mercredi 14 novembre 2018

امازيغ الزواوة ياسسون جمعية العلماء و ابن باديس و فرنسا يخطفونها.


امازيغ الزواوة ياسسون جمعية العلماء  و ابن باديس و فرنسا يخطفونها.


 يقول المفكر جورج كارلين لا تعلموا أطفالكم القراءة فقط بل علموهم أن يضعوا كل ما يقرؤونه موضع تساؤل وشك
وهذا ما ينطبق على كل مؤلفات اشباه المؤرخين من طائفة القوميين المستعربين في شمال افريقيا وفي الجزائر خاصة و حقيقة انشاء جمعية العلماء الجزائريين من قبل امازيغ زواوة وليس ابن باديس واصبح من الضرورة مراجعة الأحداث التاريخية، وعدم التسليم لكل ما يذكره المؤرخون، العروبيون  وكأنه حقيقة مقدسة لا يجوز المساس بها، وخاصة إذا استلم زمام كتابة التاريخ طرف واحد له صلة بالجهة التي يكتب عنها


جمعية العلماء المسلمين الجزائريين  الزواوية ام جمعية الاخاء العلمي الباديسية؟


كثير من الناس يعتقدون ان ابن باديس هو مؤسس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931م  حسب ما يروجه القوميين المستعربين في الجزائر واتباع جماعة الباديسية في الجزائر على سبيل المثال ما ينشره موقع عبد الحميد ابن باديس التابع لجمعية العلماء الجزائريين 

 وهذا تاريخيا غير صحيح  ويعتبر سرقة لتاريخ وامجاد رجال امازيغ الزواوة الذين هم من اسسوا الجمعية و ابن باديس لم يكن وراء فكرة  تاسيس جمعية العلماء المسلمين  كما سنكتشفه في هذا المقال بل وراء تاسيس جمعية اسمها جمعية الإخاء العلمي  وهذا سنة 1924م وهي جمعية تخص فقط علماء اصلاحيين تابعين لابن باديس في قسنطينة و الشرق الجزائري و لم يكن طابعها وطني بل كانت جمعية جهوية محدودة ولم يتمكن ابن باديس من الحصول على اعتماد رسمي لها وبقية غير قانونية 
انظر كتاب الصراع بين السنة و البدعة كتاب الشيخ  الامام أحمد حماني رحمه الله: 

رابط الكتاب

https://books.google.dz/books?id=wBFLCwAAQBAJ


 كثير من القوميين المستعربين الباديسيين في الجزائر يروجون كذبا وجهلا ان ابن باديس فكر في انشاء جمعية العلماء المسلمين بهذا الاسم الرسمي سنة 1924م وقبل تاسيسها سنة 1931م طبعا هذا كذب و مغالطة مفضوحة و تدليس على القراء لعلمكم
الشيخ ابن باديس وصديقه الشيخ الإبراهيمي فكرا في عام 1924 في إنشاء جمعية تجمع كل علماء الشرق الجزائري ويكون مركزها في قسنطينة.  تم الاتفاق على تسميتها جمعية الاخاء العلمي وتكفل الشيخ الإبراهيمي بوضع قانونها الأساسي بناء على خبرته التي اكتسبها خلال إقامته في المشرق العربي واتصاله بالجمعيات العلمية والدينية في الشام والحجاز وعليه فجماعة ابن باديس لم تفكر في تاسيس جمعية وطنية بل جمعية جهوية (الشرق الجزائري) و التي فشل في اصدار اعتماد رسمي لها وبقية تعمل في اطار غير قانوني

في كتاب الكفاح القومي و السياسي للمؤرخ عبد الرحمان بن ابراهيم بن عقون وهو شاهد عيان وعضو في المجلس الاسلامي الاعلى لاكد لنا ان ابن باديس لم يفكر في تاسيس جمعية  و طنية باسم جمعية اللعلماء المسلمين الجزائريين كما هي معروفة رسميا بل فكر في جمعية جهوية اسمها كما سبق ذكره جمعية الاخاء العلمي فلهذا نذكر القوميين المستعربين الباديسيين كفاكم من الخلط بين الاسمين وبين الفكرتين
و التلاعب بعقول من لا يفقهون تفاصيل التاريخ 





وهذا ما اكده كتاب اثار البشير الابراهيمي الجزء الاول صفحة 188
رابط الكتاب


للعلم تعتبر  جريدة “الشهاب” من أبرز الجرائد التي ظهرت في العشرينيات، أصدرها ابن باديس بقسنطينة في عام 1925 وهي لسان حال جماعة ابن باديس  وقد ورد فيها عدة ادلة ومقالات صادرة عن ابن باديس وبقلمه تبين انه لم يكن المؤسس الحقيقي لجمعية العلماء  بل اسسها شخصية امازيغية زواوية تم طمس تاريخها عمدا من قبل القوميين العروبيين الباديسيين بسبب انه انسحب من جمعية العلماء بعد تاسيسها بسنة حيث تم تختطافها من الباديسيين باعانة شرطة الاحتلال الفرنسي كما ستكتشفونه لاحقا في هذا الموضوع


اذن من كان وراء تاسيس جمعية العلماء الجزائريين؟؟

وربما ستصدمون عندما تعلمون ان المؤسس الرسمي و الفعلي هو شخصية زواوية من منطقة القبايل اسمه الشيخ عمر اسماعيل الزواوي من منطقة القبايل المولود سنة 1885م و المتوفي سنة 1961 م وكان يسكن منطقة القصبة في العاصمة الجزائر هذه الشخصية القبايلية الزواوية هي التي كانت وراء تاسيس جمعية العلماء وليس ابن باديس كما يروج له وهي الحقيقة التاريخية المخفية عمدا عن الجزائريين وهذا لان عمر اسماعيل و كثير من علماء الجزائر المؤسسين لجمعية العلماء انسحبوا منها مباشرة بعد سنة من تاسيسها  وهذا في المؤتمر الثاني لها سنة 1832م بعد وقوع صراع و خلاف كبير بين علماءها الاوائل وادى الى انفراد ابن باديس واتباعه باعانة من الشرطة الفرنسية حسث تم خطف الجمعية من مؤسسيها الحقيقيين و لهذا نقول ان جمعية العلماء المسلمين بين سنة 1931م الى 1932م تختلف جدريا وفكريا عن جمعية العلماء بعد 1932م  الى يومنا هذا 2020م
قبل ان ندخل في تفاصيل الموضوع تعرفوا صورة الشيخ  عمر اسماعيل الزواوي

صورة الشيخ  عمر اسماعيل الزواوي في سنة 1931م قبل اختطافها كليا من الباديسيين 
توفي الشيخ عمر اسماعيل سنة 1967م وقد ذكرته جريدة لوماند الفرنسية وذكرت انه من اصول منطقة امازيغ القبايل في الجزائر و انه مؤسس جمعية العلماء الجزائريين 
https://www.lemonde.fr/archives/article/1961/09/07/mort-du-fondateur-de-l-association-des-oulemas_2274630_1819218.html


خلال العشرينيات من القرن الماضي ظهر صراع فقهي ديني كبير بين جماعة الاصلاحيين بزعامة ابن باديس و الطيب العقبي و الابراهيمي الذين رجعوا من بلاد السعودية بعد اعوام طوال قضوها هناك تعلموا فيها الفكر الوهابي الذي يعتمد على محاربة الطرق الغير سنية مثل الصوفية وغيرها و هذا خلق في الجزائر صراع كبير بين الاصلاحيين و الطرقيين الصوفيين
زاد الجو العام في الجزائر قلقا احتفال فرنسا في كل مناطق الجزائر بمرور مئة سنة على احتلال الجزائر و اصبح الفرنسيون يعتقدون انهم وضعوا ارجلهم الى الابد في بلادنا
في هذا الجو ظهر الشيخ عمر اسماعيل الزواوي ليقترح فكرة تاسيس جمعية تجمع كل علماء الجزائر بمختلف مذاهبهم تحت اسم جمعية العلماء لمحاربة فرنسة الشعب الجزائري و توحيد الصف بين مختلف علماء الجزائر باختلاف توجهاتهم المذهبية و الفكرية
استطاع الشيخ عمر اسماعيل من خلال جولته في البلدان العربية و المشرقية  وفي الجزائر اقناع كثير من العلماء الجزائريين  الذين كانوا استقرا  وهاجروا في بلاد المشرق العربي خاصة في مكة و المدينة ومنهم ابن باديس و البشير الابراهيمي بالعودة و انشاء جمعية ومدارس تعليم الدين الاسلامي و النهوض بالمستوى الثقافي و الخلقي للجزائريين وتوحيد علماء الجزائر في جمعية تضم الجميع بمختلف توجهاتهم العقائدية و الطائفية ووهذا لمواجهة ظاهرة فرنسة الشعب الجزائري

انظر كتاب الكفاح القوي و السياسي لعبد الرحمان بن عقون وهو شاهد عيان



كان الشيخ عمر اسماعيل الزواوي  هو المؤسس الفعلي لجمعية العلماء سنة 1931م وهذا باعتراف النصوص التاريخية مثل جريدة الشهاب لسان حال جمعية العلماء و ايضا جريدة البلاغ الصادرة سنة 1931م و شهادة المؤرخين الجزائريين مثل توفيق المدني  المولود سنة 1898م و هو عضو مؤسس لجمعية العلماء يعتبر شاهد عيان
حيث يقول أحمد توفيق المدني، حياة كفاح، ج 2،، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،الجزائر، 1977، ص 174.175.
ان من اسس فكرة جمعية العلماء هم اربعة اشخاص لا خامس لهما وهم الشيخ عمر اسماعيل و الشيخ محمد العاصمي  عالم واديب جزائري و الشاعر البسكري محمد عبابسة و المؤرخ توفيق المدني و هذا عند اجتماع الاربعة في مقهى في العاصمة الجزائر لتبادل الافكار فاقترح عليهم محمد العاصمي اسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتكون جمعية تضم وتجمع جميع الجزائريين سواء علماء الدين او علماء التاريخ و الادب و غيرهم المهم ان يكونوا من الجزائريين المسلمين
وفي هذا الاجتماع اقترح محمد اسماعيل الزواوي مبلغ 1000 فرنك فرنسي كهدية لمن يعين و يسهل الامور الادارية لتاسيس هذه الجمعية واقترح توفيق المدني ان يتم نشر هذا الكلام و المكافئة في جريدة الشهاب التي انشاها عبد الحميد ابن باديس سنة 1925م والتابعة لجمعيتهم الاخاء العلمي و كانت  الشهاب مشهورة و لها متابعين و النشر فيها   ليعلم الناس  بمشروع انشاء جمعية العلماء الجزائرين
نشر هذا الاعلان عن انشاء جمعية العلماء في جريدة الشهاب  الباديسية و ايضا في جريدة البلاغ الصادرة في شهر فيفري 1931م و اكدت هذه الجريدة ان اصحاب فكرة التاسيس هم مجموعة من العاصمة ولم يتم ذكر اسم صاحب المبادرة الشيخ اسماعيل الزواوي وهذا بطلب منه كما سنكتشفه لاحقا  وذكرت جريدة البلاغ مكافئة الف فرنك فرنسي لمن يعين على تاسيسها

صورة من جريدة البلاغ فيفري 1931م
رابط تحميل مجموعة من جريدة البلاغ على شكل ملف مضغوط




التقى الشيخ عمر اسماعيل بابن باديس في العاصمة الجزائر ليعرض عليه الفكرة و طرق تنفيدها فوافق ابن باديس على فكرة جمعية العلماء الجزائريين الجامعة لكل العلماء بمختلف مشاربهم ووافق على  نشر اعلان في جريدة الشهاب حيث اتفق عمر اسماعيل مع بن باديس على اخفاء اسم صاحب فكرة جمعية العلماء  حيث نشر ابن باديس هذا الاعلان في جريدة الشهاب شهر فيفري سنة 1931 م و اكد فيه ان صاحب فكرة انشاء جمعية العلماء هو شخص من الجزائر العاصمة من القيورين على الاسلام و الامة الجزائرية  ذكر بن باديس هذا في مقال بعنوان (هل من حازم يوفق في تاسيس جمعية العلماء الصفحة 53
صورة جريدة الشهاب لشهر فيفري سنة 1931م
رابط جريدة الشهاب الباديسية لسنة 1931م
https://www.mimham.net/tan-2707-52



وهاكم دليل قاطع اخر وهو الاعتراف الصريح لابن باديس كون عمر اسماعيل الزواوي  هو النواة الاولى  و الصادر في خطابه الرئيسي بعد تاسيس الرسمي للجمعية في 5 ماي 1931 م والتي  اكد فيه ان فكرت في تاسيس  هي لعمر اسماعيل تم نشر تفاصيل هذا الخطاب في جريدة البلاغ بتاريخ 29 ماي  لسنة 1931م 


في جريدة البصائر وهي لسان حلب الباديسيين  عدد 14317 تاريخ 6 ماي 1955م

في مقال عنوانه (جمعية العلماء تستقبل سنتها الخامس و العشرون) تاكد ايضا ان مجموعة من اربعة افراد يتزعمهم الشيخ عمر اسماعيل الزواوي هم اصحاب فكرة انشاء جمعية العلماء وليس عبد الحميد بن باديس كما يروج له مزوري التاريخ وسارقي امجاد وجهد الغير
رابط تحميل جريدة البصائر 1955م


 عزيزي القارئ كل هذا   التفاصيل عن حقيقة مؤسس جمعية العلماء الشيخ عمر اسماعيل الزواوي موثقة ايضا  في كتاب الكفاح القومي و السياسي للمؤرخ عبد الرحمان بن ابراهيم بن عقون وهو شاهد عيان وعضو في المجلس الاسلامي الاعلى





بعد نشر فكرة انشاء جمعية العلماء الجزائريين في الشهاب لاقت تاييد كثير من العلماء الجزائريين ومنهم ابن باديس وقاموا بمراسلة مجموعة الاربعة  التي يتراسها الشيخ عمر اسماعيل الزواوي لمزيد من التفسير و للتعرف على اهداف الجمعية ذكر ذلك المؤرخ
حمزة بوكوشة  في جريدة البصائر عدد 14317 تاريخ 6 ماي 1955م

في مقال عنوانه (جمعية العلماء تستقبل سنتها الخامس و العشرون)
رابط الجريدة 
https://archive.org/stream/ElBassarDZ/El-Bassar_DZ_Part_2-8#mode/1up




عبد الحميد بن باديس يعترف رسميا بعمر اسماعيل كمؤسس لجمعية العلماء


قبل الاجتماع الرسمي  لجمعية العلماء بتاريخ 5 ماي 1931م وقبل حصولها على الاعتماد القانوني قامت لجنة الاربعة المذكورة سابقا برئاسة عمر اسماعيل الزواري بتعيين رئيس مؤقت لجمعية العلماء وهو السيد ابو يعلى الزواوي و الذي اشرف على اجتماع العلماء في عشية  5 ماي 1931 لانتخاب الاعضاء الرسميين في الجمعية و قد قدم ابن باديس الذي اختير رئيسا لجمعية العلماء خطاب بمناسبة تاسيس الجمعية اعترف فيه بفضل و جهود عمر اسماعيل في تاسيس جمعية العلماء الجزائريين وقد ورد هذا الخطاب في جريدة الشهاب الباديسية الجزء السادس المجلد السابع من شهر صفر 1350 هجري
نجد نص الخطاب في كتاب الكفاح القومي السياسي للمؤرخ بن عقون الصفحة 192 و 193


بعد اجتماع و تاسيس جمعية العلماء الجزائريين بتاريخ 5 ماي 1931م و برئاسة ابن باديس اجتمع اعضائها مرة اخرى يوم 15 ماي 1931م و اخذوا صورة جماعية لهم تم نشرها في جريدة البلاغ لسنة 1931م وتم ذكر كل عنصر في الصورة و صفته حيث ذكرت البلاغ ان في الصورة عمر اسماعيل واصفتا  له كمؤسس جمعية العلماء و ليس ابن باديس

انظر جريدة البلاغ العدد  15 ماي 1931م

قصة اختطاف ابن باديس وفرنسا لجمعية العلماء

بعد كل هذه المجهودات المادية و المعنوية من قبل عمر اسماعيل الزواوي الذي اراد لم شمل كل علماء الجزائر بمختلف توجهاتهم الفكرية و المذهبية تعالوا  نتعرف كيف تم اختطاف هذه الجمعية من قبل ابن باديس رحمه الله و جماعته سنة 1932م  وباعانة من الشرطة الفرنسية فمن هذا التاريخ  سنة 1932م تم تحويلها عن اهدافها ومسارها الاول الجامع لكل العلماء الجزائريين بمختلف معتقدابهم و تم تغييرها الى جمعية ذات فكر (وهابي) و الاخطر من ذلك اعتمادها لاديلوجية القومية العربية و التي كانت تهدف الى طمس الهوية الامازيغية للجزائريين و ابادة اللسان الامازيغي الذي اعتبروه ضرة للسان العربي كما هو موثق في صحف الجمعية
نعم عزيزي القارئ منذ سنة 1932م و جمعية العلماء مختطفة الى يومنا هذا من قبل عناصر قومجية عروبية لا تقبل اي مخالف لمنهجها بين صفوفهم كانت جمعية العلماء الجزائرين في بدايتها تضم كل علماء الجزائر بمختلف مدارسهم و طوائفهم وعقائدهم من اباضيين ومن رجال الزوايا الصوفيين ومن علماء اصلاحيين كما كان يطلق عليهم (الوهابيين)
للاسف بعد سنة واحدة من تاسيسها  اي سنة 1932م  خلال المؤتمر الثاني تم اختطاف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من قبل ابن باديس و اتباعه و اصبحت تضم فقط عناصر ما يسمى الاصلاحيين وكان يطلق عليهم اسم الوهابيين نسبة الى اعتمادهم للمنهج الوهابي الذي ظهر في السعودية
لقد كان من أولى منجزات الفترة التي ولي فيها ابن باديس قيادة جمعية العلماء استبعاد المحافظين من الجمعية، والذين يشملون خصوصا على رجال الطرق الصوفية، و كل العلماء من الفكر المخالف  والذين كانوا يشكلون جزءا مهما من الجمعية عند تأسيسها.
كما ذكرهذا الامام  محمد الصالح آيت علجت فقد ذكر مختصرا ما حدث في ذلك الوقت خلال الاجتناع الذي وقع سنة بعد تاسيس الجمعية وعن أسباب اتفجار الجمعية واختطافها من قبل الباديسين باعانة الشرطة الفرنسية
، فقال: (كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تضم اتجاهين في تشكيلتها: المحافظون والإصلاحيون، فالمحافظون هم المنتمون إلى شيوخ الزوايا والمرابطين والعلماء الذين لم يتأثروا بالحركة النجدية الوهابية التي كان للكثير من علماء الاتجاه الإصلاحي اتصالٌ بها حين وجودهم في الحجاز كالشيوخ السادة: ابن باديس والعقبي والإبراهيمي، زعماء حركة التجديد الذي لم يقبله العلماء المحافظون، فكانت بين الاتجاهين هجومات متبادلة عبر التجمعات والندوات وفي الصحف.
وبإنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931، التزم الفريقان بالكف عن النزاع والمجادلة في المسائل الخلافية وإحلال الوئام والصفاء اللذان لم يستمرا أكثر من سنة لتعود تلك الصراعات المذهبية والخوض في الجزئيات والبحث عن الأسباب المثيرة للجدل بين الفريقين، ما جعل الخلاف بينهما يستفحل، ويليه استدعاء الشيخ عبد الحميد بن باديس للشرطة للتدخل على أثر الانقسام العلني الذي حدث في جلسة الجمعية بتاريخ 24 – 05 – 1932، ليخرج المحافظون (الطرقيون)   على أثر هذا الاجتماع من الجمعية )

 لتصبح من ذلك التاريخ جمعية قومية عروبية تعتمد على الفكر او المنهج الوهابي)
انظر كتاب  الامام آيت علجت، محمد الصالح : الشيخ المولود الحافظي حياته وآثاره، تقديم الدكتور محمد الشريف قاهر، ص 63-75.

قام ابن باديس رحمه الله بعمل غريب و منكر عرفا وشرعا و هذا باستدعاء  للشرطة عند وقوع  التقاش  السلمي و الحاد او كما سماه الهرج في نادي الترقي خلال الاجتماء بعد مرور سنة من تاسيس جمعية العلماء و هذا بعد ان ظهر خلاف منهجي و فكري مذهبي كبير بين علماء الجمعية واصبح كل طائفة تحاول الاستلاء على ادارة الجمعية طبعا النقاش و الجدال كان سلمي ولم يكن فيه اي عنف فاستغل ابن باديس ومن معه من الباديسيين هذا الجو او كما يقول للمحافظة على الأمن، واستدعى الشرطة الفرنسية لطرد كل العلماء الغير باديسيين ليخلوا لهم الجو وتعيين ادراة عتاصرها  كليا من الاصلاحيين اي البادسيين  وقد انتقد في ذلك نقدا لاذعا ولامه العلماء  على استدعاء الشرطة (الفرنسية طبعا) لفض تنازع العلماء، لكن ابن باديس دافع عن الشرطة  الفرنسية بحرارة.وهي التي اعانت العلماء الغير باديسيين 
انظر:  جريدة الشهاب: ج 8، م 8، ص 401 – 409 – أوت 1932م، وانظر: كتاب آثار ابن باديس: 4/321.

وكان من ضمن ما قال في دفاعه عن شرطة فرنسا و مساعدته له في الاستلاء على جمعية العلماء مايلي:
 (ارتباط الجزائر بفرنسا اليوم صار من الأمور الضرورية عند جميع الطبقات فلا يفكر الناس اليوم إلا في الدائرة الفرنسية، ولا يعلقون آمالهم إلا على فرنسا مثل سائر أبنائها ورغبتهم الوحيدة كلهم هي أن يكونوا مثل جميع أبناء الراية المثلثة في الحقوق كما هم مثلهم في الواجبات، وهم إلى هذا كله يشعرون بما يأتيهم من دولتهم مما يشكرونه، ومما قد ينتقدونه، وقد كنا نؤكد لهم هذا التعلق ونبين لهم فوائده ونبين لهم في المناسبات أن فرنسا العظيمة لا بد أن تعطيهم يوما- ولا يكون بعيداً- جميع ما لهم من حقوق وكنا لا نرى منهم لهذا إلا قبولا حسنا وآمالاً طيبة)

انظر (اثارابن باديس) الجزء الثاني المجلد الثاني  ص 321


ولسنا ندري ما هي الضرورة الداعية لاستدعاء  قوات المحتل الفرنسي  من قبل ابن باديس  و الاستقواء بهم  على علماء أو طلبة علم  جزائريين وقع الخلاف السلمي بينهم، ولم يكن هناك اي شجار عنيف او ضرب وكان الخلاف الفكري و التنضيمي  يمكن أن يرفعوه بالحكمة واللين من غير أن يشوهوا سمعتهم (الباديسيين)  بتدخل الشرطة الفرنسية،
وهو الاجراء المخزي الذي اتخذه ابن ياديس في اجتماع سنة 1932م وعوتب عليه من قبل كثير من علماء المسلمين الجزائريين وخاصة مؤسس جمعية العلماء الجزائرين الشيخ عمر اسماعيل والذي خرج ايضا من الجمعية بعد استيلاء البادسيين عليها وعلى مجلس ادارتها بعد طرد كل العلماء من المذاهب الاخرى و كل مخالف لجماعة الباديسسن الاصلاحيين
وهذا ما ادى الى الشيخ عمر اسماعيل الى كتابة رد قوي وقاسح جدا على تصرفات ابن باديس نشر في جريدة البلاغ بتاريخ 24 ماي 1932م مقال عنواته ( تعمد الكذب اعضم جريمة)  وصفهم انهم هم من خططوا مسبقا ومن زمان الى الاستيلاء على الجمعية خدمة لمشروعهم الوهابي الاصلاحي خلافا لما كان اتفق عليه في بادئ الامر ان تكون الجمعية جامعة لكل المشارب و التوجهات الدينية و الثقافية واعتبر عمر اسماعيل ان استدعاء ابن باديس الشرطة الفرنسية لاخراج العلماء من غير الاصلاحيين البادسيين هو تصرف منحط من شخص يدعي الاسلام و القيم واعتبر عمر اسماعيل ذلك وشاية لا يقبلها عرف ولا دين

و الاكثر من ذلك قال لابن بادي سان تلك الوشاية هي عادة معلومة عند قومكم حسب تعبيره في جريدة البلاغ






عزيزي القارئ بعد الرسالة القاسية التي نشرها الشيخ عمر اسماعيل الزواوي منتقدا من خلالها تصرفات عبد الحميد ابن باديس وتعاونه مع الشرطة الفرنسية لخطف جمعية العلماء و الاستلاء على كل ادارتها لتصبح من ذلك التاريخ ماي 1932م جمعية باديسية قومية عروبية اصبح الباديسيين يعتبرون الشيخ اسماعيل عدوا لهم ولهذا قاموا بطمس جهوده وتاريخه وكونه مؤسس جممعية العماء المسلمين وليس ابن باديس كما يروج العروبيين البادسيين اكذب خلق الله يعيشون وينشرون تاريخ كرطوني مزيف ويسرقون امجاد غيرهم 

عزيزي الباديسي المستعرب 
نحن  هنا ليس لاتنتقاد شخصية عبد الحميد ابن باديس الامازيغي الصنهاجي فالف الف رحمة على روحه وجعله الله من اهل الجنة ولكننا لانتقاد تصرفات و اخطاء و قعت في تاريخ جمعية العلماء التي اختطفت واصبحت قومجية عربية  و استوجبت منا كشفها و لو انها  حقائق صادمة للباديسيين المستعربين فلا تقلق يا عروبيست من النصح ومن الحقائق التاريخية التي تخالف رغباتك وميولاتك القومية :
يقول الفيلسوف اندري مورو( ان كل مايتفق مع رغباتنا الشخصية يبدوا حقيقيا وكل ماهو غير ذلك يثير غضبنا)
كذلك نقول عن النصائح والمدح والقدح بين الناس اننا نحب المدح لانفسنا ولجماعتنا ونطرب له ولو كان باطلا ومخالف لحقيقة الواقع والتاريخ
والغالب ايضا اننا نكره ونرفض النقد والذم و انكشاف الحقائق ولو كان ذلك حقا ولو كان بدليل موثق من شهادات صانعي الاحداث و من خلال اقلانمهم والسنتهم وهذا والله عيب كبير وخطا خطير


13 commentaires:

  1. العنوان مظلل
    كيف تستدل على السرقة من اثار الابراهيمي وجريدة الشهاب ؟؟
    هذا غير منطقي
    ثانيا عمر اسماعيل مسؤول التنسيق هو مقالش بان الجمعية تم سرقتها
    ثالثا اين دليل الدعم الفرنسي لابن باديس وانتم درتوها في العنوان
    .
    اخطيكم من الفتنة عمر اسماعيل وابن باديس كانو وهابيين الاثنين وعلماء افاضل

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. يبدو تنك لم تقرا الموضوع كاملا اين قلنا كلمة سرقة قلنا اختطاف وهناك فرق بين المصطلحين من جهة اخرى ابن باديس فكره اصلاحي وهابي وعمر اسماعيل لاهو وهابي ولا شيء اخر هو مهتم بنشر الاسلام في الجزائريين ومحاربة الثقافة الفرنسية ايضا الا تعلم ان جريدة الشهاب هي لسان جمعية العلماء وابن باديس اما قولك ان ابن عمر اسماعيل لم يقل ان جمعية العلماء تم خطفها من قبل الاصلاحيين فهذا يدل على انك لم تطالع كل المقال انظر ما كتب عمراسماعيل من لوم وعتاب لابن باديس في اخر المقال في جريدة البلاغ لقد استحينا ان نضع كا المقال لما فيه من انتقاد قاسح والفاظ مهينة لابن باديس

      Supprimer
    2. عمر اسماعيل كان وهابي؟
      عندك الدليل؟

      Supprimer
  2. ثانميرث على هذا الاجتهاد واظهار الحقيقة للجزائريين

    RépondreSupprimer
  3. الإدارة الفرنسية تعرف جيدا كيف تختار العائلات الأنسب

    RépondreSupprimer
  4. طمس الهوية هو من شيم العروبيين

    RépondreSupprimer
  5. يعني تضيف ان ابن باديس امازيغي
    ان لم يقتنع القارئ بخطف ابن باديس للجمعية
    على الافل مررت سبهة في عاقله الباكني بان ابن باديس امازيغي
    في نهاية المطاف فكلى من اقتنعت به مؤسس للجنعية فكلاهما امازيغي
    فعلا من ليس له تاريخ يزيف له واحدا

    RépondreSupprimer
  6. هههههههه مؤلمة للحمقى بتاع الزواف وأن الباديسيين هم النوفمبريين
    طز فيك يا ابن باديس المتقومج العروبي لا أستحي من قولها
    أين أنت من الشيخ العربي التبسي الأمازيغي

    RépondreSupprimer
  7. لدي سؤال لإدارة المدونة : كيف كانت منشورات جمعية العلماء قبل أن يستولي عليها التيار الباديسي ، هل يمكنكم تزويدنا بعينة مثلا من موقفهم من فرنسا ومثلا من موقفهم من اللغة الأمازيغية ، بعدما اتضح عداء الباديسيين للهوية الجزائرية الوطنية وموالاتهم للنصارى الفرنسيين ، بعيدا عن عقيدة الولاء والبراء

    RépondreSupprimer
  8. كاتب المنشور مع كثرة اخطائه الاملائية و حتى التعبيرية و كثرة الاطناب اي التكرار و الركاكة في كثير من الجمل، كل هذا يدل على انه من التيار الحاقد لعروبة الجزائر و للغة العربية و على هذا الاساس نجده دائما يركز و يعيد كلمة العروبيين، المستعرب، و هذا دليل قاطع لحقده الدفين لكل ما هو عربي في الجزائر و تهكمه على العلامة ابن باديس خير ظليل على ذلك مزيفا للحقائق و مستدلا بمعلومات مغلوطة.. اذهب و إلعب بعيدا

    RépondreSupprimer
  9. شكرا لك على هذا البحث الذي يبرز شخصية مسلمة جزائرية كانت غير معروفة, فشاء الحق أن يظهره من جديد.

    نشرتم الآتي

    صورة من جريدة البلاغ فيفري 1931م
    رابط تحميل مجموعة من جريدة البلاغ على شكل ملف مضغوط
    https://top4top.io/downloadf-1295haomt1-rar.html?f

    هل هناك روابط أخرى لجريدة البلاغ لكل السنوات ؟ وشكرا

    RépondreSupprimer