و تركيا و ماليزيا و اندونيسيا و باكيستان و افغانستان... حيث انتشر الاسلام من خلال العلماء  العرب والعجم المخلصين في الدعوة الى دين الله ومن خلال التجار والمسافرين إلى تلك الأقطار البعيدة نسمي ذلك الانتشار للإسلام بالفتوحات الإسلامية لأنها فتحت قلوب الناس على التوحيد ولهذا استقر الاسلام في قلوبهم الى يومنا هذا ولم تفتح أعراض الناس وتقتل آبائهم وتسبى نسائهم وتسترق أطفالهم وتحتل ارضهم كما حدث في بلاد الاندلس و بسبب هذا التصرفات خرج الاسلام من الاندلس كما يقول الشاعر العربي (على نفسها جنت براقش) 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire