موقف عمر بن الخطاب
رضي الله عنه من غزو بلاد الامازيغ
قرأنا التاريخ او قرؤونا التاريخ، (تاريخ
الامة العربية والفتوحات الأعرابية) مقلوبا انتصارات انتصارات فضائل فضائل دون كوارث
ورزايا انه التاريخ الذي كتبه بني امية ومن والاهم . الذين قتلوا خيرة الصحابة المبشرين بالجنة ثم
بعد ذلك زحفوا الى بلاد الامازيغ لاستكمال جرائمهم
تاريخ العروبيين المزور الذي شربونا إياه في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من أرجوان
وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والأمجاد الماسية ما بعدها انتصارات
وانجازات وأمجاد وفتوحات في القرن السابع أروع
من ما يكون وغزوات قبائل أعرابية تابعة لبني امية لبلاد المغرب الإمازيغي الكبير نتج عنها ابشع
جرائم التاريخ و التي ينكرها الاسلام ورفضها الخلفاء الراشدين
نعم عزيزي القارئ حدث هذا في القرن السابع ميلادي وكذبوا عليكم وقالوا ان
الغزو الاجرامي الاموي كان في منتهى الإنسانية
والحنان فبدل ان ينشر الاسلام نشر بني امية العربان واحتلوا الاراضي الامازيغية
وفرضوا الجزية على كثير من قبايل الامازيغ و الغريب ان الجزية لم تكن فقط من
الاموال بل فرضوا على الناس سنويا دفع جزء من اولادهم كعبيد (تخميس البشري) .
هذا التاريخ الوردي الذي افهمونا انه لاتملكه تواريخ شعوب الأرض
كلها وليس فيه ما يطعن به ولا يقبل النقد او الرفض.
درسونا (تاريخ الامة العربية والفتوحات
الأمويةالأعرابية) مليئا بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا
المس او تحليل أخطائه تاريخ مقدس
لا يا عزيزي القارئ لقد كذبوا عليك
عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض غزو بلاد الامازيغ (افريقيا) يوم جائه عمرو بن العاص الذي اصبح فيما بعد احد صناع
دولة بني امية الاجرامية و احد مؤسسيها
حيث طلب من عمر بن الخطاب غزو افريقية قال
كلمته الشهيرة ( لا انها ليست افريقيا انها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها احد
ما بقيت)
انظر كتاب ابن عبد الحكم (فتوح مصر و
المغرب) الجزء الاول الصفحة 232 تحقيق عبد
المنعم عامر
وهذا الوقائع التاريخية التي تفيد ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض فكرة غزو افريقيا (بلاد الامازيغ) اكدها المؤرخ ابن عذارى من القرن 712 هجري في كتابه بيان المغرب في اخبار الاندلس و المغرب الجزء الاول تحقيق بشار عواد الصفحة 31
لم يأذن عُمر للمُسلمين بالتوغُّل أكثر بعد ان انتصر على الرومان في مصر بمساعدة المصريين (الاقباط) ، مُعتبرًا أنَّ تلك البلاد (افريقيا الامازيغ) مُفرِّقة ومُشتتة للمُسلمين، ومغدورة اذا اعتدي عليها ايضا كونها مجهولة وليس لهم عهدٌ بها بعد، ودُخولها سيكون مُغامرة قد لا تكون محمودة العواقب نظرا لأخبار تصارع البربر (الامازيغ) والروم على السيطرة على تلك الأرض
كان عمر بن الخطاب يرى أن أي حملة عسكرية للعرب على شمال أفريقية ستفتن أولا العرب و هذا ما حدث فعلا للعرب في شمال أفريقية ، فهؤلاء العرب عوض أن يكونوا حملة رسالة يوصلونها للأمازيغ كما امرهم الله و رسوله تحولوا لمستدمر مستنزف دموي إرهابي همه الوحيد هو السبي و الغنائم و ظلم الناس ، و من جهة أخرى و بسبب التاريخ الحربي العريق للأمازيغ ضد الرومان و الوندال و الروم أدرك سيدنا عمر ابن الخطاب أن العرب سيهزمون أمام قوة الأمازيغ و هذا ما شهد عليه التاريخ و حدث فعلا و لا ينكر ذلك إلا كذاب أثيم .
فنتيجة 70 سنة من الحروب بين العرب الامويين والأمازيغ إنتهت عام 741 ميلادية بمعركة كبيرة سميت معركة الاشراف ذبحت فيها جيوش الدولة الأموية وتم إجلاء العرب من المغرب الامازيغي الكبيروانقرضوا كليا من بلادنا و من ذلك الوقت بدا إنشاء دول أمازيغية إسلامية عام 742م وتلاها سقوط الخلافة الأموية عام 750م
يقول ابن خلدون ان العرب بعد ان قضى عليهم الامازيغ خاصة بعد ثورة كتامة على اخر العرب (الاغالبة) انقرضوا سنة 296 هجري لم تبقى لهم قائمة وذهبت ريحهم الى الابد
انظر كتاب ابن خلدون الجزء السادس تحقيق سهيل زكار الصفحة 149
هذا هو موقف عمر بن الخطاب من طلب عمرو بن العاص غزو بلاد الامازيغ و هو الرفض الكلي للفكرة لان ذلك اولا يخالف كتاب الله الذي حرم الهجوم و الاعتداء على غير المسلمين الذين لم يعتدوا عليهم و الاسلام واضح في حكمه بتحريم القتال الهجومي على غير المسلمين الذين لم يبادروا بالاعتداء
من أسس الشريعة السمحة ودين الإسلام انه جاء بالسلام لا الحرب المفتوحة
على غير المسلمين وسبب القتال ضد غير المسلمين، هو اعتداؤهم لا كفرُهم
قوله تعالى:
(وَقَاتِلُوا ِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ
وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ) البقرة -190-.
قوله تعالى:
)لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة -8
-.
وقال تعالى :
( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ) ( الإسراء/
33)
يقول القرطبى – رحمه الله – : ” وهذه الآية نهى عن قتلِ النفس المحرمة
مؤمنة كانت أو معاهدة إلا بالحق الذى يوجب قتلها “.
قال تعالى:
(لاَ إِكْرَاهَ فيِ الدِّين...) البقرة -256-،
وإذا كان الكافر
يقتل لكونه لم يُسلِمْ، فهذا من أشدّ أنواع الإكراه في الدين.
و ننبه ان في عهد عمر عندما دخل ارض مصر لم يكن من اجل احتلال ارضها او اغتصاب
خيراتها فالتاريخ يشهد انه حرم على جنده وامرائهم ان يسكنوا في بيوت او اراضي
المصريين ولم يسمح لهم ببناء مساكن واقصى
شيء سمح به للعسكر هو انشاء خيم معسكرات لمبيت الجنود لا غير و منعهم حتى من
الزراعة
بعد وفاة عمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان رضي الله عنهما سيطر بني امية على بلاد العرب و حصل الغزو الاموي الاجرامي في شمال إفريقيا غزو أموي أعرابي من اجل الغنائم والسبي واحتلال الأراضي
واستعباد الامازيغ هو غزو واحتلال تعدى الاحتلال الروماني والبيزنطي والفرنسي من حيث
الظلم والشئم.
ثبت عن الرسول الكريم الحديث:
فالرسول قال للإمام على ومن قبله لمعاذ:
لا تقاتل أعداءك إلا لو قاتلوك، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم رجلًا، فإن
قتلوا منكم رجلًا فلا تقاتلهم حتى تريهم القتيل، وتقول هل إلى خير من ذلك؟ فلأن يهدى
الله بك رجلًا واحدًا خير مما طلعت عليه الشمس.
فالقصد أن الرسول كان يقصد الدعوة وليس
الحرب،والقتال الهجومي
ولو ترك (عرب قريش ومن اجتمع معهم لقتل
النبي الكريم ) الرسول الكريم يدعو لما انجر إلى الحرب، وكان يقول خلّوا بينى وبين
الناس، أي افسحوا الطريق بينى وبين الناس،لهدايتهم
ولكن المشكلة أن المتجبرين فى الأرض والمتسلطين
على رقاب العباد من الدواعش و ملوك بني أمية وأمرائهم لم يفهموا فحوى الجهاد الحقيقي وهو نشر العقيدة
السمحة وبالحكمة والموعظة الحسنة وليس نشر العربان وتهجير الأصليين أو التسلط على أموال
الآمنين وهي العقلية الفاسدة التي كانت تهيمن على حركة الغزو الأموي الأعرابي لبلاد
الامازيغ ولبلاد الاندلس .
القاعدة الاساسية في الدعوة للاسلام انه
إذا تمكن المسلم من الدعوة والشرح والبيان والحوار المتسامح الهادئ سقط القتال، فالقتال
وسيلة دفاعية عندما يعتدى على المسلمين وليس هدفًا،
فالإسلام يَنهى عن قتلِ النفس – أيّ نفس
كانت ( أنهُ من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها
فكأنما أحيا الناس جميعاً … ” ( سورة المائدة /32)
يكون أساس الدعوة الاسلامية هو اللين والحكمة
والموعظة الحسنة، كما أمر الله تعالى بذلك نبيهم، وأمره أمر لأمته ، قال تعالى: {ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ} النحل(125)
و تذكر عزيزي القارئ انه لا تجتمع رسالة
الهداية مع منطق العدوان العامِّ الشامل والقتال
الهجومي كما فعله جنرالات بني امية (عقبة وموسى وغيرهم).
شكرا على المنشور .تحياتنا لكل اااقم الساهر على كشف الاكاءيب ونشر الوعي وتصحيح التاريخ
RépondreSupprimerشكرا للمعلومة
RépondreSupprimerCe commentaire a été supprimé par l'auteur.
RépondreSupprimerشكرآ جزيلا
RépondreSupprimer